صدمة كبيرة وربكة وإحباط سياسي انتابت الكيان الصهيوني بعد دخول طائرة بدون طيار المجال الجوي لهضبة الجولان المحتلة، بل واقتحمت عمق الدولة العبرية من الشمال، وجولت في سمائه؛ لتخرج سالمة أمام عجز القوات الإسرائيلية في اعتراضها، حتى إن صواريخ الباتريوت التي تعتبرها إسرائيل ضمن منظومتها الدفاعية الحامية للأجواء الإسرائيلية فشلت في اعتراض الطائرة، الأمر الذي دفع العديد من الخبراء الأمنيين إلى التشكيك في المزاعم الصهيونية القائلة إن الأجواء الإسرائيلية منيعة وحصينة. كشفت القناة الثانية في التليفزيون الإسرائيلي أن الدفاعات الجوية الإسرائيلية لا تزال تحقق بشأن فشل صاروخي باتريوتفي اعتراض طائرة بدون طيار من صنع روسيا دخلت المجال الجوي لهضبة الجولان المحتلة، مشيرة إلى أنها حلقت على ارتفاع منخفض، وبالتالي كان لابد من إصابتها فور رصدها، لأنه تم رصدها على بعد 24 كيلو قبل أن تخترق الحدود بنفس المسافة أيضًا، وأوضحت القناة أن الصاروخ الأول أطلق باتجاه الطائرة بعد أن قطعت 4 كيلو مترات في الأجواء الإسرائيلية، ولم يصبها، فتم إطلاق الصاروخ الثاني الذي أخطأ الهدف أيضًا، كما أشارت القناة إلى أن التحقيقات تشمل سبب تأخر إرسال طائرات حربية لإسقاط الطائرة التي عادت أدراجها بعد إطلاق الصاروخين، مشيرة إلى أن الجهات الدفاعية الجوية تشعر بالإحباط؛ لعدم قدرتها على إسقاط الطائرة. وقالت القناة إن الدفاعات الجوية تشعر بقلق؛ بسبب استمرار حزب الله اللبناني وحركة حماس في السعي للحصول على طائرات بدون طيار متطورة، مشيرة إلى أنها تسعى ايضًا لاستخدامها في أي مواجهة قادمة، ليس لأغراض التصوير فقط، بل وتنفيذ هجمات ضد إسرائيل، موضحة أن هناك قرارًا بالسعي لتطوير الدفاعات الجوية؛ لتكون قادرة وفعالة في مواجهة الطائرات بدون طيار. في الوقت نفسه ذكرت الإذاعة الإسرائيلية العامة أن الطائرة عادت إلى سوريا، وقالت "يستبعد أن تكون الطائرة للقوات الروسية المتواجدة في سوريا، ولا نستبعد أن تكون لمنظمة حزب الله أو الجيش النظامي السوري". من جانبها اهتمت صحيفة يديعوت أحرونوت، الاثنين، بالإخفاق والارتباك في قضية الطائرة، وقال مراسل الشؤون العسكرية في الصحيفة، يوسي يهوشواع، إن هذه الطائرة اقتحمت الأجواء الإسرائيلية، وبعد حوالي ساعة من الزمن، تمكنت من الهرب دون أن يُصيبها أي أذى، فيما قال خبراء أمنيون وعسكريون أن اقتحام الطائرة سبب أضرارًا بالغة، كما أدى إلى حالة من الارتباك في صفوف قادة جيش الاحتلال الإسرائيلي، لافتًا إلى أن القضية برمتها سيتم التحقيق فيها من قبل سلاح الجو الإسرائيلي والمسؤولين عن منظومات الدفاع التابعة للجيش الإسرائيلي. هذه ليست المرة الأولى التي تفشل فيها إسرائيل في إسقاط طائرة بدون طيار، فسبق وأن قامت طائرة قادمة من لبنان باختراق الأجواء الإسرائيلية سابقًا، الأمر الذي يعتبر فشلًا كبيرًا وخطيرًا في منظومة الأمن الإسرائيلية، وأثار انتقادات عدة في الساحة السياسية والأمنية الصهيونية، كما طرح العديد من الأسئلة حول تباهي الاحتلال بكونه أكبر مصدر للطائرات بدون طيار في العالم، وأن حجم هذه الصادرات يشكل 10 في المائة من الصادرات الأمنية الإسرائيلية، في الوقت الذي تؤكد فيه الدلائل على أن المجال الجوي الصهيوني مُهدد. المؤشرات السابقة تؤكد فشل المنظومة الدفاعية الإسرائيلية التي طالما تباهت إسرائيل بقدراتها الجوية التي تفوق كثيرًا من دول المنطقة، خاصة بعد فشل القبة الحديدية مرارًا أيضًا في اعتراض العديد من صواريخ حركة حماس والجهاد الإسلامي، فعلى الرغم من أن هذه الصواريخ لا تملك تكنولوجيا هائلة تمكنها من الإفلات من الرادارات والأنظمة الدفاعية الإسرائيلية الحديثة، إلا أن المنظومة الإسرائيلية فشلت في إثبات أن المجال الجوي الإسرائيلي حصين ومنيع كما يزعم بعض القادة الصهاينة، الأمر الذي يدعم آراء الخبراء الأمنيين الذين يقولون إن الكيان الصهيوني غير جاهز لأي مواجهة مسلحة أو حرب مقبلة مع حزب الله، خاصة بعد إقرار مندوب إسرائيل الدائم لدى الأممالمتحدة، داني دانون، بأن حزب الله بات يمتلك أكثر من 120 ألف صاروخ.