ظن البعض أن تغير القيادة لحزب المصري الديمقراطي سيطفئ نار الصراعات المشتعلة داخل الحزب، ولكن جاءت الرياح بما لا تشتهي السفن. فبعد ساعات من تولي الدكتور فريد زهران رئاسة الحزب خلفًا للدكتور محمد أبو الغار، بدأت موجة من الاستقالات تضرب الحزب، بداية من الدكتور أبو الغار الذي كان ينوي البقاء في الحزب في منصب شرفي، وبعدها قرر الرحيل نهائيًّا عن الحزب، بجانب استقالة عدد من قيادات الحزب، من بينهم كمال صالح نائب رئيس الحزب، وأحمد فوزي الأمين العام المصري للحزب، وحنا جريس،بجانب تجميد بعض القيادات عضويتهم بعد فوز زهران. رحيل أبو الغار نهائيًّا عن الحزب على عكس ما أعلنه الدكتور محمد أبو الغار فيما يخص بقاءه في الحزب بعد انتهاء مدته كرئيس للحزب، قرر الرحيل عن الحزب ورفض تولي أي منصب حتي ولو شرفي، حيث أكد في مقاله الأسبوعي أن الطريقة التي عرض بها رئيس الحزب الحالي على أبو الغار ليكون رئيس مجلس الأمناء كانت عبر وسائل الإعلام وليست أثناء المؤتمر العام أو عن طريق طلب رسمي داخل الحزب، الأمر الذي اعتبره أبو الغار "شو إعلامي"، ورفض المنصب، وقرر السفر إلى الولاياتالمتحدة؛ حتى يبتعد عن أجواء الصراع الموجودة داخل الحزب. استقالة أحمد فوزي تقدم اليوم أحمد فوزي باستقالته من الحزب، بعد أن سبق واستقال من منصبه كأمين عام للحزب، واستمر كعضو بالهيئة العليا. وأشار فوزي في استقالته إلى أنه "بعد خمس سنوات قضيتها مع حزبنا من مرحلة التأسيس، تحملت فيها من الضغوط، وساهمت قدر الإمكان في تمثيله في محافل عدة، أعتقد كان لي أدوار سيحكم عليها التاريخ، حتى لو أهملها مثلًا فيلم وثائقي عن تاريخ الحزب". وأضاف "هناك إصرار لبعض الزملاء على حصر كل ما أنجزناه لحزبنا في واقعة أكرر لا يجوز تبريرها. المهم أتمنى التوفيق للقيادة المنتخبة الجديدة، وأرجو من الجميع محاولة لإعمال العقل والوصول إلى توافق يحفظ الكيان من الانهيار، وأنصح من يشعر أنه قد يكون طرفًا في أزمة قد لا تصل بنا لتوافق أن ينسحب في هدوء". وتابع أنه كان منتخبًا من القيادة القديمة للحزب، واليوم هناك رموز وقيادات جديدة يرى أنه من الأفضل أن تترك لهم الفرصة ليتحملوا المسؤولة أمام الجميع، مشيرًا إلى أن الوقت الذي تمر به الدولة المصرية لا يتطلب أي صراع سياسي، سواء بين الأحزاب أو بين مؤسسات الدولة. لم الشمل وفي محاولة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه أطلق باسم كامل نائب رئيس الحزب الجديد مبادرة لم الشمل؛ لاحتواء الصراعات والمشاكل داخل الحزب، ودعا لاجتماع عاجل بين الهيئة العليا للحزب بمن فيهم النواب وأطراف الخلاف الموجودة داخل الحزب. ولكن سرعان ما قوبلت هذه الميادرة بالرفض من جانب بعض القيادات الرافضة لما يحدث داخل الحزب، والتي رأت أن المبادرة ستكون مجرد محاولة لتجميل صورة الحزب وليست لحل المشاكل الموجودة، وجاءت استقالة أحمد فوزي عقب إطلاق هذه المبادرة. من جانبه قال باسم كامل نائب ئيس الحزب إن الاستقالات لم يتم البت فيها، وسيكون هناك اجتماع بكل الأعضاء الذين أعلنوا رفضهم الاستمرار في الحزب وتجميد عضويتهم، وبعد ذلك سيتم إعلان موقف جديد للحزب، مشيرا الي ان المبادرة التي أطلقها لم يمضِ عليها سوى ساعات معدودة.