رغم ظهور بعض المشكلات بين الأقباط والمسلمين من وقت لآخر, إلا أننا دائما نجد أمثلة للتعايش بين الطائفتين, نقف عندها احترامًا وتقديرًا. "جميل عبد الكريم عبد الله ميخائيل" أو الشيخ جميل الدشلوطى أو الأسيوطي، ذلك الرجل الستيني المسيحي, عشق النبي الكريم محمد"ص" فتغنى به مادحًا, ولمع اسمه في معظم أنحاء مصر, وذاع صيته في الفن الشعبي, والإنشاد الديني بسبب حب مسلمي مصر له ولصوته. اتخذ الأسيوطي، من موهبته "سبوبة", كي يوفر لقمة عيش له ولأسرته, بإحدى قرى مركز ديروط بمحافظة أسيوط. وخلال تصريحات صحفية, عاد جميل، بذاكرته إلى الطفولة حين ظهر حبه للغناء عبر الأغاني الشعبية, وعندما أصبح في 17 من عمره، عمل سائقًا، فكان يعمل منذ آذان المغرب, وكان يقضي وقتًا كبيرًا أثناء حرثه الأرض في دندنة المواويل على ربابة صنعها. وقال الأسيوطي، إن الإنشاد الديني أو الفن الشعبي في عموم الأمر, يعتمد أولاً علي الموهبة والاجتهاد, فهو يؤلف الموال ويحفظه ويلحنه ثم يجتمع بفرقته المكونة من 11 فردًا لتوزيع اللحن. ويؤلف "جميل" مواويل في مدح الرسول الكريم منذ بداية مشواره الفني، ويعد من الأوائل على الساحة في مدح النبي بعد مكرم المنياوي، القبطي أيضًا. يقول جميل: "في الاحتفالات المختلفة وعندما أبدأ أغني وأمدح في النبي ألاقي الناس متهابه (يشعرون بالاستغراب) وساكتين بس شويه ويتعودوا ويطلبوا مني أقول المواويل في النبي". وأشار الدشلوطي، إلى أن أكثر المواويل طلباً من الجمهور هي "مدحت النبي" و"وديني يا دليل وديني", مضيفاً، أنه عند إحياء مناسبة خاصة بالمسلمين وإذا تواجد مجموعة من المسيحيين, يقوم بغناء مواويل عن السيدة العذراء ونبي الله عيسى، والعكس إذا كان هناك فرح خاص بالمسيحيين وتواجد بعض المسلمين فهو يقوم بغناء موال مدح للرسول، ويبرر جميل طريقته تلك في إحياء الأفراح والمناسبات بمحاولة إسعاد محبيه والعمل على زيادة شعبيته. وعن مدى تقبل أبناء ديانته لمهنته، أكد الأسيوطي، أن هناك العديد من المنشدين المسلمين الذين يمدحون السيدة العذراء والمسيح، لذا ليس هناك ضرر في مدح الرسول الكريم, ويضيف "الجميع يحبني ويطلبني كي أحيي حفلاتهم ولكن نسبة المسلمين أكبر بالطبع فهم الأكثر حجزاً لمواعيدي وحبهم لي جعلني أتجول في مختلف أنحاء مصر وهم سبب شهرتي الحقيقية ونجاحي في الفن الشعبي بلا شك". وعن المشكلات الطائفية التي تعرض لها, صرح جميل، بأنها حصلت مرة واحدة مع شخص مسلم أراد تحويلها لمشكلة طائفية، ولكنه فشل بسبب حب الجميع له.