«الطلاب اللى بيتعلموا في جامعة القاهرة بيلاقوا شغل قبل ما بيتخرجوا وبمرتب خيالي» هكذا قال الدكتور جابر نصار، رئيس جامعة القاهرة، وتابع: إن الطلاب الذين يدرسون بجامعة القاهرة يجدون فرص عمل رائعة؛ لأنهم تعلموا بشكل صحيح. وأضاف نصار خلال لقائه المفتوح بمعرض الكتاب اليوم السبت: هناك طلاب حصلوا على دكتوراه وماجستير من خارج جامعة القاهرة، ومازالوا يبحثون عن فرصة عمل ب300 جنيه في الشهر. لم يكن ذلك التصريح وحده هو الذي أثار حالة الاستغراب، فقد صرح نصار في وقت سابق بأن «حملة الماجستير والدكتوراه المتظاهرين من أجل الوظيفة ما اتعلموش كويس»، وشهدت 2015 تصاعدًا لاحتجاجات الحاصلين على الماجستير منذ ثورة يناير؛ للمطالبة بتعيينهم أسوة بدفعات 2011/2014 وتم فض تظاهراتهم أمام مجلس الوزراء بالقوة، وإلقاء القبض على عدد من منظمي الحاصلين على الماجستير. وقال الدكتور محمود كبيش، عميد كلية الحقوق الأسبق بجامعة القاهرة: حديث الدكتور جابر نصار عن عمل طلاب جامعة القاهرة قبل التخرج غير دقيق، موضحًا أن طلاب كلية الحقوق حاصلون على الماجستير والدكتوراه، ولا يجدون عملًا حتى اليوم، ولدينا العديد من خريجي الكلية منذ عشرات السنوات، وحتى اليوم يطلبون العمل بمكاتبنا؛ لعدم حصولهم على فرص عمل، غير أننا نعجز عن إلحاقهم بالعمل؛ بسبب اكتظاظ المكاتب بالموظفين، لافتًا إلى أن بعض خريجي كليات الهندسة يعملون كسائقين على سيارات الأجرة؛ لعدم وجود فرص عمل لهم. وأضاف كبيش أن بعض الأقسام بكليات معينة هي التي ينطبق عليها ما قاله نصار، إلَّا أن جامعة القاهرة تعد أفضل حالًا من غيرها، فلا توجد مثلا مقارنة بين خريج حقوق القاهرة وغيرها من خريجي الجامعات الأخرى، كما أن هناك فجوة بين التعليم وسوق العمل، خاصة في ظل استمرار النظام القديم الذي يعتمد على التقدير والمجموع. وقال الدكتور هاني الحسيني، الأستاذ بكلية العلوم جامعة القاهرة: إن خريجي كلية العلوم بالجامعة في المتوسط يعملون خلال عام من تخرجهم، ونسبة البطالة قليلة؛ لأن الجامعة بشكل عام لديها سمعة جيدة، كما أن طلاب الكلية يجيدون اللغة الإنجليزية، وأغلبهم يفضل العمل في غير التدريس، موضحًا أن رواتبهم من ألف و500 إلى ألفي جنيه، وهذا لا يكفي، إلَّا أنهم أفضل حالًا من غيرهم. وأضاف أن الجامعة تقبل أعدادًا تفوق طاقتها، مما يؤثر على مستوى التعليم، مشيرًا إلى أن الوضع بالجامعة ما زال سيئًا، والرواتب والدولة بشكل عام، موضحًا أن جامعة القاهرة نفسها تشغل خريجيها برواتب غير لائقة، مما يتنافى مع ما قاله رئيس الجامعة من أن خريجي القاهرة يعملون برواتب خيالية. وأشار إلى أن بعض خريجي الكليات والأقسام يحصلون على عمل بسهولة لطبيعة احتياج السوق كخريجي كلية الهندسة وبعض أقسام كليات الآداب كاللغات، إلَّا أن هناك كليات لا ينطبق عليها ما قاله رئيس الجامعة، كطلاب كليات الحقوق والتجارة الذي يصل عدد خريجيهم في العام من 8 إلى 9 آلاف، لافتًا إلى أن أغلبية طلاب الجامعة وخريجيها لا ينطبق عليهم ما قاله نصار.