لم يقتصر الاحتفال بعيد الأم على العصور الحديثة فقط، بل امتد إلى العصر الفرعوني، متمثلًا في تقدير المصري القديم لدور الأم وكفاحها وصبرها على الشدائد وقت البلاء، وسعيها إلى رفع قيمة العدل والوفاء. فقد نصح الحكيم «بتاح حتب» ابنه بأن يهتم بأمه قائلًا: «أوصيك بأمك التي حملتك فهي التي أرسلتك للمدرسة حتى تتعلم الكتب، وهي تشغل نفسها بك طول النهار، وهي التي تعطيك الطعام والشراب، والآن بعد أن كبرت وأصبحت سيد بيتك، التفت إلى تلك التي ولدتك وزودتك بكل شيء، هى أمك لا تدع لها فرصة للغضب عليك لأن الإله يستمع لها». «إيزيس».. أسطورة الوفاء زوجة «أوزوريس» الذي قتل على يد أخيه «ست» فلم تيأس، واستطاعت جمع أشلاء زوجها قبل أن ترد إليه الروح لفترة قصيرة من الزمن، لكي تحمل منه ابنها «حورس» الذي أصبح وريثًا لأبيه بعد محاربة عمه «ست» إله الشر، ففي هذه الأسطورة نجد مدى الوفاء الذي حملته «إيزيس» لزوجة «أوزيريس». «تتي شري» هي زوجة الملك «سقنن رع الأول» وأم الملك «سقنن رع الثاني» التي فقدت ابنها في بداية الحرب على الهكسوس بضربة في الصدر وأخرى على الجمجمة، فلم تيأس وظلت تحفز حفيدها الأكبر «كا مس» حتى توفى أيضًا لكن بعد تقدم عسكري كبير، حيث استطاع رد الغزاة لموطنهم في شرق الدلتا فلم تيأس وظلت تبث روح الانتصار، مجددًا في نفس حفيدها الأصغر «أحمس» الذي استطاع القضاء علي الهكسوس حتى أنه وصفها بالعالمة والعارفة. «نفرتيتي».. هي زوجة الملك «إخناتون» فقد ظلت معه طوال فترة الحكم في الأقصر، وبعد أن غير الملك العبادة الرسمية إلى أشعة الشمس آتون، تحملت الاضطهاد من كهنة آمون وظلت تعاون زوجها حتى انتقلوا للعاصمة الجديدة «تل العمارنة بالمنيا» وتدل النقوش التي صورت «إخناتون» وزوجته «نفرتيتي» في حالة عشق واحترام ومشاركة حقيقية في البلاء قبل الرخاء، وفي أواخر عهد إخناتون انفصلت عنه «نفرتيتي» بعد أن أنجبوا 6 بنات، لكنها لم تترك المدينة وبقيت بها منعزلة ولم تتزوج.