الاستراتيجيات الغربية لمكافحة الإرهاب «رجعية» الجارديان: المتورطون في الهجمات الإرهابية لا يمارسون شعائرهم الدينية بانتظام في حين استراتيجيات مكافحة الإرهاب تنطوي على مزيج من القوة الصلبة والناعمة، ولكن خمسة عشر عاما بعد هجمات 11 سبتمبر، ولا تزال الاستراتيجيات الأوروبية والأمريكية لمكافحة الإرهاب يمكن وصفها بالرجعية، بدلا من المنهجية، الهجوم الذي وقع الأسبوع الماضي في نيس، فرنسا، يجب أن يعطينا سببا لنأخذ وقفة. الجهود الدولية لهزيمة الإرهاب ينبغي أن تتطور أكثر إلى مكافحة التمرد بدلا من مكافحة الإرهاب، يجب علينا كمجتمع دولي أن نكسب القلوب والعقول، وعلينا أن ندافع عن "المنطقة الرمادية" للتعايش بين المسلمين والغرب، التي يهدف تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" لتهديدها. وبالتالي إجبار المسلمين الأوروبيين والأمريكيين أن يختاروا بين الدول الغربية التي تجد المسلمين غير مرغوب فيهم وبين دولة الخلافة المزعومة. منذ هجمات 11 سبتمبر، فعلت الحكومات الغربية كل ما هو ممكن لجعل الجماعات الإرهابية – مثل تنظيم القاعدة وداعش – أكثر جاذبية. نحن تسللنا داخل المساجد، وقمنا بتوسيع نطاق مراقبة الجاليات المسلمة في مختلف مناحي حياتهم، مررنا الإسلاموفوبيا، في حين يحاول اليمين المتطرف شيطنة المسلمين والإسلام لجعل القضية أن المسلمين غير متوافقين مع القيم الغربية. على مدى السنوات ال 15 الماضية، كانت رسالة الغرب للمسلمين واضحة: نريد إسلاما أقل، لذلك لا نريد وجود عدد كبير منكم، ولكن الحل الفعَال لمشكلة الإرهاب هو أننا بحاجة إلى وجود مزيد من الإسلام الحقيقي الذي وحده فقط سيحمي الغرب ضد أولئك الذين قد يقومون بمحاكاة الهجمات الأخيرة في باريس، بروكسل، أورلاندو، ونيس. مزيد من الاهتمام بالإسلام يعني أصواتا أكثر للمسلمين على شاشات التلفزيون، ومزيدا من المسلمين المنتخبين لمناصب سياسية، وعدد أقل من القوانين التي تحد من حرية التعبير الديني. دراسة جديدة حول التطرف أجراها خبراء في شؤون تنظيم "داعش"، ويل مكانتس وكريس ميسرول، تبين مدى أهمية دمج المسلمين في المجتمعات الغربية في هزيمة التهديد الإرهابي الحالي. باستخدام بيانات جمعتها الدراسة عن كل مقاتل أجنبي معروف سافر إلى سوريا خلال الفترة من 2011 إلى 2014، وباستخدام مجموعة متنوعة من البيانات التي تتضمن تحليلات حول البلد التي جاؤوا منها، وجد الباحثان أن التشدد في تطبيق القوانين العلمانية يخلق متطرفين من الناحية الدينية. منفذو هجمات باريس، بروكسل، أورلاندو ونيس لم يأت أحد منهم من خلفية دينية قوية، جميعهم كانوا ثمارا مريرة لمجتمعات تواجه معدلات بطالة مرتفعة ومعدلات أعلى من إجراءات المراقبة والاعتقال. تم وصف مهاجم نيس بأنه كشخص يفضل "لحم الخنزير والكحول والمخدرات". لذلك – في حين أننا لا نعرف حتى الآن دوافعه – من المعقول أن نفترض أن الإيديولوجية الدينية ليس لها علاقة بتحوله المفاجئ لهذا العنف القاتل. في عام 2008، ذكر جهاز المخابرات الداخلية البريطانية "MI5" في تقرير نشرته صحيفة الجارديان: بعيدا عن المتعصبين دينيا، عدد كبير من المتورطين في الإرهاب لا يمارسون الطقوس الدينية بانتظام، بعضهم يتعاطى المخدرات ويشرب الخمر، ويفتقر الكثير منهم إلى المعرفة الحقيقية بالدين. كما خلص التقرير إلى أنه "هناك أدلة على أن الهوية الدينية الراسخة تحمي فعلا ضد التطرف العنيف". بعبارة أخرى، فإن الحل هو المزيد من الإسلام، وليس أقل الإسلام. منفذو العمليات الإرهابية هم عرضة للانجذاب لدعاية داعش لأنهم يفتقرون إلى الفهم التاريخي الحقيقي والسياق الأساسي للعقيدة الإسلامية الذي يعتقدون أنهم يتبعوها، هؤلاء المهاجمون من الخطأ وصفهم بالمسلمين، هم غير أسوياء يسعون إلى لافتة يعلقون عليها جرائمهم وغضبهم. الغضب الذي غالبا ما ينبع من تصور أن الحياة غير عادلة بالنسبة لأولئك الذين يتشاركون هوية ثقافية إسلامية. إذا كنا نريد هزيمة هذا التهديد الإرهابي، هناك حاجة لبذل مزيد من الجهد لتوصيل مضمون الإسلام الحقيقي لأولئك الذين قد يتعاطفوا مع الدعاية الإرهابية، بالتالي المزيد من الإسلام هو ما سوف يهزم داعش. ميدل ايست آي