محللون: أزمة السيول مازالت قائمة.. وتصريحات المسؤولين "كلام" أهالي الشمال: كفايانا الحرب والنار والقذائف الجنوب: ننتظر الغرق الذي سيقضي تمامًا على السياحة تحذر هيئة الأرصاد الجوية كل عام من احتمالية تعرض مناطق سيناء لموجة من السيول، فتقدم الحكومة ممثلة في وزارتي الموارد المائية والري والتنمية المحلية وعودًا بعدم تأثير السيول على المواطنين وممتلكاتهم، والتأكيد على تخصيص ملايين الجنيهات تفاديًا للسيول، وبنهاية الموسم الشتوي تغرق القرى المعرضة للسيول، وتدمر منازلها ويشردون، رغم تصريحات المسؤولين ووعودهم. ويقول محمود علاء، من أهالي شمال سيناء: لا نثق بالمسئولين، فتصريحاتهم مجرد حبر على ورق، مختتمًا: "هنلاقيها منين ولا منين". وأوضح كمال السيد، من أهالي جنوبسيناء، أن موسم السياحة العام الماضي شهد كسادًا أكثر مما سبق، حيث أصابت السيول مناطق مختلفة بمدن الطور وشرم الشيخ ودهب ونويبع، أسفرت عن مصرع مواطن وإصابة 7 آخرين، وتدمير عدد من المنازل، وأغلق الطريق الدولي "النفق شرم الشيخ"، رغم إعلان وزارة الموارد المائية والري عن اتخاذها خطوات سريعة لحل مشكلة السيول مثلما قيل هذا العام، وفي منتصف الموسم نفسه أعلنت الوزارة حالة الطوارئ، وشكلت لجان مرور يومية؛ للوقوف على حالة الأمطار والسيول والتعامل معها خلال تلك الفترة، لكن النتيجة كانت مأساوية . تطهير مخرات السيول لتفادي غرق سيناء ويقول الدكتور فوزي عبد الصمد، خبير جيولوجي: في يوليو 2014، بعد تعيين حسام مغازي وزيرًا للموارد المائية استعرض الوزير مع مديري المعاهد خطط الحد من مخاطر السيول، إلى جانب حصر الجزر النيلية وتصنيفها، بالإضافة إلى إدخال الطاقة الشمسية بالمنشآت المائية كافة، فضلًا عن تصميم بوابات تحكم في المياه، يتم تصنيعها من مواد جديدة من «الرمل والفايبر جلاس» كبديل للبوابات التقليدية القديمة والمصنوعة من الحديد؛ لتحسين منظومة إدارة توزيع المياه وتسهيل أعمال الصيانة والإحلال والتجديد، وبحلول فصل الشتاء، وجدنا محافظتي شمال وجنوبسيناء غرقتا في مياه السيول، وتعرضت معظم البيوت للانهيار جراء ذلك، مما ينذر بكارثة هذا العام . وأضاف عبد الصمد: سيناء لا تتعرض للسيول بصفة دائمة، لكنها معرضة للخطر في أي وقت، لذا يجب تحذير المواطنين من إقامة منازلهم في مجرى مخرات السيول؛ تجنبًا لحدوث خسائر في الأرواح والممتلكات، وفي المقابل تتخذ الدولة الإجراءات الكافية وتنفيذها على أرض الواقع". وأوضح الدكتور يحيى القزاز، خبير جيولوجي، أن عمليات الحماية تبدأ من إنشاء خريطة تحدد مواضع الخطورة ودرجاتها، بالاعتماد على الطرق العلمية الصحيحة من جمع معلومات طبيعية ومناخية واقتصادية عن المناطق التي تواجه خطر الأمطار والسيول بها، والاستعانة بالخرائط والصور الجوية عالية الدقة، بالإضافة إلى الدراسة الميدانية لتلك المناطق، والعمل على تفادي المشكلات والعمل على استغلالها في الجانب المفيد للمحافظة التي تتواجد بها السيول، مضيفًا أنه يجب أيضًا تطهير مخرات السيول وإزالة العوائق، والتأكد من سلامة المنشآت عليها، وإعدادها لاستقبال السيول قبل حدوثها؛ لضمان عدم وقوع خسائر في الأرواح أو الممتلكات أو غرق أي أراض زراعية . الطرق والكباري: نحد من الآثار السيئة قال الدكتور سعد الجيوشي، رئيس هيئة الطرق والكباري: منهج الهيئة الحد من الآثار التدميرية للسيول على الطرق، والاستفادة من مياه الأمطار والسيول كوسيلة للتنمية . وأضاف أن الإنذار المبكر للسيل من الجهات المتخصصة في التنبؤات الجوية، سواء كانت الأرصاد أو الاستشعار عن بعد وأيضًا وزارة الري، من المراحل المهمة لتقليل الآثار الناجمة عن السيل . وعود قبل الكارثة وتحذيرات بعدها كالعادة في كل كارثة يأتي دور الوزراء في تكليف المحافظين بالمتابعة مع توقعات حدوث المشكلة، والتحذير عقب حدوثها بالفعل، لكن الخطوات الجدية لا نراها على أرض الواقع، هكذا علق إبراهيم كمال، باحث في الجيولوجيا، على قرارات الوزراء بشأن تجنب السيول في الفترة المقبلة . فيما كلف الدكتور أحمد زكي بدر، وزير التنمية المحلية، الأجهزة المعنية بتكثيف جولات المرور لتفقد حالة مخرات السيول وتطهيرها، في إطار الاستعدادات التي تقوم بها المحافظات لمواجهة سقوط أمطار غزيرة أو سيول بأنحائها؛ استعدادًا لفصل الشتاء . وطالب وزير التنمية المحلية، التأكد من سلامة الجسور ومعاينة السدود والخزانات وتجهيز مجاري السيول وإزالة العوائق، والتأكد من سلامة المنشآت عليها، وإعداد غرف عمليات بكل محافظة لمواجهة أي أحداث طارئة .