جريمة جديدة أقدم عليها الاحتلال الصهيوني، وتصعيد جديد في انتهاكاته كان هذه المرة من نصيب مخيم الأمعري، حيث اقتحمت قوات الاحتلال المخيم بشكل مفاجئ، واعتدت على قاطنيه، موقعة بينهم عشرات الجرحى. قالت مصادر أمنية فلسطينية إن قوات الاحتلال هاجمت المخيم فجر أمس بسيارات مصفحة عسكرية، وفرضت حصارًا على أحد منازل المواطنين في المخيم، وحاولت هدم منزل آخر، وهو ما تصدى له مواطنو المخيم، وأدى إلى اندلاع مواجهات بين قوات الاحتلال والفلسطينيين، الذين استخدموا الحجارة والزجاجات في مواجهة القوات، التي استخدمت الرصاص الحي والقنابل المسيلة للدموع والقنابل الصوتية. واستمرت المواجهات حوالي ثلاث ساعات حتى انسحاب الجنود من المخيم. وأوضحت وزارة الصحة الفلسطينية أن نحو 28 شخصًا أصيبوا برصاص جنود الاحتلال خلال اقتحامهم مخيم الأمعري، أحدهم لديه إصابة خطيرة في الرأس، فيما أكد شهود عيان إصابة أكثر من 40 شابًّا برصاص الجيش، مضيفة أن الاحتلال منع سيارات الإسعاف من نقل المصابين، فيما كانت السيارات الخاصة هي التي تنقلهم من داخل المخيم. في ذات السياق ذكرت مصادر أمنية فلسطينية من مخيم قلنديا القريب من الأمعري أن الجيش الإسرائيلي اعتقل عددًا من الشباب الفلسطيني، بينهم عضو المجلس الثوري لحركة فتح، جمال أبو الليل، من داخل مخيم قلنديا، وذلك بعد أن حاصر منزله الواقع بالقرب من حي أم الشرايط في مدينة البيرة، متهمًا إياه بالتحريض على شن هجمات بالسلاح الناري وبالتورط في نقل أموال لتمويل أعمال مسلحة، فيما فشلت قوات الاحتلال في اعتقال عضو آخر بحركة فتح، أيمن أبو عرب، من مخيم الأمعري، فاعتقلوا نجله وعمره 18 عامًا. وأكد نادي الأسير الفلسطيني أن القوات الإسرائيلية اعتقلت خلال اليومين الماضيين فقط نحو 22 مواطنًا، تركزوا في عدة أنحاء من محافظاترام الله والبيرة ونابلس، بينهم جمال أبو الليل. مخيم الأمعري أسس الصليب الأحمر مخيم الأمعري في عام 1949، ويعتبر من أوائل المخيمات التي تم تخصيصها للاجئين الفلسطينيين بعد الهجرة عام 1948. ويقع المخيم ضمن حدود بلدية البيرة وعلى بعد 2 كيلو متر جنوب مدينة رام الله، ويقوم على قطعة أرض استأجرتها الأونروا من الحكومة الأردنية، مثلها مثل باقي مخيمات الضفة الغربية. فور إنشاء المخيم وفر الصليب الأحمر الخيام للاجئين، الذين قدموا من مدن اللد ويافا والرملة، بالإضافة إلى الذين لجؤوا من قرى بيت دجن ودير طريف وأبو شوش ونانا وسادون جانزه وبيت نبالا. وفي عام 1950 تسلمت الأونروا مسؤولية المخيم، وعملت على بناء وحدات سكنية ذات أسقف أسمنتية. وبحلول عام 1957 كانت الأونروا قد أتمت استبدال كافة الخيام بالمساكن الأسمنتية، وحينها حصلت العائلات التي لا يزيد عدد أفرادها على خمسة أشخاص على مسكن مؤلف من غرفة واحدة، فيما حصلت العائلات الأكبر على مساكن من غرفتين. وفي عام 1995، وبعد إعادة نشر الجيش الإسرائيلي، وقع المخيم تحت سيطرة السلطة الفلسطينية. بلغت مساحة المخيم عند إنشائه حوالي 92 دونم، لكن هذه المساحة تضاعفت حتى بلغت حاليًّا حوالي 360 دونم، بما فيها المدارس والمرافق والمراكز العامة، ويقطنه حوالي 15 ألف شخص، ويفصل بين معظم المساكن مساحة تقل عن نصف متر، الأمر الذي يجعل التهوية داخل المخيم ضعيفة للغاية. ويرتبط المخيم بشكل كامل بشبكتي الماء والكهرباء البلدية، وتبلغ نسبة البطالة في المخيم 27%.