في إطار سعي مبعوث الأممالمتحدة الخاص باليمن "إسماعيل ولد شيخ أحمد" إلى إنهاء العدوان السعودي ضد اليمن والذي دخل شهره الخامس، يجري "ولد الشيخ أحمد" زيارات مكوكية بين الأطراف المتحاربة، فيطير من سلطنة عُمان حيث يتواجد ممثلو جماعة "أنصار الله"، وإلى السعودية ليلتقي بالرئيس المستقيل "منصور هادي" وحلفائه، وسط تعنت ومماطلة القيادة السعودية. وثيقة تفاهم جديدة بين وفد أنصار الله والمبعوث الأممي "إسماعيل ولد الشيخ أحمد" ولدت في العاصمة العُمانية مسقط، نقلها بدوره إلى الرياض، حيث تدعو الوثيقة إلى استئناف وتسريع المفاوضات بين الأطراف اليمنية بوساطة الأممالمتحدة ووفق القرار 2216. تضمنت الوثيقة عشرة بنود أبدت فيها أنصار الله استعدادها للتعاطي الإيجابي مع قرارات مجلس الأمن وآخرها القرار 2216، والدعوة إلى وقف دائم وشامل لإطلاق النار من جميع الأطراف، وانسحاب كل الجماعات المسلحة من المدن، ورفع الحصار البري والبحري والجوي عن اليمن، كما تضمنت أيضاً ضرورة الاتفاق على رقابة محايدة تتابع آلية تنفيذ الاتفاق، وشددت الوثيقة على احترام القانون الإنساني الدولي، لاسيما ما يتعلق بإطلاق المعتقلين، وتسهيل أعمال الإغاثة، فضلا عن السماح بدخول البضائع والمواد الغذائية والطبية ومشتقات النفط. أكدت الوثيقة على قيام مؤسسات الدولة بوظائفها، والتزام الأطراف بتسهيل مهامها، كما دعت إلى استئناف وتسريع المفاوضات بين الأطراف اليمنية، بوساطة الأممالمتحدة ووفق القرار 2216، كما جاء في الوثيقة بند حول وضع خطة وطنية لمواجهة التنظيمات الإرهابية، بمساعدة المجتمع الدولي، وتشمل الوثيقة الاتفاق على آلية تحفظ أمن حدود اليمن والسعودية وسيادتهما الكاملة. وبحسب الوثيقة يتعهد المجتمع الدولي والإقليمي بمعالجة مخلفات الحرب وإعادة الإعمار، على أن تلتزم كل الأطراف بتسليم السلاح الثقيل إلى الدولة، وفقاً لمخرجات الحوار الوطني. من جانبها، تماطل الرياض في الموافقة على الوثيقة أملاً في تحقيق انجازات عسكرية على الأرض، حيث رد مستشار الرئيس اليمني "عبد العزيز جباري"، على هذه المبادرة وقال "المقترحات التي سلمها إسماعيل ولد الشيخ للحكومة اليمنية، تعتبر التفاف على قرار مجلس الأمن الدولي 2216″، وأضاف "أن الحكومة تفاجأت بالمقترحات التي يحملها، خصوصًا أن هناك قرار دولي حيث اجتمعت الحكومة اليمنية، والقوى السياسية، ومستشارون للرئيس هادي، وقاموا بإعداد رد مفصل على نقاط لقاء مسقط"، وأكد أن الحكومة أنهت إعداد رسالة موجهة إلى الأممالمتحدة تتضمن رد على تلك المقترحات، مشيرًا إلى أن من أبرز مضامين رسالة الرد "الانسحاب من المحافظات اليمنية، خصوصًا العاصمة صنعاء، وكذلك بسط نفوذ الدولة على المدن والمحافظات، بما فيها صعدة، وتسليم أسلحة الدولة وإطلاق سراح المختطفين السياسيين والعسكريين، وكذلك الإعلاميين". ميدانياً، سيطرت القوات اليمنية المشتركة على موقع الشعبة العسكري الاستراتيجي في منطقة عسير جنوبي السعودية، ونفذا الجيش واللجان الشعبية عدة عمليات نوعية على الحدود السعودية، وتمكنا من إحراق وتدمير آليات عسكرية سعودية، وقتل في هذه العمليات عدد من جنود الجيش السعودي، وقالت مصادر عسكرية إن العمليات استهدفت موقعًا سعوديًا في منطقة الخوبة بجيزان، وموقعًا قرب جبل المحروق، وموقع رقابة الحاجز في ظهران عسير. على الجانب الآخر؛ أغارت المقاتلات السعودية في الجوف على "سوق الخميس" بمديرية "خب الشعف"، وفي مدينة تعز اشتدت المواجهات بين موالين للرئيس المستقيل "هادي" من جانب والجيش واللجان الشعبية من جانب آخر، في شارعي القصر والأربعين، وفي مأرب شنّ التحالف السعودي سلسلة غارات على مناطق عدة.