داهم جيش الاحتلال الصهيوني، السبت الماضي، عدة منازل فلسطينية في مدينة الخليل بالضفة الغربيةالمحتلة، بعد إقدام قوات الأمن على إغلاق المدخل الشمالي للمدينة الذي يؤدي إلى حي رأس الجورة بساتر ترابي، حيث قالت مصادر أمنية وناشطون إن جيش الاحتلال اقتحم العديد من المنازل، خاصة في منطقة تل الرميدة المحاذية لشارع الشهداء الذي تم منع الفلسطينيين من دخوله. وفي هذا السياق، قالت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية إن السكاكين والبنادق عادت مرة أخرى إلى قلب مدينة الخليل، حيث تعيش نحو 80 عائلة من المستوطنين اليهود المتشددين، بجانب المقابر القديمة والشخصيات التوراتية مثل إبراهيم وإسحق ويعقوب، ويحيط بهم نحو 200 ألف فلسطيني. وتوضح الصحيفة الأمريكية أن محيط المقابر يقع تحت سيطرة الجيش الإسرائيلي، وتنقسم المواقع المقدسة بين اليهود والمسلمين، الذين يصلون في المسجد الإبراهيمي، مشيرة إلى أن الخليل شهدت العديد من المذابح خلال العقود الماضية، حيث في عام 1929، قتل 67 يهوديا، وفي عام 1994، قتل "باروخ جولدشتاين" أمريكي المولد يعيش في الكيان الصهيوني 29 عربيا، قبل أن يتعرض للضرب حتى الموت. وتشير الصحيفة الأمريكية إلى أن "نيكولاي ملادينوف" المنسق الخاص للأمم المتحدة والمسئول عن عملية السلام في الشرق الأوسط، خلال زيارته الأخيرة لاحظ أن التوتر بين اليهود والعرب ملفت للنظر، وقال :" ما نراه اليوم هو جيل كامل فاقد للأمل في أن حل الدولتين يعد أمر ممكن". وذكرت "واشنطن بوست" أن وزير الخارجية الأمريكي "جون كيري" أمضى تسعة أشهر في العام الماضي بين المفاوضات الغير مثمرة بين إسرائيل والفلسطينيين، ومنذ ذلك الحين تصاعد التحريض، ودخلت إسرائيل وحركة حماس حرب الخمسين يوما في قطاع غزة. وتوضح الصحيفة أنه حسب استطلاعات الرأي يعتقد معظم الفلسطينيين أن حل الدولتين الآن أصبح مستحيلا، وعدد متزايد منهم يؤيدون المقاومة ضد الاحتلال العسكري الصهيوني، مضيفة أن أعمال العنف بدأت في الأحياء الفلسطينية خلال آواخر شهر سبتمبر الماضي في القدسالشرقية. وتشير الصحيفة إلى أن هناك اشتباكات متكررة عند نقاط تفتيش المستوطنات اليهودية، والتي يبلغ حجمها 3% من حجم الخليل، ولكن القوات الإسرائيلية تسيطر على نحو 20% من المدينة، وتقع باقي المدينة تحت قانون السلطة الفلسطينية. وأغلق الكيان الصهيوني الثلاثاء الماضي محطة الإذاعة الرئيسية في الخليل، وحول جزءا من المدينة الواقعة في الضفة الغربيةالمحتلة إلى منطقة عسكرية مغلقة، في الوقت الذي عقدت فيه الحكومة الفلسطينية جلستها الأسبوعية في المدينة واتخذت مجموعة من القرارات لمساعدة سكان البلدة القديمة في مدينة الخليل. وقالت الحكومة في بيان لها عقب جلستها الأسبوعية التي عقدتها في مدينة الخليل أنها قررت "صرف مساعدة مالية بقيمة 100 دولار شهريا لمدة ثلاثة أشهر قابلة للتجديد، تقدم الى 1050 عائلة من المقيمين في البلدة القديمة وفي المناطق المحاطة بالمستوطنات، في صورة قسائم لشراء مواد غذائية"، وقال سكان محليون إن محطة الإذاعة التي أغلقتها إسرائيل، كانت تنقل رسائل تشجع الناس على المشاركة في المظاهرات، لكنهم استدركوا بالقول إن هذا أمر معتاد ووصفوا المحطة بأنها "ليبرالية"، وقال أحدهم "إنها تذيع الكثير من المقطوعات الموسيقية وهي الإذاعة المفضلة للجميع".