لا تزال نتائج الانتخابات التي جرت في تركيا مطلع نوفمبر الحالي تلقي بظلالها على المشهد السياسي، خصوصا بعد الخسارة التي منيت بها أحزاب المعارضة مجتمعة، ونجح حزب العدالة والتنمية في الانتخابات، وأحكم قبضته على السلطة التنفيذية بعد أن اختل توازنه، وكاد يفقد الغلبة التي تمتع بها على مدى 13 عاما. اليوم، ينتظر الشارع التركي أن تتضح حقيقة الوعود الحكومية، هل ستتحقق أم ستستمر وعود "داود أوغلو" مرور الكرام؟، والخشية لدى البعض منهم أن يلتفت الحزب الحاكم لاستكمال قبضته على الحكم قبل كل شيء. وفي هذا السياق، قالت صحيفة "حرييت" إن الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان" قدم عرضا غير متوقع لأكبر حزب معارض بتركيا "حزب الشعب الجمهوري" خلال مقابلة على قناة "أيه اي في"، في 18 نوفمبر، حيث قال بشأن الدستور الجديد: بدعم من حزب المعارضة الرئيسي، قد تمر التعديلات الدستورية في البرلمان خلال شهر، حيث ممثلي الشعب، دون الحاجة لطلب تصيت الشعب بشكل مباشر. وترى الصحيفة التركية أن هذا العرض هو تغير تكتيكي مهم من قبل "أردوغان"، في أحد الأوقات المثيرة للاهتمام، كما أن الرئيس يذكر حزب الشعب الجمهوري بشكل غير مباشر أنه حال لم يوافق على التعديلات الدستورية، سيلجأ لاستفتاء الشعب، وهنا من الواضح أنه يرغب في تغيير نظام تركيا البرلماني الحالي لنظام رئاسي، وهو يدعو لذلك منذ فترة طويلة، ولكنه في انتخابات الأول من نوفمبر تجاوز حزبه العدالة والتنمية نسبة 49.5%، وبالتالي يتمكن من تغيير الدستور. وتوضح الصحيفة أن "أردوغان" أكد على استمرار مساعيه الهادفة لتغيير النظام في جدول الأعمال السياسي لأنه يعتقد بأن البلاد بحاجة إلى نظام رئاسي، رغم المخاوف من إزدواج السلطة بين يديه، مما سيقود إلى إضعاف التوازنات، وتشير الصحيفة إلى أن حزب الشعب الجمهوري من صالحه تعزيز النظام البرلماني، ومنح الضوابط والتوازنات لبرلمان أقوى وأكثر وضوحا في الفصل بين السلطات. وذكرت الصحيفة أن اختيار "أردوغان" لهذا التوقيت يعد تغيرا تكتيكيا يدخل تركيا في مرحلة جديدة، حيث يمد يده لحزب الشعب الجمهوري قبل قبول رئيس الوزراء "أحمد داود أوغلو" أو حتى الخروج بقائمة حكومته الجديدة.