ناشد برلمان الأطفال في اليمن ببرائتهم المعهودة المجتمع الدولي بضرورة الدفاع عن الأطفال في اليمن وحماية حقوقهم استناداً إلى اتفاقية حقوق الطفل الدولية والقانون الدولي لحقوق الإنسان، لكنهم تغافلوا عن أن المجتمع الدولي نصّب السعودية التي تتولى مهمة قتل طفولتهم في اليمن رئيساً على إحدى لجان حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة، كما أن تقرير الأممالمتحدة عن الوضع الإنساني المتردي في اليمن بسبب العدوان السعودي لم يمنعها من تعيين الرياض في موقع المدافع عن حقوق الإنسان. تقرير الأممالمتحدة الذي صدر في الثاني من أكتوبر 2015 بخصوص اليمن، بيّن أنّه خلال الأشهر الستة منذ بدء عدوان التحالف العربي بقيادة السعودية ضد اليمن في 26مارس الماضي، قتل 505 طفل على الأقل وجرح 702 آخرين، بحسب المتحدث باسم منظمة الأممالمتحدة للطفولة كريستوف بولييراك، الذي عاد وقال للصحافيين في جنيف "هذه الأرقام قد لا تكون دقيقة". وأضاف المسؤول الأممي أن "الوضع بالنسبة للأطفال يتدهور كل يوم، وهو مروع" وحض جميع الأطراف المؤثرة على إنهاء العنف بشكل عاجل، كما ندد أيضاً بارتفاع حالات تجنيد الأطفال في الدولة التي تمزقها الحرب، حيث تم تأكيد 606 حالة حتى الآن هذا العام، قائلا إن هذا العدد هو أكثر بأربع مرات من الحالات المؤكدة في 2014 وعددها 156 حالة. و قال بولييراك إن نحو 10 ملايين طفل بحاجة ماسة لمساعدات إنسانية، وحذر من أن الوضع الإنساني المزري ونقص تمويل منظمات الإغاثة وصعوبة الوصول إلى المحتاجين، قد تتسبب بعدد أكبر من الوفيات بين أطفال اليمن، وحذر من أن عدد الأطفال دون الخمسة أعوام ممن يواجهون خطر سوء التغذية الحاد، تضاعف ثلاث مرات هذا العام ليسجل 537 ألفا، مقارنة ب160 ألفا قبل الأزمة. كما نبَّه التقرير من تعرض 1.7 مليون طفل يمني لخطر سوء التغذية بسبب تدهور الأوضاع وأضاف التقرير أن آمال وطموحات الأطفال المستقبلية تتحطم مع مرور الأيام، خصوصا أن منازلهم ومدارسهم تدمر، كما أن حياتهم باتت مهددة بشكل متزايد بسبب الأمراض وسوء التغذية. الوضع الكارثي في اليمن لم يستطع تقرير الأممالمتحدة تلخيصة، فأطفال اليمن يعانون من سوء التغذية وفقر الدم والأمراض الخطيرة، فضلاً عن انقطاعهم عن الدراسة بعد أن تعرضت مدارسهم للدمار نتيجة الحرب، فأكثر من مليون طفل محرومون من التعليم، وهو عدد يضاف إلى 1.6 مليون طفل آخرين لم يلتحقوا بمقاعد الدراسة أصلا، كما أن خطراً آخر كبير يتهدد حياه أطفال اليمن، يتمثل في الألغام التي لم يقتصر زرعها على المناطق العسكرية، بل طال أيضا المناطق المدنية التي يفترض بها أن تكون آمنة وبعيدة عن دائرة الصراع والقتال، فالألغام خطر يهدد حياة الأطفال الذين بترت أعضاء عدد منهم بسببها. ولم تتوقف أثار العدوان السعودي على تدمير البنية النفسية والصحية والوجودية للطفل اليمني، بل طال الحجر أيضاً فالمؤسسات الصحية نالها نصيب من الدمار مما صعّب من مهمة الأطفال للوصول إليها، وأكد بيان نشرته المنظمة أن المرفق الصحي الذي تعرض للقصف في محافظة صعدة شمالي اليمن يعد ال39 ضمن المرافق الصحية التي تعرضت للاعتداء من قبل العدوان السعودي الأمريكي منذ مارس الماضي. وفي هذا الصدد حذرت منظمة العفو الدولية من أن قصف تحالف العدوان العسكري السعودي الثلاثاء الماضي لمستشفى منظمة أطباء بلا حدود في محافظة صعدة والذي يبدو إستهدافاً وتدميراً متعمداً قد يرقى إلى مستوى جريمة حرب مشددة على فتح تحقيق عاجل ومستقل وشامل. و عن دور المنظمات الدولية والحقوقية في التخفيف من معاناة الأطفال في اليمن، وصف مراقبون دورها بالقاصر، وأنه لم يكن هناك عمل ملموس تجاه الأطفال، حيث تقضي الضرورة إلى ترميم جميع المدارس والمستشفيات وحل مشكلة النازحين وإعادة الأطفال إلى مدارسهم والإسراع في تنظيم حملات تلقيح الأطفال وعلاج من يعانون من أمراض خطيرة منهم، واقتصر دور المنظمات الدولية في اليمن على العمل الإغاثي عبر تقديم الغذاء، دون أن يكون هناك على الإطلاق عمل منظم أو برامج موجهة للأطفال.