على مر التاريخ المصري، انتشرت أغاني المقاومة ذات الطابع الشعبي، فأثناء العدوان الثلاثى على مصر «بريطانيا وفرنسا وإسرائيل»، نتيجة تأميم قناة السويس ودعم الثورة الجزائرية. قدمت بورسعيد أبناءها، رجالاً وسيدات، لتحمى مصر من غزو الجيشين البريطانى والفرنسى، اللذين هاجما المدينة فى يوليو عام 1956، وتكونت المقاومة الشعبية فيها، وغنت السمسمية البورسعيدية «يا رايح بورسعيد»، التي حذرت رئيس وزراء بريطانيا، أنتونى إيدن، وقتها، من غضب بورسعيد، قائله:«يا رايح بورسعيد.. اكتب لأمك وصية.. علشان هاتموت أكيد.. وكمان مالكش ديه.. ده كلام جد ومش هزار.. والليلة ضرب نار.. خافوا على أرواحكم.. بورسعيد راح تقتلكم.. وادى (مورهاوس) قدامكم جثة.. وده هايكون مصيركم.. يا (إيدن) يا جبان.. بورسعيد مقبرة للعدوان». وتحتفل بورسعيد اليوم بذكري رحيل العداون الثلاثي عنها في 23 ديسمبر من كل عام منذ 1956، وخرجت علينا المدينة الباسلة بأغاني «بورسعيد شباب ورجال» و«في بورسعيد الوطنية»، معتمدين على تقديم التراث في جو يسوده المرح، من خلال تفاعل الموروث مع الترانيم الروحية والسمسمية، وهي آلة وترية ذات أصول فرعونية، أتت مع هجرة الصيادين القدامى القادمين من سواحل البحر المتوسط إلى مدن القناة. وعن أشهر الآلات التي تستخدمها الفرقة إلى جانب السمسمية، نجد «الناي، الصاجات، المثلث، الرق، الطبول». فيما غنت الفنانة «شادية» في ذكرى الانتصار احتفالا بالعيد القومي لمحافظة بورسعيد «يا مسافر بورسعيد» من كلمات الشاعر عبد الرحيم منصور، وألحان البارع بليغ حمدي. واستحضرت بعض الأغنيات جوهر التاريخ النضالي للشعب المصري، خاصة المواقف الفدائية في فترة العدوان الثلاثي، وغنت الفنانة الراحلة عائشة حسن، «يا وابور الساعة 12 ودينا بورسعيد». أغاني المقاومة الشعبية حكت تاريخ كفاح أهالي مدن قناة السويس، وعبرت عن حياتهم اليومية في هذه المنطقة التي اشتعل الصراع عليها منذ وقت مبكر بين إمبراطوريات العالم.