قالت صحيفة "نيويورك تايمز": إن الرئيس الأمريكي باراك أوباما سمح سرًّا لوكالة الاستخبارات المركزية، ببدء تسليح المتمردين في سوريا منذ عام 2013، لكن وكالة الاستخبارات كانت على وعي بضرورة وجود شريك ليساعدها في دفع العملية السرية، وهو الشريك نفسه الذي اعتمدت عليه منذ عقود في التمويل المادي للسيطرة على الصراعات بمنطقة الشرق الأوسط، موضحة أن هذا الشريك هو السعودية. وتضيف الصحيفة الأمريكية أنه منذ ذلك الحين حافظت السعودية ووكالة الاستخبارات الأمريكية على الرتيب غير العادي لتدريب المتمردين السوريين، وبموجب الاتفاق، قال مسؤولون في الإدارة الأمريكية الحالية والسابقة: إن السعودية تساهم بشكل كبير في إرسال الأسلحة ومبالغ كبيرة من المال إلى المعارضة في سوريا، مضيفين أن الاستخبارات المركزية تأخذ زمام المبادرة لتدريب المتمردين على البنادق والصواريخ المدمرة للدبابات. وتشير الصحيفة الأمريكية إلى أن دعم المتمردين السورين هو الفصل الأخير في العلاقة بين أجهزة التجسس بالولايات المتحدةالأمريكية والسعودية، وهو نفس التحالف الذي تم خلال دعم الإرهابيين ضد السوفيات في أفغانستان، والحرب بالوكالة في قارة إفريقيا في بعض الأحيان، وهو الآن يتجلى بسوريا، حيث تتشارك الرياض وواشنطن في تحقيق هدف واحد. وترى نيويورك تايمز أن السعودية ببساطة تدفع ثمن النشاطات السرية الأمريكية، مشيرة إلى تواصل عملية التسليح من قِبَل دول أخرى في منطقة الشرق الأوسط، موضحة أن هذه الدول تربطها علاقات بالولايات المتحدة مماثلة للعلاقات السعودية الأمريكية. وتلفت الصحيفة إلى أن العلاقات القديمة بين السعودية والولايات المتحدة قامت على أساس النفط والجغرافيا السياسية، لكن بعد المفاوضالت الأخيرة مع إيران أصبحت مكانة السعودية غير مستقرة في المنطقة. وذكرت الصحيفة أنه رغم من الخلاف بين السعودية والولايات المتحدةالأمريكية حيال بعض القضايا، إلَّا أن فيض المال السعودي لم يتوقف، وهذا دليل على الاعتراف المتبادل للمصلحة الذاتية، بالإضافة الى السجل الحقوقي للمملكة، لكن إدارة أوباما عارضت إعدام السعودية لرجل الدين نمر النمر، الذي كان معارضًا للعائلة الحاكمة. وتشير الصحيفة إلى أن السعوديين يمارسون بشكل عام دورهم في تسليح الجماعات المتمردة في سوريا، لكن الرياض لم تكشف عن مدى شراكتها في حملة العمل السري مع وكالة المخابرات المركزية والدعم المالي المباشر الذي يجمعهما سويًّا. في هذا السياق، قال مايك روجرز، عضو الكونجرس الجمهوري السابق من ولاية ميتشغان، والذي كان رئيسًا للجنة الاستخبارات في مجلس النواب: هم يدركون ضرورة وجودنا، ونحن نفهم ضرورة وجودهم وامتلاكهم. وتوضح الصحيفة أن المسؤولين الأمريكيين لم يكشفوا عن المبالغ التي دفعتها السعودية، لكنها حتى الآن أكبر دولة ساهمت ماديًّا في تسليح المتمردين ضد الجيش السوري، وحتى الآن التكلفة الإجمالية مع التسليح والتدريب تقدر بعدة مليارات من الدولارات. وتلفت الصحيفة إلى أنه منذ البداية احتضن البيت الأبيض التمويلات السرية من السعودية وقطر والأردن وتركيا، في الوقت الذي دفع فيه أوباما دول الخليج لأخذ دور أمني أكبر في المنطقة، وقالت الصحيفة إن قطر تمول وتدرب المعارضة السورية بشكل كبير، لكن المسؤولين الأمريكيين أكدوا أن الرياض حتى الآن هي أكبر مساهم في هذه العملية.