وسط طقوس وعادات غريبة لم يعهدها المصريون، احتفلت بعض المدارس الخاصة على الطريقة الأمريكية، بارتداء الطلاب ملابس الأشباح ومصاصي الدماء وأقنعة الشياطين والساحرات، وغيرها من الإكسسوارات التي تبعث على الرعب، خلال احتفالية عيد "الهالوين". "هالوين" تعني ليلة مقدسة، يُحتفل بها في 31 أكتوبر من كل عام، وكان "الدرويديون" كهنة الشعوب ورجال الطب القدماء يقيمون عيدًا كبيرًا للاحتفال بالخريف، يبدأ في منتصف ليلة الحادي والثلاثين من أكتوبر، ويمتد عبر اليوم التالي، الأول من نوفمبر. وتعود جذور "الهالوين" إلى أيرلندا، وامتدت إلى إقامة مهرجان السلتيك في سامهاين، وصادف أن موعد الهالوين يأتي مع احتفال المسيحيين بعيد يوم جميع القديسين، ويعتبر ذلك اليوم احتفالاً عالميًّا، تغلق الدوائر الرسمية في الدول الغربية وغيرها أبوابها للاحتفال به، وتشمل الأنشطة المرافقة لعيد الهالوين الخدع وارتداء الملابس الغريبة والأقنعة، وتروى القصص عن جولات الأشباح في الليل، وتعرض الشاشات ودور السينما بعض أفلام الرعب. وقد تحول "الهالوين" من احتفالية إلى تجارة استثمارية مربحة لكسب المليارات، فظهرت أول عمليات الاستغلال في صناعة أفلام هوليود، التي يتزامن عرضها مع الاحتفال بالعيد، حيث يتم إنتاج العديد من أفلام الرعب للاطفال، كما تشهد تجارة الألعاب والحلويات والملابس المتعلقة بطقوس الاحتفال رواجًا، وويتم عمليات التسويق لها، لتحقيق مكاسب وأرباح مرتفعة، نتيجة الاحتفال بتلك الطقوس. وهذا عكس ما كان يحدث في بداية ظهور هذا العيد، حيث كان الهالوين بسيطًا جدًّا، ويُحتفَى به في الكنيسة على الأغلب. هذا في أوربا، ولكن نظرًا لبدء ظهوره في مصر، كان لا بد من التساؤل: ما علاقة احتفال المدارس الخاصة بمصر بذلك العيد؟ وهل له أثر تربوي على الطلاب؟ ولماذا يتم الاحتفال به في المدارس الخاصة دون غيرها من المدارس الحكومية؟ وما سر أجواء الرعب والدماء التي تسيطر على الأجواء، ومدى تأثيرها على المراحل العمرية للطلاب؟ الدكتور حسني السيد، أستاذ المناهج بالمركز القومي للبحوث التربوية، أجاب عن بعض تلك التساؤلات موضحًا أن المدارس التي تقيم مثل هذه الاحتفالات تحاول أن تقلد بعض العادات والمناسبات في أورربا وأمريكا، مشددًا على أن لهذا آثارًا سلبية على الطلاب بتلك المدارس، وأوضح أستاذ المناهج أن السب الرئيسي وراء تلك الاحتفالات هو الجانب المادي، بعد إجبار تلك المدارس لأولياء الأمور على شراء ملابس معينة، موضحًا أن ذلك خارج عن أطر التربية التي ننشدها، كما أنه ليس له أي أثر إيجابي متعلق بالمناهج. وأضاف أن هذه المدارس من المفترض أن تكون خاضعة لإشراف وزارة التربية والتعليم، وأن أي شيء يحدث داخلها يتم وفقًا لمعايير وقوانين محددة، لكن يبدو بحسب ما يجري أن هذه المدارس لا تلتزم بالمعايير المحددة.