سرطان الدواجن.. مرض فيروسي أصاب الثروة الداجنة، وكبّد أصحاب المزارع خسائر فادحة، ما دفع بعض المختصين إلى التحذير من امتداد أثره على صحة المواطن. وتعرض خلال الأيام القليلة الماضية، عدد من مربي الدواجن بمحافظات الوجه البحري لهجمة شرسة من مرض سرطان الدواجن «الليكوزس»، ما تسبب في نفوق الآلاف من الدواجن وتكبيد أصحابها خسائر بالملايين. يقول الدكتور موسى سليمان، مدير عام الإدارة المركزية للأمراض الوبائية والداجنة بهيئة الخدمات البيطرية، إن ظهور سرطان الدواجن «الليكوزس» في بعض المزارع، لا يشكل خطرًا على المستهلك أو الصحة العامة؛ لأنه مرض لا ينتقل للإنسان، لاسيما حالات فردية لم تصب القطيع بالكامل، مؤكداً تشديد الإجراءات البيطرية في مجازر الدواجن لإعدام أي إصابات يتم اكتشافها على الفور. وأضاف سليمان أن سرطان الدواجن لا ينتقل بالعدوى داخل أو خارج المزارع، لكنه مرض وراثي ينتقل عن طريق أمهات مصابة للأجيال التي تليها، مؤكدا أنه فور الإبلاغ عن ظهور المرض، تم تشكيل لجنة من هيئة الطب البيطري ومعهد بحوث صحة الحيوان؛ لمعاينة الحالات وسحب العينات للتأكد من إصابتها بالمرض، ومتابعا أن المرض ليس بجديد، بل منتشر عالميا، دون اكتشاف علاج له حتى اليوم، لكن يتم تطعيم أمهات الدواجن وإجراء تحاليل لها قبل دخولها في عملية الإنتاج. ومن جانبه، قال الدكتور أحمد على، أستاذ أمراض الدواجن، إن «الليكوزس» مرض فيروسي ينتقل عن طريق الأم أو اللقاحات المستوردة، مشددا على أهمية التأكد من سلامة اللقاحات قبل استخدامها، والحصول على عينات من المزارع المصابة أيا كان نوعها «تسمين أو بياض أو أمهات»، ومعرفة نسب الإصابة بها. وأوضح على أنه في الآونة الأخيرة، ظهرت حالات الاشتباه بسرطان الطيور في عدة محافظات بالوجه البحري، مضيفا أنه ينقسم إلى نوعين، الأول «الماريك» الذي ينتقل عبر الغبار المتطاير في الهواء حال ظهور المرض في منطقة، ويستوجب الأمر تحصين الكتاكيت في عمر 6 أشهر، وعلى المربين اتباع إجراءات وقائية في غاية الأهمية، تتمثل في عزل القطعان الحديثة خلال عشرة أيام؛ لعدم انتشار المرض من قطيع لآخر، لافتا إلى أن نسبة النفوق تصل إلى 50%، أما النوع الثاني، «الليكوزس» وينتقل عن طريق الأمهات المصابة، ونسبة النفوق فيه تبلغ 5 %، وهو مرض خطير على الدواجن ويظهر في كبد الطائر، وتم اكتشافه في مصر عام 1907، إلا أنه اختفى بعدها، وعلى الجهات المسؤولة البحث عن المسؤول عن دخوله مرة أخرى، ومقاضاته. وفي السياق، أكد الدكتور عبد العزيز السيد، رئيس الشعبة العامة للدواجن بالغرفة التجارية، على ضرورة تعويض أصحاب المزارع من قبل مستوردي أمهات الدواجن المصابة بالسرطان من الخارج، من خلال نزاع قضائي بين المربى والمستورد، موضحا أن هناك خللا من قبل معهد بحوث صحة الحيوان بوزارة الزراعة؛ كونه المسؤول عن أخذ عينات من شحنات الدواجن المستوردة، والتأكد من إجراء عمليات الحصينات اللازمة لضمان عدم انتقال عدوى مرض سرطان الدواجن. واختتم: «سيتم مخاطبة الشركات المسؤولة عن استيراد الدواجن المصابة؛ لمعرفة طرق تعويض أصحاب المزارع المتضررة».