من المقرر أن يخضع المرشحون لمنصب الأمين العام للأمم المتحدة، ابتداءً من غد، في مدينة نيويوركالأمريكية، لجلسات استماع أمام الجمعية العمومية؛ لإعلان ترشيحاتهم والدفاع عنها، وإقناع مندوبي هذه المنظمة الدولية بها، الأمر الذي يفرض آلية جديدة لم تكن متبعة من قبل في تعيين الأمين العام للأمم المتحدة. فعلى مدى عقود كان الأعضاء الخمسة الدائمون في مجلس الأمن «الولاياتالمتحدة وروسيا وبريطانيا والصين وفرنسا» يختارون الأمين العام في جلسة مغلقة. الجلسات ستأخذ شكل مقابلات العمل؛ للحصول على المنصب الذي أعلن ثمانية أشخاص حتى الآن ترشحهم له، أربعة رجال وأربع نساء، على أن تكون مدة الاستماع ساعتين لكل منهم. الآلية الجديدة تُعَدُّ شكلية أكثر منها نوعية؛ فالكلمة الأخيرة ستبقى في يد الدول دائمة العضوية. ومن المعلوم أن كي مون الأمين العام الحالي للأمم المتحدة ستنتهي مدته بنهاية السنة الحالية، بعد ولايتين استمرت كل منهما خمس سنوات. ومن بين أبرز المرشحين للمنصب الأممي مديرة اليونيسكو البلغارية إيرينا بوكوفا، والمفوضة الأوروبية كريستالينا جورجيفا، وهي بلغارية أيضًا، ورئيسة الوزراء النيوزيلاندية السابقة هيلين كلارك، التي ترأس برنامج الأممالمتحدة للتنمية والمفوض السابق للأمم المتحدة للاجئين، والبرتغالي أنطونيو غيتيريس، ووزيرة الخارجية الأرجنتينية سوزانا مالكورا، المديرة السابقة لمكتب بان كي مون. كما ترشح سابقًا كل من: الرئيس السلوفيني السابق دانيلو تورك وأربعة وزراء خارجية سابقون أو حاليون، هم فيسنا بوسيتش من كرواتيا، وناتاليا غرمن من مولدافيا، وسرجان كريم من مقدونيا، وإبجورلوكسيتش من مونتينيغرو. كريستالينا جورجيفا وعدت في مايو 2010 المفوضة الأوروبية المكلفة بالمساعدات الإنسانية، كريستالينا جورجيفا، ب "ببذل كل المساعي" لتحسين الوصول إلى قطاع غزة الخاضع لحصار إسرائيلي محكم. ويبدو أن موقفها من فلسطين لم يتعدَّ الشعارات التي أطلقتها، حيث قالت "علينا أن نبذل كل المساعي لتحسين الوصول إلى غزة؛ لنحث على رفع القيود عن الضفة الغربية ونسهل نقل المساعدات التي تُعتبَر أكثر من ضرورية"، حيث إن جورجيفا لم توجه النقد للكيان الصهيوني بأنه محتل، واكتفت بوصف إسرائيل بأنها تحاصر قطاع غزة. ويمكن استشفاف نظرة جورجيفا للإسلام من خلال لقائها بمفتي بلغاريا مصطفى حجي، حيث قالت "إن بلغاريا هي خير مثال على التعايش السلمي بين الناس من مختلف الأديان، ولهذا السبب يجب أن يعرف عن بلدنا أكثر، عن طريق مشاركة الزعماء الدينيين من كل الطوائف في المحافل الدولية، وهي ذات أهمية كبرى؛ لتعميم مثل هذه الظاهرة على الجميع". إيرينا بوكوفا يُعتقَد أن هنالك عوامل عدة ستكون في صالح المرشحة إيرينا بوكوفا، خاصة أن الاتجاه العام الحالي داخل أروقة الأممالمتحدة يميل إلى منح المنصب لامرأة، وتحديدًا من أوروبا الشرقية، حسب المقترح الروسي، فأوروبا الشرقية لم تحظَ في السابق بهذا المنصب، كما أن بوكوفا، التي انتُخِبت عام 2013 لولاية ثانية مديرة عامة لليونيسكو، لها خبرة وباع طويل في الدبلوماسية، بالإضافة إلى أنها تحظى بدعم بعض الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن. يتسم موقف بوكوفا من القضية الفلسطينية بأن فيه نوعًا من التعاطف، فحول قبول فلسطين في منظمة اليونسكو، أوضحت بوكوفا أن مسألة قبول فلسطين في المنظمة كانت على جدول الأعمال لمدة 22 سنة، فهي ليست موضوعًا جديدًا، ولكن الآن الدول الأعضاء هذه المرة قررت التصويت لصالحه ب 107 أصوات. وأضافت أنها لم تقرر أي شيء بخصوص فلسطين؛ "فالقرار جاء من الدول