يبدو أن المنظمات الحقوقية مصممة على فضح الدول التي لها دور في دعم الإرهاب، سواء بالتمويل أو السلاح أو تسهيل تدفقهم لأماكن الأحداث الساخنة، كسوريا والعراق، فعلى الرغم من أن الأممالمتحدة سحبت اتهامها للسعودية حول جرائمها المتعلقة بأطفال اليمن، إلا أن هذا السحب لم يمنع غالبية المنظمات الحقوقية حول العالم من انتقاد موقف الأممالمتحدة والسعودية. موجة جديدة من الانتقادات طالت دولًا بعينها داعمة للإرهاب في سوريا، حيث أكدت منظمة العفو الدولية، في تقرير لها الاثنين الماضي، ارتكاب المجموعات الإرهابية المسلحة المدعومة من الولاياتالمتحدةوقطر والسعودية وتركيا جرائم حرب في محافظتي حلب وإدلب، مشيرة إلى قيام هذه المجموعات بالخطف والتعذيب والقتل خارج إطار القانون. ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن المنظمة قولها في تقرير لها بعنوان "لقد كان التعذيب عقابًا لي" حالات الاختطاف والتعذيب والقتل بإجراءات موجزة تحت حكم الجماعات المسلحة في حلب وإدلب: إن بعض تلك المجموعات الإرهابية يحظى بدعم دول مثل قطر والسعودية وتركيا والولاياتالمتحدة. داعية الدول التي تدعمها إلى الامتناع عن تسليحها. وقال مدير برنامج الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في منظمة العفو الدولية فيليب لوثر: للجماعات المسلحة في حلب وادلب اليوم مطلق الحرية في ارتكاب جرائم حرب وغير ذلك من خروقات القانون الإنساني الدولي مع إفلاتها من العقاب. ودعا لوثر الدول الداعمة لتلك المجموعات إلى التوقف عن نقل أي أسلحة وعدم توصيل أشكال الدعم الأخرى للجماعات المتورطة في ارتكاب جرائم حرب وغير ذلك من الانتهاكات الجسيمة. التقرير يوصف الإجراءات الوحشية بحق بعض الأفراد نقل التّقرير الدولي عن النّاشط السّياسيّ، إبراهيم، وهو اسم مستعار، والذي خطف على يد جبهة النّصرة في إبريل 2015، قوله "تمّ اقتيادي إلى غرفة التّعذيب، قاموا بتعليقي من رسغي بالسّقف، بحيث لا تقدر أطراف أصابع قدمي على لمس الأرض، ثم انهالوا ضربًا بالكوابل على جميع أنحاء جسدي". وأضاف "استخدموا بعد ذلك أسلوب الدّولاب، وأجبروني على الدخول داخل إطار سيّارة قبل أن ينهالوا عليّ ضربًا بالعصيّ". وبحسب التّقرير تعرّض محامون وناشطون سياسيّون "للاعتداء عليهم من الجبهة الشّامية وجبهة النّصرة وحركة أحرار الشّام؛ انتقامًا منهم على أنشطتهم ومعتقداتهم الدّينيّة وآرائهم السّياسيّة المفترضة". واختطف باسل، الذي يعمل محاميًا، من منزله في معرّة النّعمان في إدلب في نوفمبر 2015؛ لمجرّد قيامه بتوجيه الانتقادات إلى جبهة النّصرة. كما وثقت منظمة العفو الدولية تعرض ثلاثة فتية يبلغون من العمر 14 و15 و16 عامًا للاختطاف على أيدي عناصر من جبهة النصرة وحركة أحرار الشام في إدلب وحلب بين العامين 2012 و2015. وأشارت إلى أنه لا يزال اثنان منهم في عداد المفقودين. وتحدث التقرير عن أدلة تثبت تنفيذ عمليات قتل بإجراءات موجزة على أيدي عناصر جبهة النصرة وحركة أحرار الشام، ويشمل القتلى مدنيين بينهم فتى في السابعة عشرة وامرأة. الجماعات الإرهابية المدرجة في التقرير وثق التقرير حالات اختطاف وتعذيب ارتكبتها مجموعات إرهابية هي حركة نور الدين زنكي والجبهة الشامية والفرقة 16 في حلب وجبهة النصرة وأحرار الشام في إدلب، حيث يوثّق التّقرير 24 حالة اختطاف ارتكبتها الجماعات المسلّحة في محافظتي حلب وإدلب بين العامين 2012 و2016، وبين الضّحايا ناشطون سلميّون وبعض الأطفال، بالإضافة إلى أفراد من الأقليّات، تمّ استهدافهم لا لشيء سوى لاعتبارات تتعلّق بديانتهم. التقرير والتصريحات السورية التقرير جاء مطابقًا لتصريحات سوريا حول الإرهاب وداعميه، حيث أكدت وزارة الخارجية والمغتربين السورية في رسالتين وجهتهما إلى كل من الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، ورئيس مجلس الأمن في 28 إبريل الماضي، أن استمرار الجماعات الإرهابية المسلحة مثل جبهة النصرة وجيش الإسلام والجيش الحر وأحرار الشام وغيرها من الجماعات الإرهابية المرتبطة بها في اعتداءاتها ما كان ليتم لولا استمرار الدعم الكبير الذي تتلقاه من دول كتركيا والسعودية وقطر وغيرها من الدول، سواء بالمال أو السلاح أو الذخيرة أو المعلومات الاستخباراتية واللوجستية.