تعددت زيارات المسؤولين الدوليين لمصر الأسبوع الماضي، على خلفية مناقشة التطورات والمستجدات على الساحة الإقليمية، وخاصة الفلسطينية، بدءًا من زيارة وفد إسرائيلي للقاهرة؛ لبحث دعوة الرئيس عبد الفتاح السيسي لإعادة إحياء عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، مرورًا بزيارة ولي عهد أبو ظبي للقاهرة، وصولًا إلى انتقاد منظمة العفو الدولية لدول الاتحاد الأوروبي؛ بسبب دعمهم لمصر. زيارة الوفد الصهيوني بعد أسبوع من دعوة الرئيس عبد الفتاح السيسي لإحياء مفاوضات السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، ذكرت وسائل إعلام صهيونية وصول أفيفا راز شيختر، مديرة إدارة الشرق الأوسط بوزارة الخارجية الإسرائيلية، إلى القاهرة على رأس وفد من تل أبيب؛ في زيارة لمصر تستغرق عدة ايام؛ وذلك لمناقشة سبل دفع مفاوضات عملية السلام إلى الأمام. وكان الرئيس عبد الفتاح السيسي قد أكد أنه من الممكن تطوير العلاقات المصرية الإسرائيلية لتصبح «أكثر دفئًا»، وذلك من خلال إيجاد حل للقضية الفلسطينية، وأضاف أنه على الجميع بذل الجهد والإرادة الحقيقية لحل هذه المسألة، وإيجاد أمل للفلسطينيين وأمان للإسرائيليين. وتأتي أخبار الزيارة في الوقت الذي كشفت فيه صحيفة يديعوت أحرونوت الصهيونية عن وجود اتصالات دبلوماسية تقودها مصر لعقد لقاء ثلاثي، يجمع الرئيس الفلسطيني محمود عباس، والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. وأشارت صحيفة تايمز أوف إسرائيل إلى أن القاهرة هي التي تسعى لعقد القمة الثلاثية؛ لبحث مبادرة تقودها مصر. وتناولت الصحافة الفلسطينية هذه الزيارة على نطاق واسع، مؤكدة أن الوفد الإسرائيلي حمل معه إلى القاهرة مقترحات إسرائيلية؛ لمناقشتها في إطار مبادرة السيسي لدفع السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين برعاية مصر، كما هدفت الزيارة إلى مناقشة أوضاع قوات حفظ السلام والأوضاع الأمنية في سيناء. تعاون مصري إماراتي في مستهل الزيارة الثانية لولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد آل نهيان للقاهرة في أقل من شهر، أجرى السيسي وبن زايد محادثات ثنائية وموسعة، بحث فيها سبل تطوير العلاقات الثنائية بين البلدين في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والتنموية، وسبل تنميتها لتحقيق مزيد من التعاون والتنسيق الاستراتيجي بين البلدين، "لا سيما في ضوء الأزمات الإقليمية التي تشهدها المنطقة، خاصة تلك المتعلقة بمكافحة الإرهاب والفكر المتطرف". وتأتي الزيارة الثانية ل "بن زايد" في مصر لبحث تعزيز الاستثمارات الإماراتية في مصر، ارتباطًا ببعض التحفيزات التي تقدمها مصر لجذب الاستثمار، خاصة في مجالي الصحة والتعليم. كما جاءت الزيارة للتنسيق السياسي بين الطرفين في قضايا إقليمية مهمة، الأولي لن تبتعد عن الملف الفلسطيني، في محاولة لإعادة العلاقات المتوترة بين القوى الفلسطينية المختلفة، وبصفة خاصة بين الرئيس محمود عباس أبومازن والقيادي المفصول من حركة "فتح" محمد دحلان، والقضية الثانية هي التنسيق لمزيد من الدعم السياسي للجيش الليبي بقيادة خليفية حفتر في مواجهة محاولات إخراجه من العملية السياسية الانتقالية في ليبيا. العفو الدولية تنتقد القاهرة في إطار الانتقادات المتتالية لمنظمة العفو الدولية لمصر في الفترة الأخيرة، اتهمت المنظمة قرابة نصف أعضاء الاتحاد الأوروبي "بالتواطؤ" مع مصر، حسب زعمها، عبر بيع القاهرة أسلحة تستخدم فيما أسمته المنظمة "الاختفاء القسري والتعذيب والاعتقالات التعسفية" بحق المعارضين المصريين. وذكر تقرير منظمة العفو الدولية أن عام 2014 وحده شهد صدور 290 ترخيصًا من دول الاتحاد الأوروبي لنقل أسلحة لمصر، بقيمة 6 مليارات يورو. وقالت منظمة العفو الدولية، ومقرها لندن، في بيان إن 12 من أصل 28 دولة أعضاء في الاتحاد الأوروبي، ظلت من الموردين الرئيسيين للأسلحة والمعدات الشرطية إلى مصر، يأتي في مقدمتها فرنسا والمملكة المتحدة وألمانيا وإيطاليا، بالإضافة لإسبانيا وبلغاريا وجمهورية التشيك. وهذا الهجوم من منظمة العفو الدولية على مصر لم يكن السابقة الأولى، حيث قامت المنظمة بإصدار تقريرها السنوي لعام 2014/2015، بشأن الأوضاع في مصر، عقب صدور قانون مكافحة الإرهاب أغسطس الماضي. وقال سامح شكري وزير الخارجية ردًّا على اتهامات المنظمة إن هناك تعمدًا من جانب منظمة العفو الدولية لتشويه صورة مصر، مؤكدًا أنها تحمل إساءة بالغة وعدم تدقيق في المعلومات والبيانات. وأشار شكري، خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الكندي سيتفان ديون، إلى أنه لم يطلع على تقرير منظمة العفو الدولية التي كالت الاتهامات إلى دول أوروبية؛ بسبب إمدادها لمصر بالسلاح. واعتبر وزير الخارجية أن الأسلحة التي استوردتها مصر من الدول الأوربية ساهمت في تحقيق الأمن بشكل كبير داخل مصر، وساهمت أيضًا في الدفاع عن جنود الشرطة والجيش.