- قصور ثقافة مهملة.. أقربها قصر ثقافة برج العرب مشاق وأعباء مادية يتكبدها بعض الشباب ممن كُتب لهم العيش بغرب الإسكندرية، نتيجة الانتقال بشكل شبه يومي إلى أقرب قصر ثقافة والذي يقع بمنطقة الشاطبي وسط المدينة، نظرًا لإهمال الدولة ذلك الواقع بمنطقة برج العرب، وغياب دور الثقافة في العجمي وما يحيطها، ولكن البعض لم يتحمل تلك المتاعب وفضل طمس هواياته بقضاء وقته على المقاهي، ولمخاطر الطرق جلس الأطفال بمحازاة الآباء دون تنمية لهواياتهم، ما دفع البعض للتفكير في إنشاء" قصر ثقافة العجمي". قال محمود ابو صلاح، أحد العاملين بمسرح قصر ثقافة الشاطبي بالإسكندرية، أن الفكرة نشأت من خلال مجموعة من الأفراد القاطنين بمنطقة العجمي غرب الإسكندرية والمهتمين بالمجال الثقافي والإبداعي والفني ويجدون صعوبة في الانتقال من مقر إقامتهم إلى قصور الثقافة المختلفة. وأشار إلى أن أقرب قصر للثقافة هو قصر ثقافة الشاطبي والذي يبعد تمامًا عن غرب الإسكندرية، والذي يبدأ من العجمي وحتى الساحل الشمالي، فيما أهمل قصر ثقافة القباري تمامًا، أما قصر ثقافة برج العرب فهو يقع في منطقة شبه نائية ولم يفتح أبوابه إلا كل حين في ختام المهرجانات أو في وجود عروض لفرق من خارج مصر، إلا أنه غير صالح للعمل بسبب الإهمال الذي يعانيه، مضيفًا:" عايزين مسرح نطلع منه هواه وفنانين جدد". وأضاف ابو صلاح ان المهرجانات المختلفة كمهرجان نادي المسرح أو غيره تقام دائمًا بقصر ثقافة الشاطبي والتابع للهيئة العامة لوزارة الثقافة، ما يكبد العاملون به وفنانيه مشقة الذهاب والعودة يوميًا. وأوضح ان قصور الثقافة لا تخدم العاملين بالمجال الفني فقط ولكن كل المهتمين بالثقافة في الإسكندرية، مضيفًا:" الموضوع ليس متعلق بالمسرح فقط، مناشدًا الجهات المعنية بالأمر بالبحث بشكل جدي عن موقع يصلح لأن يقام على أرضه قصر ثقافة العجمي في حدودها، على أن يكون خاضعًا للوزارة نفسها أو المحافظة، كما حدث من قبل بخصوص مسرح بيرم التونسي. وقال أحمد سليم، مخرج مسرحي، أن غرب الإسكندرية تعاني من غياب قصور الثقافة، وهذا ليس بالأمر الهين فهو يضم عدة مناطق من بينها، الورديان، الماكس، الدخيلة، الدرايسة، وادي القمر، ابو يوسف، الكيلو 21، الكيلو 23، الكيلو 26، ابو تلات، الهانوفيل، البيطاش، العامرية، بينما قصر ثقافة القباري مغلق دائمًا. وأشار إلى أن مع بدء الموسم الدراسي فإن المشكلة تزداد سوءًا بسبب عدم إتاحة الفرصة للطلبة لتقديم عروضهم الفنية، فيلجأ البعض إما لاستئجار مسرح بتكلفة باهظة الثمن أو يضطر البعض الآخر إلى إنشاء مسرح صغير داخل المدرسة. وطالب سليم الدولة الممثلة في محافظة الإسكندرية ووزارة الثقافة بتوفير موقع مناسب للمشروع، مشيرًا إلى أن القائمين على الفكرة يعملون حاليًا على تجهيز ملف توضيحي عنها وجمع التوقيعات لطرحها على الوزارة والمحافظة، طامحين في تقبلها تمهيدًا لتنفيذها. وتابع:" هم مطالبين بإيجاد مكان لأن هناك ناس كثر تمارس أنشطة ثقافية كثيرة ومش لاقية مكان" وبالتالي يكون من حق أي شخص تتوافر لديه أية موهبة الاشتراك بالقصر الثقافي مقابل بتكلفة رمزية، فذلك أحد حقوقه، متوسمًا خيرًا في محافظة الإسكندرية ومدى تقبلها للفكرة، خاصة وأن قصر ثقافة الأنفوشي في طريقه للافتتاح، ومن قبله قصر ثقافة الشاطبي، مشددًا على ضرورة وضع خطة لتنفيذ المشروع بغض النظر عن موعد البدء في إنشاؤه، وعن نشأة الفكرة، قال سليم أن الأمر بدأ بتبادل أطراف الحديث بين مجموعة من الأصدقاء العاملين بالمجال الثقافي والفني، وبدأ البعض في طرح تساؤلات حول:" ليه ما يكونش فيه مسرح في العجمي" وأيد الجميع الفكرة وبدأوا في التخطيط لها، ثم بطرح المقترحات والأفكار عبر موقع التواصل الاجتماعي" فيس بوك" ثم أصبحت واقع لابد من تنفيذه. وأكد غانم المصري، مخرج مسرحي، ان حملة جمع التوقيعات بدأت بالفعل منذ يوم الجمعة الماضية، وصل عددها إلى 1000 توقيع ومازالوا مستمرين في الحملة التي بدأت بقاطني العجمي وبعض الفنانين، ومن المقرر أن تشهد نشاطًا خلال الفترة المقبلة من خلال الدخول وسط الطلبة بجامعة الإسكندرية، فضلاً عن فتح المجال لطرح الأفكار الجديدة من أجل إنشاء قصر ثقافي يخدم قطاع كبير من أهالي تلك المنطقة المهملة ثقافيًا وفنيًا. وأضاف المصري ان الملف الذي سيتم جمعه لتسليمه إلى محافظ الإسكندرية ووزير الثقافة يتضمن بجانب التوقيعات التي سيتم جمعها، مقترحات بأراض ومبانