نشر ضاحي خلفان تميم المهيري، نائب رئيس الشرطة والأمن العام في إمارة دبي، سلسلة من التغريدات أمس على حسابه بتويتر، تعليقًا على وصول 17 يهوديًّا من اليمن، أحضرهم الكيان الصهيوني في عملية سرية، تم الكشف عنها الاثنين الماضي، وأحدثت التغريدات صخبًا عارمًا مثيرًا للاشمئزاز. خلفان كان قائدًا عامًّا لشرطة دبي ما بين حتى 2013، وهو عضو المجلس التنفيذي في حكومة دبي، كما شغل منصب رئيس اتحاد الإمارات لألعاب القوى سابقًا، وشارك في إنشاء أول إدارة لرعاية حقوق الإنسان عام 1995، وهو عضو مجلس الأوقاف والشؤون الإسلامية. دولة إسرائيلية بديلة عن فلسطينالمحتلة دعا خلفان إلى الوحدة بين «العرب واليهود» وعدم قيام «دولة فلسطينية»، بل «دولة إسرائيلية» تضم الفلسطينيين واليهود، وتنضم للجامعة العربية، مشيرًا إلى أنه بعد 70 عامًا سيكون العرب 75% من سكانها، وأضاف أنه «يجب ألَّا نتعامل مع اليهود على أنهم أعداء. يجب أن نتعامل مع اليهود على أننا أبناء عم، نختلف معهم على وراثة أرض، وأن الفيصل في الحكم من يقدم دليلًا». الكيان الصهيوني قاتل الأطفال والنساء بديل عن الفشل العربي تابع خلفان تغريداته بالحديث عن مبررات الدعوة للتطبيع مع العدو الإسرائيلي، حيث قال: «بهذا نعيش مع اليهود في سلام دائم؛ لأن قيادة دولة فلسطينية بإدارة عرب بتكون زيادة دولة فاشلة في العالم العربي على الدول الفاشلة عربيًّا، وما أكثرها! حتى يعيش العرب في دولة الشراكة يهوديًّا وعربيًّا بإدارة يهودية ناجحة، ثم يكونوا بعد 70 سنة أغلبية، وتعلموا من اليهود، كجنوب إفريقيا الآن، ويحكموا». وأضاف نائب رئيس شرطة دبي: «فكرة الاندماج مع اليهود في دولة فكرة ولا أروع منها، إذا التحم العرب مع اليهود في لحظة من لحظات التاريخ المعاصر سيكونون قوة الله على أرضه، قوة مال وقوة عقول وقوة بشرية، وستزدهر البشرية وتسعد، لولا اليهود مصاريكمما عرفتوا توقعوا في بنك، خراطة أنتم، اليهود اليوم هم عصب الاقتصاد في العالم». خلفان من التطبيع إلى الاندماج وأردف: «أيها العرب لن توقفوا إسرائيل عند حدها، ولن تعترف بكم إلَّا إذا أصريتم على أن تكونوا جزءًا من إسرائيل، على أي حال أمريكا تحاول أن تتقرب من إسرائيل، دول العالم كلها، التقارب يحل المشاكل، ليش ما يكون لنا مع اليهود تحالف ضد أعداء الشرق الأوسط؟». وفي رده على تعليق بشأن سر علاقة القرابة بينه وبين نتنياهو، قال خلفان: «إنهما أولاد عم، لكن أنا رجل أمن ونتنياهو إرهابي»، لكنه في الوقت نفسه اعتبر القيادي الحمساوي خالد مشعل أشد خطرًا من نتنياهو، معتبرًا أنه أخطر على الفلسطينيين من نتنياهو، رئيس وزراء إسرائيل على حد وصفه. تغريدات ضاحي خلفان لم تكن الأولى من نوعها التي جامل فيها العدو الصهيوني على حساب القضية الفلسطينية، ففي تغريدات سابقة تحدث فيها عن دولة فلسطين، مثل أن اسم فلسطين مكون من «فلس» و«طين»، وإشارته إلى أن اسم «إسرائيل» أفضل. الإمارات والضوء الأخضر لخلفان تصريحات ضاحي خلفان المطبّعة مع الكيان الصهيوني، والمهاجمة للقضية الفلسطينية لم تقابل برفض من الحكومة الإماراتية، رغم أن تغريدات خلفان التي لا تعجب السلطات الإماراتية، ترد عليها ولا تسكت عنها، ففي 11 مايو 2015، شهد موقع «تويتر» سجالًا غير مسبوق بين