افتتح حلمي النمنم، وزير الثقافة، أول أمس، معرض الإسكندرية الدولي الرابع للكتاب، بأرض كوتة للمعارض بعد غياب دام 5 سنوات، وشهد منذ الساعات الأولى إقبالاً لم يحظ به طيلة السنوات الأربع الماضية، بمشاركة ما يزيد على 70 دار نشر عربية ومصرية. ولم تكن مشاركة النمنم في معرض الإسكندرية الدولي للكتاب في دورته الرابعة وليدة توليه منصب وزير الثقافة، فقد حل قبل ثورة 25 يناير ضيفًا على المعرض في نفس موقعه، كأحد الكتاب الصحفيين بصفته نائبًا لرئيس الهيئة العامة للكتاب. وكان الجناح الأكبر في المعرض للهيئة المصرية العامة للكتاب التي استهلت الخيمة الرئيسية، بينما غاب جناح المملكة العربية السعودية هذا العام. وقال أيمن فتحي، المشرف على جناح الهيئة المصرية العامة للكتاب بالإسكندرية، إن المعرض يقدم بعض الإصدارات التي لم تشارك في معرض القاهرة الدولي للكتاب، من بينها «مفاكهة الخلان في رحلة اليابان» للكاتب يوسف القعيد، والجزءان التاسع والعاشر من سلسلة الجيش المصري في مصر القديمة، فضلاً عن العدد ال20 من سلسلة «سيرة الثقافة الشعبية»، والذي يسرد الأساطير والحكايات والعادات والتقاليد الشعبية في مصر. وأضاف فتحي ل«البديل» أن الهيئة تعرض هذا العام مجموعة الأعمال الكاملة لعدد من الكتاب، من بينهم «شخصية المعرض» الكاتب الراحل جمال الغيطاني، وتعرض أعماله في 7 أجزاء، و فهد حداد، كما يتضمن إصدارات في مجالات سياسية وأدبية وفتية. وتابع: بلغ سعر الأجزاء الأربعة من كتاب «مختصر دراسة التاريخ» في مكتبة الأسرة إلى 25 جنيها فقط، ومن ضمن المزايا أيضًا، تخصيص جناح للكتب المخفضة في مختلف المجالات، تصل نسبة الخصم فيها إلى 70%. وأوضح أن مجلدات موسوعة الطفل ال12 التي بلغ سعرها خارج المعرض 1200 جنيه، قُدمت في الخيمة ب300 جنيه فقط، أما مجلدات موسوعة المرأة والبالغ عددها 10 مجلدات كان سعرها 300 جنيه بدلاً من 950 خارجه، فيما عرضت الأجزاء ال24 من كتاب الأغاني للأصفهاني بسعر 200 جنيه، بينما سعره خارج معر الكتاب 300، مضيفًا: «الكتاب أبو 20 جنيها بقي ب3 جنيهات». وأكد فتحي نسبة الإقبال على المعرض في الساعات الأولى من الافتتاح مرتفعة إلى حد كبير مقارنة بالأعوام السابقة، خاصة من طلبة الجامعات، الذين استحوذوا على النسبة الغالبة من الإقبال، نظرًا لإقامته على بعد خطوات من المجمع النظري للكليات وبالقرب من المجمع العلمي، معتبرًا انه من مزايا المعرض، بجانب التوقيت الذي يتزامن مع بداية الفصل الدراسي الثاني وبعيدًا عن الامتحانات. وأشاد حسان رمضان حسان، أحد المشرفين على المعرض، بعودة «الإسكندرية الدولي للكتاب» إلى أرض كوتة مجددًا؛ نظرا للمساحة الواسعة مقارنة بمكتبة الإسكندرية ومسرح محمد عبد الوهاب اللذان شهدا إقامته في السنوات الماضية، فتتجاوز مساحته 7 آلاف متر، وهي ضعف المساحة في المقار الأخرى، التي لم تتجاوز 2500 متر، مضيفًا: «نجاح أي معرض للكتاب الإسكندرية، لابد أن يكون في أرض كوتة». وأشار حسان إلى أن عدد الناشرين للعام الجاري تجاوز ال70، بالإضافة إلى مشاركة بعض دور النشر التي عزفت عن الحضور في الأعوام السابقة، كدار الشروق، ومدبولي، ونهضة مصر، مضيفا أنالإسكندرية ستشهد في شهر أغسطس المقبل معرضا صيفيا دوليا للكتاب على أرض كوتة وبمساحة أكبر من المتاحة حاليًا، تتجاوز 10 آلاف متر، ومن المقرر أن يشارك فيه عدد أكبر من الناشرين داخل مصر وخارجها. وفيما يتعلق بمعرض الكتاب قبل وبعد ثورة يناير، قال حسان: حتى عام 2007 كان المعرض يحظى بنجاح كبير، بخلاف الأعوام التالية، التي فقد فيها النجاح المعهود، وعاد هذا العام 2016 ليستعيده مجددًا، كما أصبح هناك رواجًا للكتب عبر الإنترنت. وكشف عن مبادرة للمرة الأولى بالمعرض، وهي مقايضة الفائض من الخبز بكتب تصل إلى 90% خصم من القيمة الأساسية على الكتاب، بالتعاون بين وزارتي الثقافة والتموين، ويشمل الخصم جميع أنواع الكتب، كما خصص لها موقع مجهز بشكل لائق. وأضاف حسان، أن المعرض يحيي ذكرى عدد من الكتاب الذين رحلوا عنا مؤخرًا، من بينهم الكاتب والشاعر عبد الرحمن الأبنودي، ونجيب محفوظ، وخالد سراج، وتوفيق الحكيم، وعباس العقاد، والكاتب السكندري الراحل صبري أبو على.