«باب الفتوح» مخرج الجيوش أثناء سيرها للفتوحات

تزخر مصر بالعديد من الأماكن والآثار التي يجهل الكثير من المصريين تاريخها الحقيقي، في ظل عدم انتشار الوعي الأثري والتاريخي، مما دعا «البديل» بتبني دورها حملة بعنوان «اعرف تاريخك»؛ لنشر الوعي لدى المواطنين حول الآثار المصرية في كثير من العصور التاريخية، وحديثنا اليوم عن « بوابة الفتوح»، التي تحمل رقم 6 كأثر، حيث تقع بشارع المعز لدين الله الفاطمي بالجمالية.
ويعد باب الفتوح بداية شارع المعز لدين الله الفاطمي، الذي يعتبر متحف إسلامي مفتوح يحتوي على كثير من الآثار والتاريخ الشاهد على عظمة الدولة المصرية الإسلامية، كما أنها تعد البوابة الشمالية للقاهرة فيما مضى، أبراج باب الفتوح دائرية الشكل؛ مزينة بأسهم وفتحات لسكب السوائل المغلية على الأعداء المعتدين، وتعتبر بوابات القاهرة هي بداية عصر المباني الحجرية في القاهرة، وتم بناؤها في العصر الفاطمي على الطراز المعماري البيزنطي.
باب الفتوح أنشأه «الصقلي» وجدده «الجمالي»
قال صلاح الناظر، الباحث الأثري الحر، إن بوابة الفتوح أنشأها جوهر الصقلي عام 480ه -1087م، ويعد أهم وأشهر قائد في التاريخ الفاطمي، فهو مؤسس مدينة القاهرة وباني الجامع الأزهر وأقام سلطان الفاطميين في الشرق وفاتح بلاد المغرب ومصر وفلسطين والشام والحجاز، وجددها بدر الدين الجمالي، أمير الجيوش ووزير الخليفة الفاطمي المستنصر بالله وصاحب مشهد الجيوشي القابع فوق جبل المقطم.
وأضاف الناظر، أن باب الفتوح هو أحد أبواب القاهرة، وكان موضعه بالقرب من رأس حارة «بين السيارج»، فلما جدد بدر الجمالي سنة 480ه- 1087 سور القاهرة، أنشأ بابي النصر والفتوح في موضعيهما الحاليين وربطهما بسور يوصل بينهما بطرق وسراديب على ظهر السور وفي جوفه.
وأوضح الناظر، أن الباب يتكون من برجين مستديرين يتوسطهما المدخل، وفي جانبي البرجين طاقتان كبيرتان تدور حول فتحتيهما حلية مكونة من أسطوانات صغيرة.
وتابع، أن سبب تسمية هذا الباب ترجع إلى الغرض الرئيس في أنشائه؛ لأن الجيوش كانت تخرج منها أثناء سيرها للفتوحات، ثم تعود وتدخل القاهرة وهي منتصرة من باب النصر، كما قيل إن باب الفتوح اسم مغربي الأصل بسبب دخول تجار مغاربة منه.