الأعضاء، لكن ما يؤسفنا في هذه اللحظة بالذات هو هذا النوع من النقد، وهذا الميل للنظر في كل شيء من خلال منظور المنظور السياسي للقرار، وإهمال جميع المفاهيم الأخرى والأنشطة التي نقوم بها". هيلين كلارك زارت المرشحة الأممية هيلين كلارك ورئيسة برنامج الأممالمتحدة الإنمائي الكيان الصهيوني في فبراير 2014؛ في محاولة لتوطيد العلاقات بين الطرفين، خاصة بعد أن كانت قد جمدت كرئيسة وزراء نيوزيلندا العلاقات بين بلادها مع الكيان الصهيوني في عام 2004، وقتها كانت كلارك ثالث أعلى مسؤول رفيع في التسلسل الهرمي للأمم المتحدة. وأصدرت وزارة خارجية الاحتلال الصهيوني بيانًا قالت فيه إن الزيارة تمثل "خطوة إضافية في تعزيز العلاقة بين إسرائيل والأممالمتحدة، وإن إسرائيل تُعَدُّ شريكًا هامًّا للأمم المتحدة في تنفيذ سياستها الرامية إلى القضاء على الفقر والتنمية وخلق فرص العمل". مقاطعة كلارك للكيان الصهيوني لم تكن من أجل القضية الصهيونية، فإعلانها تجميد العلاقات بين بلادها والكيان الصهيوني جاء في أعقاب إلقاء القبض على إسرائيليين حاولا الحصول على جوازات سفر نيوزيلندية عن طريق الاحتيال، وأدينا بالسجن فترات متفاوتة، وتم تغريمهما 100 ألف دولار، قبل ترحيلهما إلى إسرائيل، إضافة لاحتجاز الحكومة النيوزيلندية اثنين من عملاء وكالة الاستخبارات الإسرائيلية (الموساد)، وهو الأمر الذي لم تعترف به إسرائيل علنًا قط، وأكدت حينها كلارك أنه سيتم تجديدها، بعد أن تصدر اسرائيل اعتذارًا والتزامًا بأن أعمالًا مماثلة لن تحدث في المستقبل. وفي عام 2005 أرسل وزير الخارجية آنذاك سيلفان شالوم رسالة اعتذار، معربًا عن "أسفه للأنشطة التي أسفرت عن اعتقال وإدانة اثنين من المواطنين الإسرائيليين في نيوزيلندا بتهم جنائية" والاعتذار "لإشراك المواطنين الإسرائيليين في مثل هذه الأنشطة ". أنطونيو جوتيرس غالبًا ما يركز رئيس الوزراء السابق للبرتغال، أنطونيو جوتيريس، والمرشح لتولي منصب الأمين العام لمنظمة الأممالمتحدة، على أنه في حال فوزه بالمنصب سوف يتعاون مع مصر بشكل وثيق؛ من أجل العمل على حل المشكلات المأساوية في المنطقة؛ ما يبرز اهتمامه بالمنطقة العربية عمومًا، كما أن جوتيريس، الذي كان قد شغل منصب المفوض السامي طوال السنوات العشر الماضية، وجه انتقادات لاذعة لدونالد ترامب، المرشح الجمهوري المحتمل للرئاسة الأمريكية؛ بسبب اقتراحه منع المسلمين من دخول الولاياتالمتحدة، إضافة إلى حكام عدد من الولاياتالأمريكية والقادة الأوروبيين، وأوضح أن اللاجئين ضحايا الإرهاب، مشيرًا إلى دراسة أجرتها الأممالمتحدة أظهرت أن حوالي نصف السوريين الذين يلجؤون إلى الخارج تلقوا تعليمًا جامعيًّا. وفي تصريح يبدي فيه جوتيرس تعاطفًا مع المسلمين قال في معرض هجومه على ترامب وبعض حكام الولاياتالأمريكية وزعماء أوروبيين "أولئك الذين يرفضون اللاجئين السوريين، وخصوصًا إذا كانوا مسلمين، هم أفضل حلفاء للدعاية والتجنيد للجماعات المتطرفة". دانيلو تورك قال دانيلو تورك، رئيس سلوفينيا سابقًا وأحد المرشحين لمنصب الأمين العام للأمم المتحدة، في شهر مارس الماضي، إنه سوف يتبع المادة رقم 99 والتي سيبنى عليها المبادرات، مؤكدًا أنه ذكر القضية الفلسطينية فى عدة لقاءات، وأنه ينبغي تغيير الوضع القائم هناك، قائلًا "إذا تم انتخابي أمينًا للأمم المتحدة، سأحاول تغيير هذا الوضع والعمل على إظهار القضية الفلسطينية ودعهما"، مضيفًا أن هناك العديد من الأسباب في المنطقة العربية التي أدت إلى طول الحرب بسوريا، وأن الأممالمتحدة حاولت قدر المستطاع الوصول لحل للنزاع.