نجاح كبير حققه فيلم «اشتباك»، المصري الوحيد الذي عُرِض ضمن مسابقة «نظرة ما» بمهرجان «كان» السينمائي الدولي في دورته ال69، واحتفى به عدد كبير من السينمائيين المصريين. وعبر سينمائيون ونقاد عن سعادتهم بالاستقبال الحار الذي حظي به الفيلم من جانب صناع السينما في العالم، معتبرين أن السينما المصرية كانت في حاجة إلى تلك الدفعة؛ لتكون بداية انطلاقة جديدة لها بعد سنوات عجاف في المهرجانات الدولية. الفيلم بطولة نيللي كريم وطارق عبد العزيز وهاني عادل وأحمد مالك، وتبدو فيه مصر كلها وكأنها عربة ترحيلات، أو سجن صغير متحرك يوجد فيه 25 شخصًا من الطبقتين الوسطى والفقيرة، منهم الإسلامي والعلماني والعامل والمهندس والصحفي والممرضة وطفلها، بل والضابط أيضًا، والشيء الوحيد المشترك بين كل هؤلاء هو الجنسية المصرية التي لولاها لما التقوا داخل هذا السجن. الفيلم، كما يصفه مخرجه محمد دياب، في لقاء مع محطة "آي آر تي" الفرنسية يبحث في "أصل العنف"، إذ إن هناك دائرة مفرغة من العنف داخل السيارة، يساهم كل من فيها في تغذيته أو ممارسته أو لحظات من محاولات إيقافه، إلى أن يقترح السجناء على بعضهم في النهاية أن الخلاص قد يكون في الانضمام إلى "داعش" بعد خروجهم من هذا المأزق. ورغم نجاح الفيلم، إلا أن احتمالات عرضه في مصر ما زالت ضعيفة – على حد قول مخرجه – إذ يؤكد في اللقاء نفسه على صعوبة مرور العمل من الرقابة والحصول على إذن في المقام الأول، لافتًا إلى أن الفيلم يمكن أن يتم إيقاف عرضه حتى بعد الحصول على تصريح. ووصف المخرج عمرو سلامة مشاركة الفيلم في مهرجان "كان" بأنها إنجاز للسينما المصرية والعربية، وتوازي الوصول لتصفيات كأس العالم في كرة القدم. وكتب سلامة، عبر حسابه الشخصي بموقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك": "فيلم اشتباك، بعد عرضه في افتتاح مسابقة (نظرة ما) في مهرجان كان السينمائي الدولي، أهم مهرجان سينمائي عالمي، حقق ردود فعل نادرًا ما تحدث لفيلم في المهرجان بهذه القوة". وأضاف: "كل الصحف العالمية تشيد بالفيلم بشكل باهر، ومنهم من قال إنه فيلم يصنع التاريخ قبل حدوثه، ومنهم من قال إن الفيلم جوهرة المهرجان هذا العام". ومضى عمرو سلامة قائلًا: "أقولها مرة أخرى، هذا إنجاز للسينما المصرية والعربية، ربما يوازي أن مصر تدخل تصفيات كأس العالم في كرة القدم، وتنافس بشراسة. أقل ما يجب فعله أن يتم الاحتفاء بهذا الإنجاز إعلاميًّا، ليس لكونه فقط مجرد فخر البلد، ولكن لأنه أمر ملهم لكل فنان وإنسان مصري"، معتبرًا أن هذا النجاح عوضنا عن سنوات عجاف للسينما المصرية في المهرجانات الكبرى.