تشهد الساحة الدولية حاليًا معركة واسعة حول خلافة الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، الذي يرى كثيرون أن دائم الإعراب عن قلقه حيال انتهاكات ميثاق الأممالمتحدة دون تقديم أي خطوات فعلية، ضد تلك الدول التي ترتكب تلك الانتهاكات. ودعا رئيس الجمعية العامة ومجلس الأمن، موجينس ليكيتوفت، الدول الأعضاء إلى تقديم مرشحيها من ذوي الخبرة في القيادة الإدارية والعلاقات الدولية والدبلوماسية، لمنصب أمين عام الأممالمتحدة، وحتى الآن تم ترشيح 7 أشخاص لهذا المنصب الذي سيتم اختياره أواخر هذا العام. نهاية فترة كي مون وينهي بان كي مون، الأمين العام الحالي، ولايته الثانية والأخيرة من 5 سنوات مع نهاية العام الحالي، وتجري عملية الانتخاب الحالية للأمين العام، استنادًا على ترشيح مجلس الأمن، ثم يتم انتخاب الأمين من قِبَل الجمعية العامة للأمم المتحدة، وتتم عملية الاختيار من قِبَل أعضاء مجلس الأمن، خاصة الدول الخمس دائمة العضوية. وعلى مدى 70 عامًا، اتسم أداء منظمة الأممالمتحدة وأمينها العام بالفشل والإخفاق تجاه أغلب القضايا والملفات خاصة العربية، فعندما تم إنشاء المنظمة الدولية، وصيغ ميثاقها من أجل نشر السلم والأمن الدوليين، كان الكثيرون يحلمون بمستقبل أفضل وبيئة سياسية لا تختلط مع شهوة السيطرة والحروب التي كشفت عنها تحالفات دولية ومصالح خاصة لبعض الدول الكبرى التي تتحكم في قرارات الأممالمتحدة. وبالنظر إلى أداء الأممالمتحدة وأمينها الحالي تجاه القضايا العربية خاصة الفلسطينية، نجد أن هذا المنصب كان دائمًا يعبِّر بشكل صارخ عن مصالح الدول الكبرى، التي تحسم أغلب المواقف لصالح الكيان الصهيوني، وعدم تنفيذ أغلب قرارات الأممالمتحدة بشأن حل القضية الفلسطينية بشكل عادل يضمن حقوق الفلسطينيين اللاجئين والمواطنين. أنطونيو جوتيريس أعلنت البرتغال عن ترشيح رئيس الوزراء الأسبق أنطونيو جوتيريس للمنصب، ويعد من أبرز المرشحين لهذا المنصب، لاسيما أنه شغل منصب المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين حتى نهاية العام الماضي، لمدة عشر سنوات، رغم عدم حل هذه الأزمة في الفترة الأخيرة، خاصة بعد اشتداد المعارك في سوريا وعدد من الدول العربية الأخرى. وشغل جوتيريس منصب رئيس وزراء البرتغال لمدة 7 سنوات منذ 1995 حتى استقال في 2002، وكان رئيسًا للجمعية الاشتراكية الدولية في الفترة من 1999 إلى 2005. دانيلو تورك رشحت جمهورية سلوفينيا الدكتور دانيلو تورك رئيسها السابق لمنصب الأمين العام للأمم المتحدة خلفًا للحالي بان كي مون، ويحمل تورك درجة الدكتوراة في القانون من جامعة لوبليانا، عمل سابقًا كمبعوث أممي للشؤون السياسية في عهد كوفي عنان، وخدم قبل ذلك كممثل دائم لسلوفينيا في الأممالمتحدة. وقالت الحكومة السلوفينية في بيان إعلان الترشح: منذ ما يقارب 70 عامًا من تاريخ الأممالمتحدة لم يسبق أن تولى منصب الأمين العام للأمم المتحدة أحد من منطقة أوروبا الشرقية، وكثير ما يشار إلى دانيلو تورك باعتباره مرشحًا