بدأت في سوريا الانتخابات التشريعية اليوم، التي توحي بانطلاق عملية سياسية قد تكون مقدمة لعودة الحياة من جديد إلى طبيعتها، وتأتي الانتخابات قبل أيام من مفاوضات جنيف السورية التي من المقرر أن تلتقي فيها قوى المعارضة بشكل مباشر مع ممثلي الحكومة السورية، الأمر الذي يعطي مؤشرات حول بدء حلحلة الأزمة. وتعد هذه ثاني انتخابات تشريعية سورية منذ اندلاع الأزمة في عام 2011، حيث يتنافس فيها السوريون على 250 مقعدًا في مجلس الشعب، يتم اختيارهم من جميع المحافظات، كما يتنافس عدد من الأحزاب السورية بما في ذلك الأحزاب المعارضة، بجانب عدد كبير من المرشحين المستقلين بشكل فردي أو ضمن كتل أو قوائم اتخذت تسميات مختلفة. استعدادات سورية وبشأن التغطية الإعلامية ومواكبة العملية التشريعية، تم افتتاح المركز الإعلامي في فندق الشيراتون بدمشق ليكون نقطة انطلاق العمل لوسائل الإعلام كافة، ولتأمين كل التجهيزات ومعدات النقل للقنوات والإذاعات التي ستواكب هذا الاستحقاق الدستوري، حيث أصبح المركز الذي يعمل بالتعاون مع وزارة الإعلام جاهزًا لاستقبال جميع المحطات والفضائيات الراغبة بتغطية الاستحقاق الدستوري مع ضمان العمل لتسهيل قيام الإعلاميين بمهمتهم، من جهة تحرير الأخبار وإرسالها وتأمين البث التلفزيوني والإذاعي لجميع المحطات. أعداد المرشحين أشار رئيس اللجنة القضائية العليا للانتخابات التشريعية في سوريا، القاضي هشام الشعار، إلى الأعداد النهائية للمرشحين في جميع محافظات القطر السوري، مؤكدا أنه تم انسحاب حوالي 7500 مرشح من أصل 11341 مرشحًا تقدموا بطلبات ترشيحهم، وتلقت اللجان القضائية الفرعية لانتخابات مجلس الشعب في المحافظات بالسادس من الشهر الحالي طلبات انسحاب المرشحين، وأعلنت استعدادها التام لإنجاز الانتخابات، وتوفير كل مستلزمات المراكز الانتخابية التي يتجاوز عددها 7 آلاف مركز. وقال رئيس اللجنة القضائية، إن هذه الأرقام توزعت بشكل نهائي على محافظات الدولة، ففي دمشق يوجد 988 مرشحا، و817 بريف دمشق، و1437 في مدينة حلب، و1048 في مناطق حلب وريفها، و386 في إدلب، و1800 في حمص، بينما بلغ في حماة 700 مرشح، وفي اللاذقية 1653، وفي طرطوس 634، أما دير الزور فقد بلغ عدد المرشحين فيها 311 مرشحا، وفي الحسكة 546، وفي الرقة 197، وفي درعا 321، والسويداء 263، أما في القنيطرة فيوجد 240. معارضة أمريكية تقف الانتخابات السورية كالشوكة في حلق الولاياتالمتحدةالأمريكية، حيث أن اكتمالها يمهد لعودة الحياة السياسية بشكل طبيعي في سوريا، الأمر الذي لم يروق للإدارة الأمريكية التي تريد أن يظل التفكك والانقسام سيد الموقف في دمشق، حيث وصف نائب المتحدث باسم الخارجية الأمريكية، مارك تونر، الانتخابات البرلمانية بأنها "غير شرعية"، وقال إنها لا تمثل إرادة الشعب السوري،مضيفا أن هناك مباحثات تجرى حاليًا فى جنيف لمحاولة صياغة المرحلة الانتقالية التى ترى الولاياتالمتحدة أنها الحل الأساسى للأزمة السورية، وتابع قائلا، إن إجراء انتخابات برلمانية في ضوء الوضع الراهن بسوريا يعتبر سابقًا لأوانه وغير ممثل لإرادة الشعب السوري. إجراء انتخابات برلمانية في الوقت الذي تزدحم فيه الساحة السورية سواء سياسيًا من خلال جولة المفاوضات المرتقبة في جنيف، أو عسكريًا من خلال المعارك التي لاتزال تقودها قوات الجيش السوري على عدة جبهات، تعتبر مؤشر على اكتساب الرئيس السوري "بشار الأسد" ثقة كبيرة في نظامه السياسي خاصة بعد أن أحرز انتصارات متعددة في ميدان المعركة وحافظ على الهدنة التي رعتها الأممالمتحدة.