اختلف المؤرخون حول وجود رأس الحسين بن علي بن أبي طالب (ع)، إذا كانت في دمشق، كربلاء أو القاهرة، وهو ما أثار عدة تساؤلات أبرزها ماذا لو كانت رأس الحسين (ع) غير مدفونة في مصر، وهل الدعاء إلى الله من خلال التبارك بالحسين والاستعانة به هو شرك بالله، وما هي قصة النصراني الذي قتله يزيد بن معاوية بسبب حافر الحمار، وأتاه الرسول (ص) فى المنام وبشره بالجنة. فقبل 1400 سنة وفى صحراء كربلاء بالعراق سقط على الأرض سيد شباب أهل الجنة وفى قلبه سهم بثلاث رؤوس، وحين فصل القاتل رأس سبط النبى عن جسده باثنتى عشرة ضربة بالسيف استشهد، الحسين بن على بن أبى طالب – رضى الله عنه – عندما ثار ضد أول عملية توريث فى الحياة السياسية الإسلامية، على يد يزيد بن معاوية بن أبى سفيان. ورد في كتاب مقتل الحسين للخوارزمي، وكتاب الصواعق المحرقة، وفي كتاب اللهوف في قتلى الطفوف للسيد ابن طاووس عن الإمام عليّ بن الحسين، زين العابدين (ع) قال: لمّا أُتي برأس الحسين (عليه السلام) إلى يزيد كان يتّخذ مجالس الشرب، ويأتي برأس الحسين فيضعه بين يديه ويشرب عليه، فحضر ذات يوم أحد مجالسه رسول ملك الروم، وكان من أشراف الروم وعظمائها فقال: يا ملك العرب رأس من هذا؟ فقال له يزيد: مالك ولهذا الرأس؟ قال: إني إذا رجعت إلى ملكنا يسألني عن كل شيء رأيته، فأحببت أن أخبره بقصة هذا الرأس وصاحبه، فقال يزيد: رأس الحسين بن علي بن أبي طالب، فقال: ومن أُمّه؟ قال: فاطمة الزهراء، فقال: بنت من؟، فأجابه: بنت رسول الله، فقال مبعوث ملك الروم: أف لك ولدينك، ما دين أخسّ من دينك، أعلم أنّي من أحفاد داود وبيني وبينه آباء كثيرة والنصارى يعظّموني، ويأخذون التراب من تحت قدمي تبركاً؛ لأني من أحفاد داود، وأنتم تقتلون ابن بنت رسول الله وما بينه وبين رسول الله إلاّ أُمّ واحدة، فأي دين هذا؟ ثمّ قال له الرسول: يا يزيد، هل سمعت بحديث كنيسة الحافر؟ فقال يزيد: قل حتى اسمع، فقال: إنّ بين عمان والصين بحراً مسيرته سنة ليس فيه عمران إلاّ بلدة واحدة في وسط الماء طولها ثمانون فرسخاً وعرضها كذلك، وما على وجه الأرض بلدة أكبر منها، ومنها يحمل الكافور والياقوت والعنبر وأشجار العود، وهي في أيدي النصارى لا ملك لأحد فيها من الملوك، وفي تلك البلدة كنائس كثيرة، أعظمها كنيسة الحافر في محرابها حقّة من ذهب معلّقة فيها حافر يقولون: إنّه حافر حمار كان يركبه عيسى، وقد زُيّنت حوالي الحقة بالذهب والجواهر والديباج والابرسيم، وفي كل عام يقصدها عالم من النصارى، فيطوفون حول الحقة ويزورونها ويقبّلونها ويرفعون حوائجهم إلى الله ببركتها، هذا شأنهم ودأبهم بحافر حمار يزعمون انه حافر حمار كان يركبه عيسى نبيهم، وأنتم تقتلون ابن بنت نبيكم، لا بارك الله فيكم ولا في دينكم. فقال يزيد لأصحابه: اقتلوا هذا النصراني، فإنّه يفضحنا إن رجع إلى بلاده، ويشنع علينا، فلما أحسّ النصراني بالقتل قال يا يزيد: أتريد قتلي؟! قال نعم. وقال النصراني: فاعلم أنّي رأيت البارحة نبيكم في منامي وهو يقول لي: يا نصراني أنت من أهل الجنة. فعجبت من كلامه حتى نالني هذا، فأنا أشهد أن لا إله إلاّ الله، وأن محمداً عبده ورسوله، ثمّ أخذ الرأس وضمّه إليه، وجعل يبكي حتى قتل. ورحل سيد شباب أهل الجنة قتيلاً، إلا أن شعوب 3 دول اختلفت على مكان دفنه، وتفرقت محبة الحسين بن علي بن ابى طالب (ع) فى قلوب