يحظى بمصداقية وسمعة دولية واسعة. وكان تورك البالغ من العمر 63 عامًا، شغل منصب رئيس سلوفينيا من 2007 حتى 2012 ومنصب ممثل بلاده الدائم لدى الأممالمتحدة من 1992 حتى 2000. إيرينا بوكوفا أعلنت جمهورية بلغاريا الناشطة في حقوق الإنسان إيرينا بوكوفا التي شغلت سابقًا، منصب الأمين العام لمنظمة الأممالمتحدة للثقافة والعلوم «اليونسكو» لفترتين، وكانت أول امرأة تتولى هذا المنصب، وهي حاصلة على درجة الماجيستر في العلاقات الدولية من معهد موسكو للعلاقات الدولية. وتعتر بوكوفا من أبرز المرشحين لهذا المنصب؛ نظرًا لعملها في منصب أمين منظمة اليونسكو لعدة سنوات، فضلًا عن اهتمامها بالقضية الفلسطينية، حيث كانت لها مواقف كثيرة تدين فيها الممارسات الصهيونية، وتطالب بحل القضية الفلسطينية في أسرع وقت، وخلال الفترة التي قادت فيها اليونسكو ضغطت من أجل حصول فلسطين على عضويتها بالمنظمة، وحققت بالفعل السلطة الفلسطينية انتصارًا كاملًا في اليونسكو، عندما أعلنت المنظمة أن 107 دول وافقت على عضوية فلسطين. وتعيش بوكوفا مع عائلتها في الولاياتالمتحدة وهي من مواليد 12 يوليو 1952، كانت نائبة لوزير الخارجية والمنسقة الرئيسية لعلاقات بلغاريا مع الاتحاد الأوروبي بين 1995 و1997 قبل أن تصبح وزيرة للخارجية البلغارية من نوفمبر 1996 إلى فبراير 1997. فيسنا بوسيتش رشحت كرواتيا رسميًّا وزيرة خارجيتها فيسنا بوسيتش لمنصب أمين عام الأممالمتحدة، وأعلن عن الترشيح رئيس الوزراء الكرواتي زوران ميلانوفيتش في رسالة قال فيها: بوسيتش لديها مشوار مهني وطني ودولي مميز كسياسية وعضوة في الأكاديمية، مما يجعلها مناسبة تمامًا لتولي هذا المنصب للقيادة والمسؤولية العالمية. وتحمل بوسيتش الدكتوراة في علم الاجتماع من جامعة زغرب، وهي سياسية متمرسة منذ أكثر من 20 عامًا، شغلت خلالها عدة مناصب دبلوماسية، إضافة إلى خبرتها الأكاديمية والأهلية. سرجان كريم يُعد السفير السابق سرجان كريم، مرشح جمهورية مقدونيا الرسمي لتولي منصب الأمين العام للأمم المتحدة، خلفًا لكي مون، وهو ورجل أعمال يمتلك خبرة سياسية تزيد عن 30 عامًا، شغل منصب السفير السابق لدى الأممالمتحدة، وترأس الدورة ال62 للجمعية العامة خلال عام 2008، ويحمل الدكتوراه في الاقتصاد من جامعة بلغراد، ويتقن التحدث ب9 لغات. إيجور لوكشيش أعلنت جمهورية مونتنيجرو «الجبل الأسود» عن ترشيحه لتولي منصب الأمين العام المقبل، وهو أصغر المرشحين سنا، ويحمل درجة الدكتوراة في الاقتصاد السياسي من جامعة مونتنيجرو، وعمل رئيسًا للوزراء ووزيرًا للمالية وعضوًا في برلمان بلده سابقًا، ويتقن التحدث ب4 لغات. نتاليا جرمان تم ترشيحها من قِبَل جمهورية مولدوفا، وتعمل في الحقل السياسي والدبلوماسي منذ سنوات طويلة، وتعتبر ناشطة في حقوق الإنسان منذ حوالى 25 عامًا، خدمت كنائب لرئيس الوزراء لدولة مولدوفا ووزيرة للخارجية وشؤون الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، تحمل درجة الماجستير في الدراسات الحربية من جامعة لندن.