نظمت الفصائل الفلسطينية يوم غضب، خرجت فيه الجماهير في مظاهرات ومسيرات إلى مناطق التماس، والالتحام مع جنود الاحتلال في أنحاء الضفة الغربية عقب صلاة الجمعة، حيث دعت حركة حماس للخروج في المظاهرات والاستنفار الشعبي والمشاركة الواسعة في الفعاليات بعد صلاة الجمعة، كما شددت على أن احتجاز الاحتلال الاسرائيلي لجثامين الشهداء الفلسطينيين يعتبر خطاً أحمر لا يمكن تجاوزه. وعلى صعيد متصل؛ دعت أيضا حركة الجهاد الإسلامي إلى "تصعيد انتفاضة القدس وتسمية اليوم بجمعة شهداء الخليل نصرة لأبناء المدينة الذين يتعرضون لإعدامات ميدانية يومية"، مؤكدة أن المقاومة هي الخيار الوحيد أمام ابناء الشعب الفلسطيني. جاءت الدعوات ليوم الغضب الفلسطيني على وقع جرائم إسرائيلية ضد الفلسطينيين في ليلة الخميس الماضي، حيث استشهد شابان فلسطينيان برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي في الخليل، فيما استشهد فلسطيني ثالث في القدسالمحتلة، ما يرفع حصيلة الشهداء إلى 68 شهيدًا منذ بداية اندلاع انتفاضة القدس مطلع الشهر الجاري. من جانبها أكدت وزارة الصحة الفلسطينية، أن 20% من الشهداء هم من الأطفال، لافتة إلى أن عدد الشهداء في الضفة الغربية بما فيها القدسالمحتلة بلغ 50 شهيدًا، وفي قطاع غزة 17 شهيدًا، من بينهم أم حامل وطفلتها ذات العامين، فيما استشهد شاب من منطقة حورة بالنقب، داخل أراضي ال1948، وفيما يخص حصيلة المصابين منذ بداية أكتوبر، قالت وزارة الصحة إن 921 مواطناً أصيبوا بالرصاص الحي خلال المواجهات مع قوات الاحتلال في الضفة الغربية وقطاع غزة، فيما أصيب 885 بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط. في الوقت ذاته، أطلق المقدسيون شعار "مش خايفين" ردًا على إجراءات الاحتلال الإسرائيلي ضد المدينة وأهلها، وتنديدًا بالتهديدات الصهيونية بطردهم من مدينتهم، في محاولة منهم لإعادة الحياة في مدينة القدس وخاصة عند بوابات القدس القديمة، حيث كانت قد اختفت هذه المظاهر ولو قليلًا منذ انطلاق الهبة الشعبية واتخاذ الكيان الصهيوني إجراءاته بفصل أحياء المدينة عن بعضها. "مش خايفين" شعار انطلق على صفحات التواصل الاجتماعي، حيث يحمل أفكارًا جديدة لمقاومة الاحتلال الإسرائيلي، في محاولة لتشجيع المقدسيين على الذهاب إلى اعمالهم وفتح محالهم التجارية، في الوقت الذي تعاني فيه القدسالمحتلة من جملة من الإجراءات العسكرية الإسرائيلية التي أعقبت العمليات الفدائية في المدينة والهبة الشعبية المستمرة، حيث عمدت سلطات الاحتلال إلى فصل بعض الأحياء الفلسطينية بالحواجز والجدار، فيما تدرس إمكانية سحب الهويات الزرقاء من المواطنين المقدسيين وهدم المنازل. على الأرض كان الشعار أيضًا حاضرًا بقوة، حيث تجمعت مجموعات من الشباب المقدسي لشرب القهوة على الأدراج المؤدية إلى بوابة باب العامود، كنوع من إثبات الوجود في المدينة وحق أهلها في البقاء فيها رغمًا عن الاحتلال الإسرائيلي. في السياق ذاته؛ وكنتيجة مباشرة للتضامن الدولي مع القضية الفلسطينية، قدمت نيوزيلاند الى مجلس الامن الدولي مشروع قرار في محاولة لتهدئة المواجهات بين الاحتلال والفلسطينيين واستئناف عملية السلام، حيث أكد المشروع أن حل الدولتين هو "الطريق الوحيد ذات الصدقية نحو السلام"، وتطرق إلى مسألتين شائكتين أولهما "وقف البناء في المستوطنات"، وثانيهما "التخلي عن احتمال ملاحقة اسرائيل امام المحكمة الجنائية الدولية". ويدعو النص الذي قدمته نيوزيلاند العضو غير الدائم في مجلس الامن ويتضمن عشر نقاط، الطرفين الى عدم القيام بأعمال من شأنها أن تجهض جهود السلام، بما في ذلك التوسيع المستمر للمستوطنات وهدم منازل الفلسطينيين في الأراضي المحتلة، ويطلب أيضًا التخلي عن اي مشروع لرفع شكوى إلى المحكمة الجنائية الدولية حول وضع يتعلق بإسرائيل أو الأراضي الفلسطينية المحتلة. من جانبه، رفض مندوب الكيان الصهيوني لدى الأممالمتحدة "داني دانون"، مشروع القرار النيوزيلندي، واصفًا إياه بأنه "هدام وغير بناء"، وأكد "دانون" استحالة تحقيق السلام بدون محادثات مباشرة بين الجانبين، وأوضح أن تلبية رئيس السلطة الفلسطينية "محمود عباس" لدعوة رئيس الوزراء "بنيامين نتنياهو" للقاء معه تشكل أفضل طريق للحد من التوتر.