أجرى الرئيسان الروسي "بوتين" والأمريكي "أوباما" محادثات مكثفة على هامش قمة العشرين التي عقدت في مدينة أنطاليا التركية، ونقلت وكالات الأنباء الروسية، عن كبير مستشاري السياسة الخارجية في الكرملين يوري أوشاكوف أن سوريا وأوكرانيا احتلا الجزء الأكبر من المحادثات غير الرسمية بين الزعيمين، مضيفا أن هناك تطابقا تاما بين الولاياتالمتحدة وروسيا في الأهداف الاستراتيجية لمواجهة تنظيم داعش، لكن اللاف حول أسلوب تحقيق تلك الأهداف. وفي هذا السياق، قالت صحيفة "حرييت" التركية إن زعماء العالم الذين حضروا قمة العشرين في تركيا ألقوا بيانا مشتركا يدعو إلى جعل المعركة ضد تنظيم داعش الإرهابي أولوية رئيسية، وطلبوا تبادل المزيد من المعلومات الاستخباراتية، والسيطرة بشكل أكبر على الحدود، ورصد المعاملات المالية، موضحة أن هذه التدابير لا تختلف كثيرا عن التي تم اتخاذها ضد تنظيم القاعدة بعد هجمات 11 سبتمبر 2001. وتضيف الصحيفة أنه بعد 16 ساعة تقريبا من المؤتمر الصحفي لوزير الخارجية التركي الذي يستبعد عملية عسكرية للجيش التركي بسوريا في الوقت الراهن، لفت الرئيس الأمريكي "باراك أوباما" في مؤتمر صحفي خاص إلى أنه سيرسل 5 آلاف جندي إلى سوريا، وأن الهجمات مستمرة في اليمن. وتلفت "حرييت" إلى أن الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين" لفت خلال القمة إلى أن هناك نحو 40 دولة تساعد داعش، بما في ذلك دول مشاركة في قمة العشرين، وتوضح الصحيفة أن الحرب الأهلية السورية بدأت في أوائل عام 2011، وظهرت داعش في عام 2013، متبنية الأيدولوجية المتطرفة، ونجحت في جذب المتشددين من تنظيم القاعدة وفروعه. وترى الصحيفة أن هجمات داعش الأخيرة على أنقرة في 10 أكتوبر، التي أسفرت عن مقتل 102 شخص، وهجمات باريس 13 نوفمبر والتي أسفرت عن مقتل 129 شخصا، ودفعت العالم لاستيعاب خطر تنظيم داعش، ولكن العالم لا يزال قاصرا على فهم أن مشكلة داعش تأتي من الحرب الأهلية السورية الجارية، التي لم يتوصل لاتفاق بشأنها. وتوضح الصحيفة أن الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان" والرئيس "أوباما" لم يتمكنا من إقناع الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين" خلال قمة العشرين بالتوافق بشأن سوريا، ومن الواضح أنه دون التوافق بشأن مستقبل سوريا، سيكون من المستحيل هزيمة تنظيم داعش.