بعد غياب أكثر من شهرين، منذ آخر خطاب له في شهر فبراير أثناء مؤتمر رؤية مصر في 2030، خرج الرئيس عبد الفتاح السيسي بخطاب إلى القوى السياسية، تحدث فيه لمدة ساعتين عن عدد من القضايا، شغلت الرأي العام خلال الفترة الماضية، وأبرز تلك القضايا مقتل الطالب الإيطالي ريجيني بالقاهرة، محمَّلًا الإعلام جزءًا كبيرًا من تعديات هذه القضية، واتهمت بأنه السبب في توريط مصر إعلاميًّا على المستوي الدولي. كما تحدث عن قضية التنازل عن جزيرتي تيران وصنافير للجانب السعودي، بعد سلسلة من المفاوضات، انتهت بأنهما سعوديتان في الأصل، وأمر السيسي وسائل الإعلام بعدم الحديث في هذه القضية مرة أخرى، مؤكدًا أن مؤسسات الدولة، بما فيها الجيش والمخابرات ووزارة الخارجية، كانت ضمن تلك المفاوضات، وأنهم لن يتنازلوا عن أي جزء من الوطن. وسائل الإعلام بمختلف أنواعها كان لها النصيب الأكبر من كلمة السيسي، حيث أكد أن الإعلام يشكك في مشروعات الدولة، وأن هناك بعض معدي البرامج الذين يأخذون المعلومات من مواقع التواصل الاجتماعي دون التأكد من صحتها، مشيرًا إلى أنه تحدث مع بعض الإعلاميين في بداية توليه منصبه بأنهم شركاء وطرف في المعادلة السياسية. "من فضلك أنا ما اديتش الإذن لحد إنه يتكلم". بهذه الكلمة اختتم السيسي حديثه منفعلًا على محمد أبو كلوب، نائب فاقوس بالشرقية، والذي بادر بالحديث عقب إعلان السيسي، فانفعل عليه السيسي، وتم قطع البث بعدها. المهندس حسام الخولي، نائب رئيس حزب الوفد، أكد أن كلمة السيسي لم تتطرق لعدد من الأزمات الكبرى، كسد النهضة وحل مشاكل المستثمرين، بجانب أن حديثه عن الجزيرتين جاء متأخرًا، حيث كان لا بد من إطلاع الشعب المصري على حقيقية المفاوضات التي جرت بين البلدين منذ اللحطة الأولى، بدلًا من بيان صدر عن وزارة الخارجية لا يتماشى مع حجم القضية. وتابع الخولي أن الإدارة السياسية للنظام الحالي لا تمتلك القدرة على التواصل مع المجتمع وتعريف الشعب بما يجري، حيث تفتقد التسويق والتواصل للمواقف الرسمية، لافتًا إلى أن قضية الجزيرتين كشفت الفجوة الموجودة بين الدولة والمواطن، وأعطت الفرصة للمعلومات غير الموثوق بها؛ لذا على الحكومة ومؤسسة الرئاسة إشراك المواطن فيما تتخذه من قرارات والاعتماد على الشفافية. شريف الروبي، عضو المكتب السياسي لحركة 6 إبريل، قال إن الخطاب يعكس انعزال السيسي عن حالة الغضب الموجودة في الشارع بعد التنازل عن الجزيرتين، بجانب ملف الحقوق والحريات، التي تُنتهَك كل يوم في السجون وأقسام الشرطة. وأضاف الروبي أن السيسي تحدث عن المزيد من فرص الاستثمار خلال الأيام القادمة؛ حيث إن هناك عوامل موجودة في مصر تساعد على جذب الاستثمار، وهي الأمن والبنية التحتية، وأكد الروبي أن هذا غير صحيح حيث إن هناك الكثير من الانتهاكات التي تحدث، ولعل آخرها مقتل الطالب الإيطالي، بجانب أن تلك المشروعات وفرص الاستثمار لم تساعد في حل أي أزمة، ولم يشعر بنتائجها المواطن حتى الآن.