خسائر بعشرات الآلاف تسبب فيها الإهمال الحكومي المتمثل في المحافظة والأحياء وشركة الصرف الصحي، وتحملها المواطن السكندري جراء الأمطار التي أغرقت كل شئ بما فيها بضائع وسلع أصحاب المحال التجارية، وعدم استجابة أي منهم للاستغاثات الدائمة والتي لم تجدي في شئ. محمد علي حمودة، صاحب محل ملابس وأحذية بمنطقة بولكلى، بلغ إجمالي الخسائر التي لحقت به نتيجة تلف بضائعه 100 ألف جنيه، ويقول أنه بمجرد هطول الأمطار في الثامنة والنصف صباحًا خرج مسرعًا من منزله الذي يعلو المتجر، لإنقاذ البضائع الآتية من إيطاليا من بلوفرات وبناطيل وأحذية، إلا أنه في تلك الدقائق القليلة غرقت العديد من الملابس وأصبحت غير صالحة للبيع. وأضاف حمودة ل" البديل" انه عكف على إنقاذ ما يمكن إنقاذه من الملابس منذ الثامنة والنصف صباحًا وحتى الواحدة والنصف ظهر أمس، وفي خلال تلك الساعات لم يتم سحب المياه، مشيرًا إلى أن هاني المسيري، محافظ الإسكندرية السابق، مر بسيارته أمام المحلات الغارقة ونظر من نافذتها متبسمًا للتجار أثناء محاولتهم إنقاذ بضائعهم، وبعد مطالبته بحل الأزمة ورفع الأذى عنهم كان رده:" مش ذنبي". وأشار إلى انهم استغاثوا بعامل المرور كي يغلق الإشارة ويمنع مرور السيارات التي ترفع من منسوب المياه وتؤدي إلى دخول كميات أكبر منها داخل المحلات، ولكنه رفض بحجة عدم تلقيه معلومات بذلك الأمر، مضيفًا:" المياه كانت بتغرق الدنيا ولم نتضرر بالشكل ده". واتهم حمودة اللواء عادل لبيب، وزير التنمية المحلية، بأنه أول من تسبب في أزمة الصرف الصحي، حينما كان متوليًا منصب محافظ الإسكندرية، ويسير المحافظين الآن على خطاه، مشيرًا إلى أن سوء البنية التحتية بالمحافظة أدى إلى تلف العديد من البضائع، متسائلا:" مين هياخد التيكت مبلل". وتابع:" اليورو وصل 9,50جنيه والحاجة كلها إيطالية" مشيرًا إلى أن الأهالي أرسلوا صور للتلفيات والطرق الغارقة للمحافظ السابق في النوة السابقة ولم يتحرك أو يجيب عليهم أحد، مضيفًا:" أضعف الإيمان إنه يجيب حد يصلح" موضحًا أن الحذاء الأقل سعرًا بين بضائعه يتجاوز 200 يورو، أما البلوفر فلا يقل سعره عن 1500 جنيه. وأشار حمودة إلى أن أحد أصحاب المحال المجاورة ألقى بكافة الأحذية التي يبيعها في صندوق القمامة وأصبح المحل خاويًا تمامًا من البضائع بسبب الأمطار، مضيفًا:" لأن الأحذية التي يبيعها تحتوي على كارتون من الداخل". وأوضح حمودة أن الفواتير والعقود وكافة المستندات التي تخص بضائعه أصابتها المياه وطالت المخزن، مضيفًا:" حقي راح عشان المحافظ، أنا استفدت إيه من الترام كافيه، موظف الضرائب هيطالبني بفلوس، هقول له المطر بوظ لي الأوراق والبضائع؟ هيقول لي وانا مالي" مضيفًا أن البضائع التالفة بعضها تم جلبه بالأمس فقط استعدادًا لبيعه، مطالبًا الرئيس عبد الفتاح السيسي بتعويضهم عن الخسائر. وأكد حمودة ان الأهالي هم من قاموا بفتح البالوعات المسدودة دون أي تدخل من المحافظة أو الحي أو أي جهة أخرى، موضحًا أن من بين التلفيات أحد الجراجات المواجهة والتي غرقت في المياه بسياراتها الفارهة. عبد العال محمد أحمد، الشهير ب" علاء الصعيدي" بلغت خسائره في يوم واحد 350 ألف جنيه، فقد صُدم صباح أمس حينما فوجئ بمياه الأمطار تغرق قطع غيار السيارات التي يتاجر بها، فاتجه مسرعًا إلى المحل في يوم عطلته" الأحد" لإنقاذها، مشيرًا إلى أن المياه اخترقت الدواليب الخشبية وأتلفت كل ما تحتويه، خاصة وأن جميع السلع مصنوعة من الجلود والحديد المعرض للصدأ، بجانب كراتين التعبئة. وحمل المسئولية الكاملة للمحافظ السابق وشركة الصرف الصحي وكل فرد في المنظومة، فكافة التلفيات بعضها سيتم بيعه في سوق الخردة دون أن يتحصل على 25% من سعرها الأصلي، والبعض الآخر ألقاه في صندوق القمامة لعدم صلاحيته كخردة. وأضاف محمد:" قطعة كهرباء ثمنها 800 جنيه أتلفت بالمياه ومعظم الشغل مديونيات، ولا هقدر ادفع ضرائب ولا أسدد مديونيات وعلي تأمينات 10 آلاف جنيه مش عارفادفعها من حال البلد، ولو موظف الضرائب جه هطرده، هدفع منين من الخسائر اللي انا فيها". وطالب المحافظ بتعويضه عن تلك الخسائر، متوقعًا ألا تؤدي زيارة رئيس الوزراء بالأمس للإسكندرية إلى أي قرار سوى إقالة المحافظ والذي لن يعوضهم عن شئ أو يشفي غليلهم، مضيفًا:" بقى لنا 3 سنين لم نرى حد نظف البلاعات، أعمل إيه أسدد الحاجات اللي باظت منين، البضاعة أمانة أسددها منين، ولسه مصاريف مدارس وفواتير كهرباء وغاز ومياه". وقال كامل محمد، مدير مكتبة بمنطقة بولكلى، ان عشرات الشنط المدرسية أتلفت بفعل الأمطار، فضلاً عن الاكسسوارات والنجف الذي بلغت 5 منها 3500 جنيه، وتحف وكراتين وصناديق هدايا وأقلام، هي مخزون العام بالكامل، أي أن إجمالي الخسائر يقدر ب 50 ألف جنيه. وتابع:" كل سنة بتحصل وكل سنة بنشكو ومفيش حد سأل، موضحًا أن البضائع التالفة ملأت 3 حاويات قمامة.