بعد مرور أكثر من 9 أعوام على عملية أسر جندي الاحتلال جلعاد شاليط، كشفت كتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري لحماس، بقرار من قائدها العام محمد الضيف أبو خالد، عن أحد أهم وأكثر وحداتها الأمنية السرية المعروفة باسم »وحدة الظل«التي يسند لها تأمين أسرى العدو. وقالت كتائب القسام في مقطع فيديو بثته الأحد، تضمن صورا جديدة للجندي شاليط، إن وحدة الظل ساهمت بشكل مباشر في أعقد عملية أمنية خاضتها المقاومة في تاريخ الصراع مع العدو، مضيفة أنها إحدى وحدات المهام الخاصة للقسام، وتأسست منذ 10 سنوات لاعتبارات عملياتيه في إطار مهمة كسر قيود الأسرى الفلسطينيين في سجون العدو، وتابعت قائلة: الوحدة بضباطها وجنودها هي بمثابة حلقة مفقودة ومهمتها الأساسية أن تظل على الدوام كذلك. وأوضحت أن اختيار عناصر هذه الوحدة يتم من كافة الألوية والتشكيلات القتالية وفق معايير دقيقة، ويتم إخضاعهم لاختبارات عديدة مباشرة وغير مباشرة، وأشارت إلى أبرز مهامها تأمين أسرى العدو الذين يقعون في أسر الكتائب، وإبقائهم في دائرة المجهول وإحباط جهود العدو المبذولة بهذا الخصوص، بالإضافةً إلى معاملة أسرى العدو بكرامة واحتراما وفقا لأحكام الإسلام وتوفير الرعاية التامة لهم المادية والمعنوية، مع الأخذ بعين الاعتبار معاملة العدو للأسرى. وأسرت كتائب القسام في يونيو عام 2006 الجندي الصهيوني جلعاد شاليط واحتجزته على مدار أكثر من 5 أعوام، وأفرجت عنه بموجب صفقة وفاء الأحرار لتبادل الأسرى بالإفراج عن 1050 أسيرًا من سجون الاحتلال في أكتوبر وديسمبر عام 2011، وأكدت أن مجاهدي الوحدة يتمتعون بالحنكة العالية والخبرة الأمنية والكفاءة العالية. وكان جندي الاحتلال الإسرائيلي الذي أسرته كتائب القسام له حوار في أوائل العام الماضي، وصف فيه معاملة الوحدة معه قائلا: كنت أشم الهواء وأرى الشمس وكل ما أعرفه أنني كنت على الكرة الأرضية، لم أعرف إسم أحد لأنهم كانوا ينادون بعضهم حماس واحد أو حماس إثنان، كنت أقرأ الصحف وأستمع إلى الإذاعة، والطعام المقدم لي كان شهيا. وتابع: سأفتقد عددا من السجانين (أعضاء حماس)؛ لأنى تعلمت عن الإسلام الكثير خلال فترة سجني وقرأت كتبا كثيرة، ولم أستمع لأي حديث خاص بينهم فقد كانوا ملثمين ويتعاملون مع بعضهم بلغة الإشارة. وأكمل: كان الطبيب يأتي إلي، و يفحصني دورياً، وكان يلبس اللباس العسكري الخاص بحماس، ولقد وعدتهم أن لا أحمل السلاح ضد الفلسطينيين، وبعد يومين من الأسر أخبروني أنهم لا يقتلون أي أسير مهما حدث، احتفظوا بالزي العسكري الخاص بي لكنني رفضت لبسه حينها، ولم أعذب ولم أتعرض للضرب أبداً، لكنني بكيت كثيراً في بداية كلامهم أثناء فترة التحقيق. وذكرت الكتائب، خلال شريط الفيديو الذي تم عرضه منذ أيام، أن شهداء وحدة الظل هم القادة والشهداء الميدانيين، سامي الحمايدة وعبدالله علي لبد وخالد أبو بكرة ومحمد رشيد داود وعبد الرحمن المباشر، بالإضافة إلى الدور الريادي للقائدين الشهيدين محمد أبو شمالة ورائد العطار. وختمت الكتائب مقطع الفيديو متسائلةً، ماالذي تخبئه وحدة الظل بقبضتها؟ وما المهام الموكلة لها؟ وكيف تعمل على مواكبة مهامها؟ ومتى ستفصح عن دور وإنجاز جديد؟ «نصر من الله وفتح قريب». وأظهر الفيديو الذي عرضته الكتائب مشاهد للجندي الصهيوني وهو يشاهد التلفاز في محبسه ومشاهد أخرى له أثناء تناوله الطعام وحديثه مع مجاهدي وحدة الظل. كما يظهر الفيديو شاليط وهو يقوم بشواء اللحم على الفحم مع عناصر وحدة الظل، بجانب أنه يشاهد التلفاز في محبسه وأثناء تناوله الطعام وحديثه مع المقاتلين.