أكد علماء آثار وحفريات وجود السحر بمصر القديمة، فقد كان مدونًا من خلال رموز ولوحات منحوتة عثروا عليها في المقابر. وقال أحمد شهاب رئيس اتحاد آثار مصر "جاء في تاريخ مانيتون السمنودى، المؤرخ المصري الذي كان كاهنا في عهد الملك بطليموس الثاني (حوالي 280 ق.م.) أن الملوك كانوا يمارسون علم السحر، ومن هنا نستشف أن كل ملوك مصر كانوا ملمين بعلم السحر كجزء من وظيفة الملك في مصر القديمة". وأضاف شهاب أن أيمحوتب كان أشهر الشخصيات التي ألمت بعلم السحر في الدولة القديمة، وبلغ من الشهرة والمكانة الرفيعة أنه كان في نظر الإغريق مساويا لرب الطب عندهم أسكليبيوس، وفى عصر الدولة الحديثة أصبح إيمحوتب شخصية مقدسة في الأوساط العلمية، لدرجة أن الكتبة كانوا يسكبون من أجله قليلا من الحبر قبل البدء في تدوين أي كتاب علمي. وسكب السوائل في مصر القديمة كان أحد أشكال القرابين. وأضح أن إيمحوتب لم يكن يقدم للناس ممارسات سحرية ساذجة، وإنما كان وزيرا في بلاط الملك زوسر، وهو مبتكر علم الهندسة المعمارية، وتشهد على ذلك تحفته المعمارية بسقارة، كما أنه كان رجل دولة من الطراز الأول. وتابع شهاب "أما حور – ددف، أحد أبناء الملك خوفو، فكان من أشهر الحكماء في تاريخ مصر، وقيل إنه اكتشف العديد من كتب السحر القديمة جدًّا، فيما كان خا – إم – واست، وهو الابن الرابع لرمسيس الثاني، كاهنا أكبر ل "رع " بمدينة منف، وقام ببناء و إعادة ترميم العديد من الصروح المعمارية، فقد كان مولعا بالهندسة المعمارية، وأيضا بدراسة النصوص القديمة، ومنها كتب علم السحر، واشتهر بالحكمة". وتابع شهاب أن من أشهر السحرة في تاريخ مصر الساحر إس – آتوم، الذي عاش في الفترة المتأخرة من حكم الملك نكتانبو الثاني (حوالي 359 ق.م.)، ويرجع إليه الفضل في الحفاظ على اللوحة الشهيرة التي تُعرَف باسم لوحة "مترنيتش"، والتي تحوي أحد النصوص السحرية التي كانت تُستخدَم لأغراض العلاج، وخصوصا العلاج من لدغات الحيات والعقارب". واختتم بأن حارنوفيس كان أيضًا من أشهر السحرة، وشهد معركة موردافيا، في عام 172 م، مع قوات ماركوس أوريليوس، وعندما بدأ الجيش الروماني يعانى من نقص في المياه والإمدادات، أدى حارنوفيس طقوسا سحرية، هطلت بعدها الأمطار، وأنقذت جيش ماركوس أوريليوس من الهلاك.