تعريفًا بأحد أهم فنانينا التلقائيين، ينظم المركز القومي للمسرح والموسيقى والفنون الشعبية برئاسة الدكتور مصطفى سليم في السادسة مساء اليوم الثلاثاء، حفل تأبين الفنان الشعبي الراحل محمود عيد ابن الواحات البحرية، الذي رحل الشهر الماضي، بالمجلس الأعلى للثقافة بالتعاون مع هيئة قصور الثقافة والجمعية المصرية للمأثورات الشعبية. وتتضمن فعاليات التأبين عرض فيلم تسجيلي عن المبدع الراحل، بعنوان «اللي أبدع ما ماتش» إشراف د. محمد أمين عبد الصمد، يتناول حياة وإبداع الفنان الراحل ومتحفه الفريد وجذوره الشعبية التي تعبر عن الهوية المصرية، متمثلة في التراث الثقافي لمنطقة الواحات البحرية. كما يقدم العديد من المتخصصين شهاداتهم عن التجربة الإبداعية لمحمود عيد، ومنهم الدكتور مصطفى جاد عميد المعهد العالي للفنون الشعبية والدكتورة نيفين خليل رئيس قسم الفنون التشكيلية والثقافة المادية والباحث علاء حسب الله. ويقام معرض لنماذج من أعمال الفنان الراحل في بهو المجلس الأعلى للثقافة، إضافة إلى أعمال فنية من نتاج ورشة لأطفال مشروع أتوبيس الفن الجميل بالهيئة العامة لقصور الثقافة أشرف عليها الفنان الراحل. يذكر أن الفنان الراحل استطاع في مسيرة عمره القصيرة رحل عن 42 عامًا أن يلعب دورًا لم تقم به مؤسسات الدولة، فأقام بجهده الفردي وعلي نفقته الخاصة دون أي تمويل أو دعم متحفًا يوثق تاريخ وثقافة الواحات والعادات والتقاليد ومعالم الحياة اليومية بها، وهو عبارة عن بيت كبير من الطوب اللبن وسعف وجذوع النخل، بناه بنفسه على مراحل؛ لعدم توفر الإمكانيات المادية، يتكون من حوالي 15 غرفة، تتضمن كل منها جانبًا من تاريخ الواحات من خلال نماذج وتماثيل منها حلاق القرية وطهو الطعام وعصارة الزيتون القديمة والخبيز ونماذج للبيوت الواحاتية وجلباب العروس. كما مثل مصر في ملتقى لفن النحت بالصين، وأقام عمل ورشة نحت مع مجموعة «اعرف بلدك» من طين الواحات البحرية لأكثر من عشرين طفلًا من سن السابعة حتى السادسة عشرة. وبعد رحيله، تكونت لجنة من المركز القومي للمسرح وهيئة قصور الثقافة وجمعية المأثورات الشعبية؛ لدراسة كيفية الحفاظ علي المتحف بتوثيق مفردات المتحف فوتوغرافيًّا، ودراسة إمكانية تنفيذ مشروع للحرف التقليدية ضمن أنشطة المتحف وفعاليات تشغيله؛ لضمان استمرارية المتحف والحفاظ عليه.