في إطار مبادرة المبعوث الدولي إلى اليمن "اسماعيل ولد الشيخ أحمد" لحل الأزمة اليمنية التي تدخل شهرها السابع، تنعقد جولة جديدة غير معلنة من المفاوضات في مسقط، وذلك بعد تعديل الوثيقة النهائية للمبادرة الأممية. سلم فريق المبعوث الدوليّ إلى اليمن "إسماعيل ولد الشيخ أحمد" الوثيقة النهائية المعدلة للمبادرة الأممية إلى فريق الرئيس اليمنيّ "عبد ربه منصور هادي" في الرياض. تحتوي الوثيقة النهائية المعدلة على ضمانات دولية واضحة، حيث تتضمن هذه الوثيقة سبع نقاط هامة، يأتي في مقدمتها الالتزام بتنفيذ قرارات مجلس الأمن ذات الصلة بما فيها القرار رقم 2216 من جميع الأطراف وفق آلية تنفيذية يتم التوافق عليها وبما لا يمس السيادة الوطنية، مع التحفظ على العقوبات الصادرة بحق المواطنين، ثانياً وقف دائم وشامل لإطلاق النار من جميع الأطراف وانسحاب كل الجماعات والميليشيات المسلحة من المدن، وفقاً لآلية يتفق عليها لسد الفراغ الأمني والإداريي، ويرفع الحصار البري والبحري والجوي، ثالثاً: الاتفاق على رقابة محايدة على تنفيذ الآلية التي سيتم الاتفاق عليها بإشراف الأممالمتحدة. رابعًا: احترام القانون الإنساني الدولي بما في ذلك المواد التي تتعلق بحماية المدنيين وإطلاق سراح المعتقلين والمحتجزين من كل الأطراف، بما في ذلك الأشخاص التي وردت أسماؤهم في قرار مجلس الأمن، وتسهيل أعمال الإغاثة الإنسانية والسماح بدخول البضائع التجارية والمواد الغذائية والطبية والمشتقات النفطية وغيرها من المواد الأساسية بدون قيود، خامسًا: تعود حكومة رئيس الوزراء "خالد بحاح" المشكلة بشكل توافقي لتمارس مهامها كحكومة تصريف أعمال لفترة لا تتجاوز 60 يومًا يتم خلالها تشكيل حكومة وحدة وطنية بما لا يتعارض مع الدستور. سادسًا: استئناف وتسريع المفاوضات بين الأطراف اليمنية التي تجري بواسطة الأممالمتحدة، وفقاً لقرار مجلس الأمن، وأخيرًا تلتزم كل الأطراف بتسليم السلاح الثقيل إلى الدولة وفقاً لمخرجات الحوار الوطني الشامل. أبدت حركة "أنصار الله" مرونة حيال بنود الوثيقة المعدلة، حيث وافقت عليها بصيغتها النهائية بعد مناقشتها وتعديلها، وينتظر الوفد في مسقط قرار الرئيس اليمني "هادي" والرياض، بالنسبة للصيغة النهائية للوثيقة، إلا أن الأجواء غير مبشرة بالتفاؤل، حيث ذكرت مصادر مواكبة للمفاوضات أن أجواء "هادي" وفريقه في الرياض لا تبدو إيجابية، وهو سيجتمع بالأطراف السياسية المؤيدة له لدراسة بنود الوثيقة والخروج بموقف منها. وكانت مفاوضات مسقط قد شهدت جمودًا الفترة السابقة، بعد رفض السعودية الدخول في المفاوضات نتيجه لتقدمها في مناطق الجنوب اليمني، والذي رأت السعودية فيه تقدم كبير يجعلها لا تحتاج إلى مفاوضات، وفضلت الانتظار للحصول على تقدم عسكري كبير يكون ورقة ضغط أثناء المفاوضات، وهنا قرر وفد صنعاء المكوّن من "أنصار الله" من حزب المؤتمر الذي يترأسه الرئيس السابق "علي عبدالله صالح"، الاستعداد للعودة الى اليمن من سلطنة عمان، وأبلغوا المبعوث الأممي "ولد الشيخ أحمد" قرارهم، وغادر بعدها "ولد الشيخ" إلى بلده رافضًا العودة إلى السعودية بعد فشل محاولاته وإصابته بالاحباط جراء الموقف السعودي. سريعًا حاول الأمريكيون تكثيف اتصالاتهم للضغط على القيادة السعودية لعدم إقفال الباب أمام الحل السياسي، ومن ناحيتها ضغطت سلطنة عمان على وفد صنعاء لمنع مغادرته، بينما لعب السفيران الأمريكي والبريطاني دورًا مباشرًا في إطلاق محادثات من جديد، بالتعاون مع الاتحاد الاوروبي، أفضت الى طلب عودة المبعوث الأممي "ولد الشيخ" من بلده لاستكمال المباحثات.