على أنغام الربابة والمزمار ذاع صيت الفنان الشعبي المسيحي جميل عبد الكريم عبد الله ميخائيل بفرقته الصغيرة في مدح الرسول صلى الله وعليه وسلم وآل بيته، حتى إنه لا يخلو حفل أو مناسبة إلا ويتطرق فيها إلى مدح الرسول بقصائده الارتجالية التي تلقى ترحابًا وإعجابًا شديدين. جميل من مواليد 1963، ومقيم بقرية دشلوط التابعة لمركز ديروط بمحافظة أسيوط، يعيش في منزل في قلب الجبل من الطوب والأسمنت مسقوف بالخشب والبوص. ذاع صيت جميل في الفن الشعبي والإنشاد الديني؛ بسبب حب مسلمي مصر له ولصوته، الذي يتغنى به مادحًا الرسول الكريم. بدأ عمله فى الجبال والمحاجر؛ من أجل توفير قوت يومه، بعدها عمل سائقًا على جرار زراعي، وكان دائمًا ما يقوم بصنع آلة موسيقية من البوص؛ ليدندن عليها أشعاره. وتلقى أول أجر في الغناء الشعبي، وهو 2.5 جنيهات بالإضافة إلى 5 قروش "إكرامية"، ما زال محتفظًا بها إلى يومنا هذا، ومن يومها بدأ اكتشاف الموهبة التي منحها الله له، فقرر امتهان الغناء والإنشاد الديني في الأفراح، حتى ذاع صيته في محافظات مصر. ولم تقف الأمية عائقًا في طريقه، فقد أعطاه الله موهبة تأليف المواويل والمدح وتلحينها. وعن أول موقف تعرض له في مدح النبي قال إنه عندما كان في شبابه، بدأ بتأليف مقطوعة عن الحب والتسامح بين المسلمين والأقباط، وذكر فيها اسم النبي محمد صلى الله وعليه وسلم، فارتفعت أصوات الحاضرين فرحًا بما سمعوه، حتى شجعه أصدقاؤه في الاستمرار في المدح. أما عن رد فعل أهله وجيرانه فقال إن العلاقة بينه وبين أهله المسلمين بالقرية مبنية على المحبة، ولم يفكر أحد في الاعتراض على ذلك، بل أصبح مطلبًا ضروريًّا في المناسبات التي يذهب إليها، كما أن هناك حلقات وحفلات منزلية يطلبها منه جيرانه المسلمون. وأكد أنه من أوائل المداحين في الساحة بعد مكرم المنياوي المسيحي. وأن هناك من يطلبونه خصيصًا ليتغنى بمدح النبي عند عودة الحجيج، ويطلبون منه مواويل جديدة، فيقضي الليل بطوله في تأليفها. "ودينى يا دليل وديني"، و"فاطمة يا فاطمة يا بنت نبينا"، و"نوح يا حمام" تلك بعض الأناشيد التى يغنيها جميل الأسيوطي لمحبيه في الموالد والمناسبات والأفراح، والتي يغنيها أيضًا في أفراح المسيحيين، وتلقى ترحابًا من الجميع. وعند سؤال جيرانه عنه أخذوا يعددون صفاته ومزاياه وأخلاقه الحميدة وتفانيه فى العمل. أما ديانته فلم يتطرقوا إليها.