ضاحي خلفان، ووزير خارجية الإمارات الشيخ عبد الله بن زايد، حول حرب اليمن التي تشارك فيها الإمارات ضمن التحالف العدواني بقيادة السعودية، حيث بدا الوزير الإماراتي مستاءً من تصريحات خلفان التي ألمح فيها إلى عدم نجاح السعودية في قيادة الحملة العسكرية، حيث كتب في تغريدة أولى يقول: «صوملة اليمن غلط»، ثم أتبعها بتغريدة قال فيها: «الحرب كما تريد حزمًا وعزمًا، تريد حسمًا، وتريد عقلاء يملكون أدوات الحسم ليس من طرف واحد، لكن من كل الأطراف، وإلَّا فإنها نار الحرب»، وقتها رد عليه بن زايد، موجهًا كلامه للخلفان عبر تغريداته: «لتكن ثقتك في قيادتك التي تشارك القيادة السعودية حزمها وأملها، وترفض وضع يدها بيد صالح، الذي استرخص أرواح اليمنيين وغدر بجيرانه». الصمت الإماراتي الرسمي عن تغريدات خلفان الذي دعا فيها إلى التحالف مع اليهود اعتبره مراقبون موافقة وإقرارًا ضمنيًّا، مما يعني أن تصريحات خلفان أتت متسقة مع رؤية الإمارات لإقامة علاقات مع الكيان الصهيوني، حيث أعلنت وزارة خارجية العدو الإسرائيلي 28 نوفمبر عن تعيين رامي حاتان رئيسًا للممثلية الإسرائيلية في أبو ظبي، وقتها أكدت الوزارة أن مدير عام وزارة الخارجية دوري غولد قام بزيارة سرية لأبو ظبي 24 نوفمبر الماضي، بهدف وضع اللمسات الأخيرة على الاتفاق بشأن افتتاح الممثلية الإسرائيلية، كما كشفت مصادر خاصة لنشرة إنتليجنس أونلاين، أن ديفيد ميدان، الذي عمل مستشارًا لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لشؤون أسرى الحرب والجنود المفقودين في العمليات حتى نهاية عام 2014، عرض مؤخرًا خبراته في مجال الأمن الداخلي للإمارات العربية المتحدة. وكانت صحيفة معاريف العبرية قد نشرت مقالًا لموسى ميلمان، كشف فيه أن ماتي كوخابي هو أول رجل أعمال إسرائيلي ينجح في تثبيت أقدامه داخل سوق الدفاع الإماراتي؛ حيث فاز بسلسلة عقود مع الحكومة الإماراتية، وتشمل العقود تقنية وأجهزة متعلقة بالمنظومة العسكرية الدفاعية؛ للحفاظ على منشآت النفط والغاز في الإمارات وحماية حدودها، مستعينًا بمسؤولين في الموساد والشاباك وجهاز المعلومات العسكرية، ومنهم مدير شركته، المدير السابق لشعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية (أمان)، عاموس ملكا. الإمارات والتطبيع الرياضي مع الكيان الصهيوني حاولت الإمارات التحايل على تعاملها مع لاعبين إسرائيليين، حتى يتمكنوا من اللعب على أرضها في البطولة الدولية للجودو التي استضافتها دولة الإمارات العربية، حيث أشارت صحيفة «جيروزاليم بوست» العبرية إلى أن لاعبي الجودو الإسرائيليين لم يسمح لهم بالمنافسة في أبو ظبي، وهم يضعون العلم الإسرائيلي على ملابسهم، وذكرت الصحيفة أن الرياضيين الإسرائيليين سمح لهم فقط بوضع اختصار إسرائيل «ISR» على لوحة رصد النقاط وعلى ظهورهم، حيث شاركوا في منافسات الجودو بالإمارات كممثلين عن الاتحاد الدولي للجودو. وقالت صحيفة يديعوت أحرنوت العبرية: إنها المرة الأولى التي تمنح فيها دولة إسلامية تأشيرات دخول للاعبين إسرائيليين. يذكر أن البطولة كانت تحت رعاية هزاع بن زايد آل نهيان، مستشار الأمن الوطني ونائب رئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبو ظبي، والتي انطلقت أكتوبر الماضي.