كان يا مكان| مركز الربع.. الفن المعاصر ممزوجًا بسحر التاريخ

إذا كنت تحب الأماكن التاريخية، ولديك انتماء وحنين إلى الماضي، وتجذبك المباني الأثرية بمعمارها الإسلامي المميز والمختلف، وتحب الفن أيضًا وفرق الموسيقى والغناء المستقلة والمعرفة ب«الأندرجراوند»، فيمكنك أن تقضي يومًا في مركز «الربع الثقافي»، ففيه تشعر أنك عدت للحقبة الإسلامية، لتعيش أجواء تاريخية ساحرة بروح معاصرة.
مركز «الربع الثقافي» يتميز بوجوده في القاهرة الفاطمية، تحديدًا في شارع المعز لدين الله الفاطمي، ويجاور مواقع أثرية ساحرة، يأخذ من عبقها ويرويها ويعيطها التجدد، فتشعر فيه بالماضي والحاضر يلتقيان معًا.
انطلق مركز الربع منذ حوالي عامين، على يد 4 من الشباب، كان المركز بالنسبة لهم حلمًا يتحقق على أرض الواقع، فقرروا أن يعطوه من مجهودهم وأفكارهم الكثير حتى ينجح ويستمر في النجاح، ويخلق حالة ثقافية مختلفة، وهو ما تحقق بالفعل، فاليوم أصبح المركز مقصدًا للكثير من الشباب، وتقام فيه مختلف الفعاليات من الحفلات، والورش الفنية ومعارض الكتب.
و«الربع» هو جزء من «وكالة الخروب»، التابعة لوزارة الأوقاف، وهي واحدة من أربع وكالات تجارية، اشتهر بها حي الجمالية، وكان أشهر التجار يأتون إليها من جميع أنحاء البلاد، لتبادل التجارة وأنواع السلع في ذلك العصر.
وبدأت رحلة الشباب الأربعة مع المركز بعد أن تواصلوا مع جمعية «فدا» الأهلية، التي وفرت لهم ذلك المبني، وتحويله من مجرد مجموعة من العشش ومقالب للقمامة، إلى مركز ثقافي وفني متكامل، حيث تقدمت «فدا» التي تعمل كأحد مشروعات برنامج التنمية الإنمائي للأمم المتحدة، بعرض لمحافظة القاهرة، لترميم الوكالة ضمن خططها للتنمية المتواصلة.
وشملت عملية إعادة الحياة للمكان ترميم المبنى المتدهور؛ ليناسب الطراز المعماري للبنايات الفاطمية والمملوكية في منطقة القاهرة القديمة، باستخدام المشربيات والحجر الهاشمي، إلى أن أصبح المركز على صورته الحالية.
«والربع» عبارة عن طابقين، الأول ساحة متوسطة، تضم مسرحًا من دور واحد، والثاني تقام فيه الحفلات الغنائية، والأمسيات الشعرية، بالإضافة إلى كافيتريا تحمل الطابع العربي في تصميمها وجلستها، كذلك توجد قاعة بعنوان «التمبكشية»، وتضم 70 كرسيًّا، مخصصًا لاستقبال الندوات، وهي متاحة أيضًا للإيجار للمهتمين بالشأن الثقافي والفني، وللراغبين في إقامة ندوات وحفلات.
يبدأ المركز في استقبال جمهوره وزائريه بداية من الساعة 12 ظهرًا وحتى الساعة 11 مساءً، وأقيم فيه على مدى السنتين السابقتين العديد من الحفلات الفنية لعدد من المطربين الشباب وفرق الأندرجراوند وحفلات الإنشاد الديني، إضافة للندوات والمبادرات الثقافية.