افتتح أمس السبت، الفنان الفلسطيني رائد القطناني، معرضه التشكيلي الأول «جذور»، بجاليري رأس العين، برعاية مديرية الثقافة في عمان، ليكون معرضه جواز سفر لفنه نحو آفاق جديدة في مسيرته الفنية. الفنان التشكيلي الفلسطيني رائد يوسف القطناني، المولود عام 1973، والمقيم حاليا في مدينة عمان، بعد أن أقام لفترة طويلة في دمشق، وتابع فيها جميع مراحل حياته الدراسية الأكاديمية والمهنية الوظيفية، هو من عائلة فلسطينية مُهجرة ولاجئة، تعود في أصولها إلى قرية يازور قضاء مدينة يافا الفلسطينية. تخرج في قسم التصميم الإعلاني، الاتصالات البصرية، بكلية الفنون الجميلة بجامعة دمشق عام 1995، ليخوض غمار رحلته الفنية والمهنية في ميادين العمل متعددة الصنائع، حيث تسنى له العمل في مجالات التصميم الطباعي، وإدارة البرامج الجرافيكية منذ عام 1996. عمل لفترة مدرساً في معهد تدريب دمشق التابع لوكالة الغوث الدولية في سوريا (DTC)، في قسم التصميم الفني، وشارك في معارض اتحاد الفنانين التشكيليين الفلسطينيين، فرع سورية، وحصل على مجموعة جوائز أولى وشهادات تقدير عن مساهماته في مسابقات التصاميم الفنية لبطاقات التهنئة والمجوهرات وسواها. مشروعه الفني يلخص موضوعا كاملا في حركة اليد، وكأنه يرصد دور اليد في مختلف المواقف الشعورية، كالخوف والأمومة والعمل، تواصل الأجيال.. إلخ، وسبق أن قال "لمن يسأل لماذا كثرة الأيدي.. نحن نعرف عازف البيانو من رشاقة أصابعه، ونعرف النجّار الذي غالبًا ما يكون قد فقد إصبعًا من أصابعه، ونعرف الدّهّان ونعرف الجزّار، ونعرف المعلّم من الطباشير العالقة به، والفلاّح الذي انغرس التراب في أظافره، وعامل المطبعة الذي أصبح الحبر جزءًا من بصمات أصابعه. وأضاف: مذهل هو عالم الأيدي، في عريه الفاضح لنا. ولا عجب أن يكون الرسَّامون والنحّاتون، قد قضوا كثيرًا من وقتهم في التجسُّس على أيدٍ، كانوا يدخلون منها إلى لوحاتهم ومنحوتاتهم، حتّى إنّ النحّات رودان الذي أخذت الأيدي كثيرًا من وقته وتركت كثيرًا من طينها على يديه، كان يلخّص هوسه بها قائلاً «ثمة أيدٍ تصلّي وأيدٍ تلعن، وأيدٍ تنشر العطر وأيدٍ تبرّد الغليل.. وأيدٍ للحبّ». فكيف له إذًا أن ينحتَ واحدة دون أخرى؟ ذلك أنّ اليدين، تقولان الكثير عن أشيائنا الحميمة. تحملان ذاكرتنا، أسماء من احتضنّا يومًا. من عبرنا أجسادهم لمسًا أو بشيء من الخدوش. تقولان عمر لذّتنا، عمر شقائنا. تفضحان العمر الحقيقيّ لجسدنا. تفضحان كلّ ما مارسناه من مهن. كلّ ما مارسنا أو لم نمارس من حبّ. ولذا ثمّة أيدٍ، كأصحابها، ليست أهلاً للحياة، ما دامت لم تفعل شيئًا بحياتها. هكذا لجأ القطناني لمقطع من رواية "فوضى الحواسّ" لأحلام مستغانمي، كي يجيب على تساؤلات جمهوره حول أعماله الفنية، فلخص مشروعه في مقطع أدبي، بعد أن تركت أعماله انطباعا إيجابيا لدى من حضر المعرض الذي يستمر حتى الأربعاء المقبل. ومن تعليقات الحضور: «رأيت الفن الحقيقي النابع من المعاناة الصادقة وأخذتنا بعيدا إلى أيام كان فيها حب الوطن لا يعلو عليه شئ في هذه الحياة»، «إبداع وتميز يفوق الوصف، وعالم ساحر من الفن الجميل»، «لوحات تحاكي رحلة العمر مترجمة لتجاعيد.. جذورنا أصولنا»، «الفنان المبدع رائد القطناني، اسميته سابقا صاحب الأنامل الذهبية لجمالية اللون الذي يتراقص بين يديه، فنان تشكيلي يحمل قضية فلسطين في كل لون مبهج وداكن، من الرقي ما يكفيه من جماليات لونية.. أبهجتنا بمعاني لوحاتك ما بين يد متعبه ووجه متعب وشامخ.. تجاعيد هي عمر القضية الفلسطينية». وإليكم لقطات مصورة من أجواء ولوحات المعرض: