هدد الرئيس اليمني المستقيل، عبد ربه منصور هادي، الأحد الماضي، بمقاطعة الجولة المقبلة من مفاوضات السلام اليمنية، المفترض أن تستأنف في الكويت الجمعة المقبلة، قائلا: "لن نعود إلى مشاورات الكويت إذا حاولت الأممالمتحدة فرض رؤيتها الأخيرة عبر مبعوثها الدولي، إسماعيل ولد الشيخ أحمد". يحاول هادي التملص من الحلول السياسية لصالح العسكرية منها، كما أن زيارته بصحبة نائبه علي محسن الأحمر، لمحافظة مأرب، حملت دلالة لا تقبل الشك على تراجع الخيار السياسي لصالح الحل العسكري، الأمر الذي حسمه موقف الرئيس هادي صراحة من خلال رفضه للرؤية الأممية التي أعدها ولد الشيخ أحمد. مفردات خطاب الرئيس اليمني المستقيل كانت كفيلة بإظهار وجود خلاف بينه وبين منظمة الأممالمتحدة، حيث ألمح إلى أن حركة أنصار الله لن يحكموا اليمن، ولو قاتلهم اليمنيون وحدهم، لافتا إلى ضغوط كبيرة تمارس على السلطات اليمنية، من جهات لم يحددها، للقبول بالخارطة التي تقدم بها المبعوث الأممي، المتضمنة تشكيل حكومة وحدة وطنية، مهددا بعدم الذهاب إلى مشاورات الكويت مجددا في حال تم فرض خارطة ولد الشيخ أحمد. وتشير اللهجة الحادة التي يستعملها هادي والسعودية ضد إيران في الآونة الأخيرة إلى أن هناك ضغوطًا دولية تمارس عليهما، وعلى الرياض، خاصة بعد سياستها المتهورة في اليمن على حد توصيف ألمانيا، حتى الولاياتالمتحدةالأمريكية مارست ضغوط على المملكة حتى لا ينسحب الوفد الحكومي اليمني الذي تدعمه من مفاوضات السلام، فواشنطن ترغب وبشدة في إيقاف حالة التدهور الأمني الذي تسببت فيه الرياض باليمن، فالمناطق الشاغرة والناتجة عن العدوان السعودي على اليمن أصبح تنظيم القاعدة وداعش يملآنها، وبات الملف الأمني اليمني يهدد الوضع العالمي لموقع اليمن الاستراتيجي على باب المندب. تقاطع التصريحات السعودية واليمنية يعطي مؤشرًا إلى إجماع دولي على ضرورة انتهاء الوضع باليمن في أقرب وقت بتشكيل حكومة وحدة وطنية، الأمر الذي كشف نوايا الرياض بأن دخولها في مفاوضات السلام من البداية لم يكن الهدف منه إشراك حركة أنصار الله في حكومة الوحدة، بل على العكس، كانوا يحاولون المماطلة لإيجاد طريقة ليخرجوا بها أنصار الله من المشهد السياسي اليمني برمته. تعنت هادي يهدد بفشل المفاوضات اليمنية المقبلة، فبعد تصريحاته بمحاولة استبعاد حركة أنصار الله من الحكومة المزمعة، بالإضافة للحشد العسكري الذي يمارسه على أطراف العاصمة صنعاء بالتعاون مع عدوان التحالف العربي، سيشكلان عائقًا كبيرًا في إقبال حركة أنصار الله والمؤتمر الشعبي على تسليم أسلحتهم والانسحاب من صنعاء قبل إدماجهم في حكومة وحدة وطنية تضمن استمراريتهم في مواقع القرار السياسي وحتى العسكري، الأمر الذي يسير باتجاه التصعيد العسكري؛ فلا ضمانات حقيقية لحركة أنصار الله في حال أقدمت على تسليم الأسلحة الثقيلة بالتوصل مع هادي لأي اتفاق، في ظل تصريحاته المتضاربة والمتناقضة.