مرة أخرى تعود الأزمات والصراعات الداخلية لتكتل "دعم مصر" الذي يحاول تصدر المشهد، ويتعامل على أنه تكتل الأكثرية داخل البرلمان. وشهدت الأيام الماضية سلسلة من الاجتماعات؛ لإنقاذ ما يمكن إنقاذه داخل التكتل؛ بسبب الصراعات وعدم التزام أعضائه بالموقف الرسمي للقيادات. فخلال الساعات الماضية أعلن اللواء سامح سيف اليزل أن التكتل يضم 250 نائبًا، فقط بعد أن كان يضم 370، حيث خرج 120 نائبًا؛ بسب الصراعات الداخلية، وأن التكتل أشبه بنظام الحزب الوطني الذي لا يسمح بخروج أي من نوابه على قراراته، وإلا يعتبر تمردًا. كما ظهرت في الفترة الماضية بعض التصريحات التي تطالب بطرح أسماء بديلة للواء سامح سيف اليزل المنسق العام للتكتل؛ بسبب كثرة الخلافات التي تسبب فيها، ومن بين تلك الأسماء أسامة هيكل وزير الإعلام الأسبق والسفير محمد العرابي، بجانب الكابتن طاهر أبو زيد، وجميعهم رفضوا تلك التصريحات؛ خشية الصدام مع اليزل الذي ما زال يسيطر ويتحكم في كل كبيرة وصغيرة في التكتل. ورغم ذلك حدثت في الفترة الماضية بعض المواقف التي كشفت عدم قدرته على السيطرة، ومن بينها فشله في تمرير قانون الخدمة المدنية وفصل النائب مصطفى بكري الذي هاجم التكتل. فيما أكد عدد من النواب داخل التكتل أنه في طريقه للانهيار؛ بسبب الطريقة التي يدار بها، مشيرين إلى أن الأمر مسألة وقت ليس إلا، وأنهم الآن يبحثون عن تكتل جديد يجري تدشينه، يضم مجموعة من نواب الأحزاب والمستقلين الغاضبين من عدم ترشحهم لرئاسة اللجان النوعية داخل المجلس، والتي كان أغلبها من نصيب نواب الأحزاب، وهو ما كان أيضًا من أسباب الخلاف بين نواب التكتل. النائب مجدي مرشد عضو المكتب التنسيقي للتكتل أشار إلى أن الفترة الحالية يجري فيها إعادة هيكلة ودخول نواب جدد إلى التكتل، حيث تم خروج .بعض النواب خلال الأيام الماضية، مؤكدًا أن هذا أمر طبيعي؛ حيث نشبت خلافات في وجهات النظر بين مجموعة من النواب والمكتب التنسيقي. وأضاف أنهم بحاجة إلى إعادة النظر في الهيكل التنظيمي للتكتل، وهو ما يحدث الآن، حيث تم تغيير الطريقة التي يدار بها التكتل، وأنهم يسعون إلى الوصول إلى أفضل طريقة للتنسيق بين النواب، سواء الموجودون ضمن التكتل أو النواب المستقلون، وأن هناك اتصالات حدثت بالفعل بين النواب المستقلين؛ للتنسيق على الترشح لرئاسة اللجان؛ لمعرفة من هو أنسب شخص ليصبح رئيس اللجنة، بغض النظر عما إذا كان من "دعم مصر" أو من خارجه. في المقابل قال النائب مجدي ملك العضو السابق بالتكتل إن الوضع داخل التكتل لا يسمح بالاستمرار؛ حيث أصبح الآن اختلافًا وليس ائتلافًا؛ لأنه يدار بطريقة الحزب الوطني، ويحول النواب إلى أداة في يد نواب آخرين، وهذا مرفوض، مشيرًا إلى أن المجلس الحالي لا بد أن يسعى إلى تحقيق آمال وطموح المواطن الذي لن يسمح بأي تراخٍ. وأكد ملك أن الائتلاف في طريقه للانهيار؛ بسبب سياساته، حيث إن الدولة تحتاج إلى تضافر كل المؤسسات بما فيها البرلمان، الذي ينتظر منه سن تشريعات للدستور الجديد، والعمل على تحقيق أهداف ومطالب ثورتي يناير ويونيو.