على بعد 50 كيلو مترًا من مدينة أسيوط، بالتحديد في مركز ديروط بالمنطقة الغربية بقرية دشلوط التي تقع على الظهير الصحراوي الغربي، يقع مسجد الشيخ أبو العيون، المبني على الطراز المغربي القديم، ويعد مزارًا سياحيًّا هاما في المنطقة. ويعاني المسجد من الإهمال بعدما لحق بجدرانه العديد من التصدعات والشروخ، دون انتباه من المسؤولين، مما ينذر بانهياره، وضياع تحفة معمارية فريدة، ما بين لحظة لأخرى. يمتد نسب الشيخ إبراهيم أبو العيون، إلى الإمام على ابن أبي طالب كرم الله وجه، ويعود تاريخ تأسيسه إلى عام 1926، حيث شُيد مسجد أبو العيون، على تصيم هندسي بديع، وبجواره مقام صاحبه، إبراهيم أبو العيون، المتوفى في عام 1940، وهو حفيد إبراهيم أبوالعيون الشريف النازح من بلاد المغرب إلى مصر، والممتد نسبه إلى سيدنا الحسن بن علي رضى الله عنه وأرضاه. ويقول عاطف رزق، المحامي، من أبناء عائلة أبو العيون بدشلوط: يتوافد على المسجد العديد من مختلف البلدان في الداخل والخارج، خاصة يوم الجمعة، إما تبركًا بأصحاب الضريح الذين يصل نسبهم إلى الإمام على ابن أبي طالب كرم الله وجهه، أو يأتي السائحون لمشاهدة الفن العريق والنقوش والألوان المبهرة ذات الطابع الإسلامي المتميز. تجد العشرات من الباعة يفترشون الأرض أمام المسجد لبيع الحمص والفول والحلوى والألعاب والإكسسوارات وغيرها، وآخرين يبيعون الأطعمة من فول وطعمية، وعلى بعد مترين تصل إلى السلالم المؤدية للمسجد، حيث يستقبلك الضريح بساحته المتسعة، وعلى يمينها مأذنة تم بناؤها منذ مائة عام، ومصلى للسيدات، وعلى يسارها بئر أثري، وفي نهايتها باب يؤدي إلى مسجد الشيخ إبراهيم أبو العيون، بداخله مكتبة لحفظ الكتب الدينية والمصاحف، وأرضيته مغطاة بالسجاد الإيراني القديم، ومنبر من الخشب. وفي غرفة أمام المسجد يوجد الضريح المصنوع من الخشب على الطراز الإسلامي، يعلوه قبر أبو العيون، ويقع مسجد أبو العيون الثاني ملاصقًا لساحة الضريح، به «ميضة» أثرية منذ مئات السنين، وعلى بعد مترين يقع ضريح الشيخ أبو العيون الأول النازح من بلاد المغرب، وتم العثور بداخله على لوحة خشبية كتب عليها «بسم الله الرحمن الرحيم.. ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون». ويقع بجوار الضريح عدد من المقابر مدفون بها بعض المشايخ، وهم خالد محمد خالد أبو العيون توفى في 23 يونيو 1992، وعبد العليم محمد أبو العيون، المدرس بالأزهر الشريف، توفى الأربعاء 17 رمضان 1419 ه، 6 يناير 1999م، وفرج خالد عبد العليم أبو العيون، مفتش الوعظ بالأزهر، توفى 2 ربيع الأول 1399ه، 30 يناير 1979م، وبجواره أخوه الشيخ محمد خالد عبد العليم، وابن أخيه الشيخ عبد المعز محمد خالد أبو العيون.