(1) أصوات الأمهات اللاتي بُحت وهن يصرخن ويبكين على أبناءهن، الذين يتعرضون لكافة الانتهاكات الجسدية والمعنوية داخل جوانتانامو مصر، لم تهز لنواب البرلمان شعرة، ولم يعيروا لها اهتمامًا، مثلما لم تجد لها صدى عند النظام وأجهزته.. فمثلما صمتوا سابقًا على الجرائم التي وقعت في الحرس الجمهوري ورابعة، وهم خارج دائرة الضوء، بدعوى أن الضحايا من تيار الإسلام السياسي، لازالوا يواصلون صمتهم لاحقًا وهم تحت قبة البرلمان أمام الانتهاكات التي يتعرض لها المحتجزون والمعتقلون داخل سجن العقرب، وهم قانعون أن كون الضحايا محسوبين على التيار الإسلامي، فهذا كافي ليغضوا الطرف عن الجرائم التي يتعرضون لها، متناسين أن دولة الظلم والقهر التي تطيح برؤوس المخالفين لها اليوم، ستطيح أن آجلًا أو عاجلًا برؤوس من ساندوها حينما يحين وقت القطاف؛ لأنها لا تفرق بين مؤيد ومعارض.. لم يلتفتوا لما يسرده الأهالي من وقائع التعذيب الممنهجة التي تتم داخل السجن، والتي بلغت أقصاها، ما بين الصعق بالكهرباء، وحرمان من الطعام والشراب، والحبس الانفرادي، ومنع دخول الأدوية والأغطية، ومنع الزيارات، وإغلاق النظارات الموجودة على باب الزنازين، وهي الوسيلة الوحيدة للتواصل.. هؤلاء لا يستشعرون حجم معاناة الفتيات اللاتي يفترشن الطريق أمام بوابات السجن في الليالي الباردة، بعد ساعات من السفر من محافظات مختلفة، ليتمكنوا من رؤية آبائهم لدقائق معدودة، ولكن دون جدوى يعدن من حيث أتين دون أن يطمئنن علي ذويهم حتي من خلف الأسلاك.. هؤلاء لم يرتعدوا أمام الدم فكيف ينتفضوا للمطالبة بالحريات والحقوق.!! (2) أثارت واقعة قيام عضو مجلس النواب، كمال أحمد، بضرب توفيق عُكاشة بالحذاء داخل قاعة المجلس، ردود فعل إيجابية بين مؤيدي السيسى، وأعربوا فيه عن تثمينهم لموقف النائب تجاه عكاشة، ليس هذا فحسب بل تم إتخاذ الإجراءات لإسقاط عضويته من البرلمان، في مخالفة واضحة للقانون.. انتقد إعلام النظام، وأعضاء المجلس الموقر، ورفضوا بكل الطرق كافة أشكال التطبيع مع الكيان الصهيوني، ونفس هؤلاء النواب، كما الإعلام، صمتوا صمت الجبال، ولم تتحرك لهم شعرة، إزاء ما نقلته الصحف الإسرائيلية عن قادة المنظمات الصهيونية من عبارات المدح التي أدلى بها الرئيس المصري، خلال لقاء سابق معهم، في حق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وتملقه إليهم، حيث عبر عن إعجابه بشخصية نتنياهو "وقدراته القيادية"، حسب تعبيره، وقال أن "نتنياهو قائد ذو قدرات قيادية عظيمة، لا تؤهله فقط لقيادة دولته وشعبه، بل هي كقيلة بأن تضمن تطور المنطقة وتقدم العالم بأسره". في الوقت ذاته تنهال على شباب ثورة يناير من أبواق الإعلام ومخبري النظام، كل أنواع المثالب القائمة على الإفك والبُهتان، بداية من الخيانة والعمالة لإسرائيل، وكأنهم هم من باعوا الغاز له بأبخس الأثمان، أو هم من إنهالوا بالمديح على قادتها، بينما هم من أسقطوا علم العدو الإسرائيلي من على سفارتها داخل العاصمة، عقب ثورة يناير، ورفضوا كل أشكال وأنواع التطبيع معها، إنه العجب العُجاب!! (3) هاتفني أحد الأصدقاء ليطلب مني رقم هاتف أحد المحامين، وعندما سألته عن السبب رد بإقتضاب وقلق، بأن هناك مشادة كلامية حدثت بين والده وأحد الجيران – عقيد في القوات المسلحة- بسبب "ركنة سيارة" وبعد سويعات قليلة جاءت قوة من الشرطة العسكرية للقبض على أبيه. عاودت الاتصال به ثانية لأطمأن على والده، ليخبرنى بأنه تم نقله لأحد أقسام الشرطة؛ لأن والده مدني، وتم تحرير محضر له، وبعد محاولات كثيفة من قِبل صديقى قام فيها بالاتصال بأحد اللواءات التى تربطه علاقة صداقة وطيدة بينه وبين والده، تمت تحرير محضر ووقع عليه والده رغمًا عنه بأقوال " تودى في داهية" حسب تعبير صديقى، وفي النهاية تم التنازل عن المحضر، واعتبرها اللواء"قرصة ودن" كي لا يفعل والد صديقي ذلك مرة أخرى.!!