العباد، فتنازعوا على موضع «الرأس الشريف» بين دمشق وكربلاء والقاهرة، لتبدأ أسطورة الإمام سبط النبي، الحسين بن على، نجل فاطمة الزهراء، قرة عين النبى – صلى الله عليه وسلم – وابن على بن أبى طالب – صهر النبى ومستودع سره وفارسه الذى رحل غدراً مثل والده. هناك أقوالاً عدّة فيما يتعلّق بموضع رأس الحسين (عليه السلام) منها أنه لما أرسل ابن زياد الرأس الشريف الى يزيد نكت بمخصرته وجهه الشريف وفعل ما فعل وقال ما تقشعرّ منه الأبدان كما هو مفصل في المقاتل، وصار يُدار بالرأس وبقية الرؤوس وخلفهم السبايا على أبواب دمشق ليفخر بقتل الإمام الحسين (ع) والإتيان برأسه لأميره يزيد بن معاوية. وأُدخل الرأس إلى الجامع الأموي المجاور لقصر يزيد لإظهار انتصار الأمويين على بني هاشم. وصار يزيد بشتم الرأس الشريف ويتعمد أن يشمت بزينب (ع). ثم أمر بصلب رأس الشهيد فوق رمح على باب قصر الخلافة، فكان يمر به الناس فيسمعونه يتلو آيات من القرآن الكريم، فأمر ابن معاوية بإنزاله لمخازن السلاح وبقى فيه حتى عهد سليمان بن عبدالملك وهو سابع خلفاء بنى أمية فأخرجها ودفنها مع جسد الأمام بكربلاء حيث استشهد. أما عن تاريخ المشهد الحسينى فى القاهرة فهناك روايات أخرى جاء فيها أن يزيد بن معاوية أمر برأس حفيد النبى فطوّف به ولايات الخلافة حتى انتهى إلى عسقلان بفلسطين، فلما جاء وزير الفاطميين «الصالح طلائع» افتدى الرأس من أمير عسقلان الصليبى بمال جزيل، ووضعه فى رداء أخضر على كرسى من الأبنوس وفرش تحته المسك والطيب وبنى عليه المشهد الحسيني المعروف بالقاهرة. يستقبل المشهد الحسينى يوميًا زوارًا من مختلف بقاع الأرض، ويزداد الترحال للمسجد فى أيام الاحتفال بالمولد النبوى الشريف وبذكرى استشهاد الإمام الحسين نفسه «عاشوراء» وذكرى مولده، فمنهم من يتنسم فيه رائحة ذرية النبى ومنهم من يذهب إلى الإمام الشهيد، دون أن يشغل باله بموقع الدفن الحقيقى، فالإمام روح أعلى من أى جسد. وعرض أبو بكر الآلوسي آبيات من الشعر توضح مكانة الحسين عليه السلام قائلًا: لا تطلبوا رأس الحسين *** بشرق أرض أو بغرب ودعوا الجميع وعرجوا *** نحوي فمشهده بقلبي وفي إطار ارتفاع رواد المسجد الحسين، والتوسل والتقرب به إلى الله، اوجد هناك اتهام للزائرين بأنهم يقصدون مقام الحسين ليدعونه من دون الله، وهو ما نفاه الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية الأسبق. فأكد جمعة، أن الرجل العاصى الراغب في جعل الرسول (ص) وأهل بيته بينه وبين الله سبحانه وتعالى خلال الدعاء لا شىء عليه وليس شركًا كما يدّعى بعض المخبولين عقلاً، على حد وصفه. وقال جمعه: واحد بيقول علشان خاطر سيدنا الحسين يا رب يا رب علشان خاطر النبى ده قسم لا شىء فيه.. واللى بيقول ده شرك يعد خبلا عقليا.. هو يطلب من الله الحنان المنان بحبك للحسين أعملى كذا وبحبك هنا نوع من أنواع القسم". وأضاف جمعة، خلال لقاء له عبر فضائية "cbc"، أن القسم على الله نوع من أنواع العبادة والرسول صلى الله عليه مارسه وعلمه، بينما "النابتة" لا يعرفون ذلك لأنهم مضحوك عليهم، وتابع قائلاً: "هناك متاهات فى تزوير الدين الإسلامى الحنيف أدت إلى الدم الذى يراق فى العراق وسوريا وفى الطرقات لأنهم خرجوا بشناعة وفظاعة لبناء هيكل آخر موازٍ لدين الإسلام ونحن دائماً ننبه من ذلك.. ما يحدث هذا قلة دين وقلة أدب".