مع إعلان الحكومة السبت الماضي أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ينوي القيام بجولة تشمل 4 دول في غرب إفريقيا الأسبوع المقبل بينها نيجيريا، تأكد تحرك تركيا نحو غرب إفريقيا، وهي علامة جديدة على أن أنقرة لديها رغبة في تقوية نفوذها بهذه المنطقة. وأوضح موقع «أفريكا نيوز» أن أردوغان بدأ جولته الإفريقية بزيارة ساحل العاج أمس الأحد، ثم يتجه لغانا، ومنها إلى نيجيريا القوة الاقتصادية الصاعدة في القارة، ويختتم جولته بغينيا الخميس المقبل. ورغم أن تركيا أعلنت أن الهدف من جولتها في غرب إفريقيا تعميق الشراكة الاستراتيجية مع إفريقيا، وتطوير العلاقات مع أعضاء الجماعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا (إيكواس)، إلَّا أن الواقع يؤكد أن سعي تركيا الحثيث لتعزيز وجودها في إفريقيا وتعزيز النفوذ السياسي والتوسع التجاري يُعيد للأذهان عصر الإمبراطورية العثمانية الذي امتدت فيه إلى إفريقيا. ولفت الموقع إلى أنه مع تبدد استراتيجية مصطفى أتاتورك القائمة على تثبيت دعائم العلمانية في تركيا وعزلها عن المحيط الإسلامي وحصرها في الإطار الأوروبي، وفي ظل تعرضها لضربات قوية في حجم تعاملاتها الاقتصادية مع أوروبا؛ بسبب الأزمة المالية العالمية، جاءت عودة تركيا إلى إفريقيا مرة أخرى، كتعويض عن بعدها عنها خلال سنوات الحرب الباردة. وتعتبر هذه الجولة هي الأولى التي يزور فيها الرئيس التركي ساحل العاج وغينيا، حيث كان أردوغان قد زار يناير الماضي إثيوبيا وجيبوتي والصومال، ضمن حملة هدفها تقوية الوجود التركي في إفريقيا. وقال موقع أفريكا نيوز: إن تركيا لديها في القارة السمراء أكثر من ثلاثة أضعاف سفاراتها في أي قارة أخرى، وحرصت على زيادتها بشكل خاص منذ عام 2009 الماضي، فضلًا عن أن الخطوط الجوية التركية لديها عشرات الوجهات في القارة الإفريقية. وأشار الموقع إلى أن بلوغ حجم التجارة الثنائية بين تركيا وإفريقيا خلال عام 2014 الماضي 23 مليار و400 مليون دولار، فضلًا عن زيادة التجارة الثنائية مع الدول الواقعة جنوب الصحراء عشرة أضعاف منذ عام 2000 الماضي، يعني أن تركيا ستحكم قبضتها على القارة، أو على الأقل ستصبح واحدة من أبرز المتنافسين في القارة السمراء. وأكد أفريكا نيوز أن عام 2005 يُعد نقطة انطلاق تركيا للبحث عن مكانتها في القارة الإفريقية، خاصة أنها أعلنت أن 2005 عام إفريقيا، مضيفًا أنه من الواضح أن الجهود التركية حصلت على مردود إيجابي، خاصة في تحسين الأوضاع والتنمية ودعم الاستقرار، مما أعطى تركيا مكانة دولية جديدة بصفتها قوة صاعدة في مجال المساعدات الإنسانية بإفريقيا. وأضاف الموقع: إذا كانت تركيا خلال عهد أتاتورك استخدمت البعد العلماني في التوجه نحو أوروبا، ولم تُقْبَل رغم ذلك ضمن الاتحاد الأوروبي، فإنّ توجهها الجديد نحو إفريقيا اتخذ بعدًا دينيًّا ليدعم سياسة الانفتاح بالقارة السمراء كوسيلة لتحقيق المصالح القومية التركية عبر القوة الناعمة. وخلال الاجتماع الثاني للقيادات الدينية الإفريقية في تركيا نوفمبر 2011، طالبت تركيا العديد من هذه القيادات بلعب دور أكبر في مجال التعليم الديني بالمجتمعات الإفريقية، كما تدرك تركيا جيدًا أنّ هذا الدور سيزيد من قوتها التنافسية بأكثر من مجرد التعاون الاقتصادي والدعم الإنساني، ويميزها عن فاعلين آخرين في القارة مثل الصين والهند. واستطرد الموقع: هذا التطور يقودنا إلى صورة أخرى تمثلت في دعم تركيا للإرهاب في غرب إفريقيا، لا سيما أنه في ظل إدانة هجمات بوكو حرام الإرهابية وتجميد أصولها، تعزز تركيا تعاونها مع تنظيم داعش ونقل الأسلحة والدعم اللوجستي إليه وتوفير المعدات الطبية، ولأن جماعة بوكو حرام مرتبطة بتنظيم داعش، فإن دعم أنقرة للتنظيم الإرهابي بسوريا والعراق، يعني مساعدة تركيا لبوكو حرام في إفريقيا. ونقل الموقع تصريحات قيادي في تنظيم داعش لصحيفة واشنطن بوست الأمريكية خلال شهر أغسطس الماضي قائلًا: معظم المقاتلين الذين انضموا إلينا في البداية قَدِموا عن طريق تركيا. وقال رئيس حزب الشعب الجمهوري التركي كمال أوغلو، خلال شهر أكتوبر الماضي: الأدلة أثبتت أن تركيا زوَّدت المجموعات الإرهابية بالسلاح، مؤكدًا أنه يمتلك نسخة لمقابلة مصورة مع سائق شاحنة تركي نقل السلاح لتلك المجموعات.