فى السهرات اليومية.. وفى المناسبات العامة والعائلية تصنع بهجة البورسعيدية ..فى الحدائق والأندية والقرى السياحية.. تتألق السمسمية..لتلهب الصحبة بموسيقاها وسلمها الخماسي... وأغاني من التراث والفلكلور الشعبي وأخرى تشتبك مع الواقع و يعبر بها أهل القناة عن أحوالهم ورؤاهم..فهي سلاح للمقاومة ووسيلة دفاع شعبية ضد الآلام والأوجاع الحياتية.. على السمسمية اسمع يا سيدي ألحان شجية..من بورسعيدي غنى يا حمام ..ترالام..ترالام على السمسمية..اسمع اغانى نغم منظم..كله معاني على أنغام الآلة الموسيقية الشعبية طالما غنى محمد الشناوي، مؤسس صحبة ولاد البحر، أحد مشاهير عالم السمسمية البورسعيدية. عاشق لبهجتها..تنفرج أساريره رغم قسوة المرض وهو يتحدث عن أصولها وتنتفض قوميته وهو يدندن من تراثها الوطني..ويحزن على حال بعض من يحاولون تشويه براءتها واستحداث مقامات وإضافة سلالم موسيقية لا تناسبها رافضا خضوعها لأيه اطارات تمويلية تحد من تدفق فنها التلقائي أو تتحكم فى حرية إبداعها. يسبح بخياله وكأنه ولج فى أحد كتب التاريخ مؤكدا أنها تعود لزمن بعيد، مشيرا إلى أصلها الافريقي مجسدا بكلماته حال أحدهم الجالس تحت شجرة حاملا خشبتين وقصعة ( قرع عسل)، أفرغها و قسمها وعزف بها أمام بيته، لتكون بداية لهذا الفن الشعبي الذي عبرت به كل منطقة على طريقتها. لكنه كما يؤكد الشناوي اعتمد على اللحن السوداني و المقام الخماسي. دخلت إلى مصر عن طريق النوبة وعلى يد عبد الله كبربر. وصلت السويس ومنها إلى بورسعيد ليكون عم ابراهيم خلف أول العازفين عليها..فهو أستاذ الأساتذة فى السمسمية الذي علم بورسعيد كلها..وذلك فى قهوة حسن متولى الذي كان يعمل سائق لنش فى الميناء. بنى المقهى فى أواخر العشرينيات ليجلس فيها مع أصحابه وأسماها « قهوة السبع حصون»..وكان يرتاد المقهى جميع أصناف البشر من كل الطوائف، وجماعات تجار البحر والبمبوطية..والفقراء والأثرياء. وكان يزوره فيها زكريا الحجاوى ويتردد عليها المطرب عبد العزيز محمود..وكانت تجلس فيها جماعات الضمة والسمسمية. كلماتها كانت فى الغالب موروثة.. لكن بدأت بعض الكتابات على يد الريس حسن متولي والأسطى غريب الخياط. كانت السمسمية تنتشر وتتنقل عن طريق تجار وعمال البحر خاصة من استوطن منهم مدن القناة من العمالة الوافدة من المناطق المختلفة. وكان حسن متولي أول من لحن وغنى « دا كنالنا وبحرنا» أثناء مواجهات 1956. وهو ما حدث مع الضمة الدمياطية..فقبل نشأة بورسعيد كانت دمياط هي ميناء الشرق و بعد افتتاح قناة السويس للملاحة، أخذ ميناء دمياط ينطفىء تدريجيا وانتقلت كثير من حرف الميناء هناك لتؤسس الحرف المرتبطة بالبحر فى بورسعيد..من صناعة الخشب والمراكب..و الصيد..وأتى تجار البحر والمتعاملون مع المواني ومعهم فنهم الدمياطي وهو الضمة..عبارة عن طقس شعبي ارتجالي ينضم خلاله الناس بعضهم إلى بعض ويرددون أغاني ذات أصول شامية، معتمدين على الطبلة والدفوف.وفى عام 1936 بدأت تجمعات الضمة تتلاقى مع تجمعات السمسمية. وفى الوقت الذي كانت فيه بورسعيد يقسمها شارع محمد على إلى نصفين..الحي الافرنجى..والحي العربي..كان لكل منهما سهراته لتصبح حفلات الضمة والسمسمية المقابلة للسمر على الطريقة الأوروبية..حالة من جدال الحضارات والثقافات اتسمت بها المدينة الكوزموبوليتية. ليتبلور فن السمسمية ويكتسب زخما فى مدن القناة و تتعدد فرقه منها الحر ومنها التابع لقطاع الفنون الشعبية والثقافة الجماهيرية..ومن بين أشهر هذه الفرق «الطنبورة» والأخرى «صحبة ولاد البحر» التي أسسها محمد الشناوي كما يقول صديقه المثقف العاشق للسمسمية مرسى سلطان، ليحافظ على أصولها وتراثها الشعبي. واليوم تتعدد الفرق وتختلف أغانيها لكنها تتفق على صبغ ليالي بورسعيد بمذاق فني خاص..تتوهج فيه السمسمية صانعة حالة من الصخب والمرح والتوهج، بمقاماتها ورقصاتها الشعبية وأغنياتها المتعددة المذاق والمزاج. يا اللى نسيت الود..ياللى غيابك طال قرب وصون الود ..ليشمتوا العزال شوف قلب ايه اللي أنكوى..تهجر وتنسى الهوى ومن العاطفي للوطني تصدح السمسمية: أنا بورسعيد..أنا ..انا.. يا ويل عدوى..لو جنى ده يبقى عايز يتفنى ده زى ويليام لما اتحنى أنا بورسعيد ..أنا أنا فى أرضى انا ابنى بنى حفر بايده أعظم قناة شوفت الفرح..شوفت الهنا..لما لقيت سد اتبنى.. أنا بورسعيد..انا..أنا.. طريقي شاق صعب و طويل قدامى حرب مالوش مثيل عمله ضرب فى إسرائيل.. أنا بورسعيد..أنا أنا بكره تشوفوا فرحتي والسمسمية فى حتتى ح ارقص وأغنى لفرحتي حنوا حبايبى بحنتى أنا بورسعيد..أنا أنا وتنتقل ألحان السمسمية وكلمات فنانيها من الفخر بالانتماء للمدينة الباسلة إلى الالتحام والتماس مع مشاعر البورسعيدية تجاه جيش بلدهم.. يا جيش بلدنا يا اجدع جيش..يا حامى مجد الحرية الشعب وراك ولا فيش..الإخوان الحرامية.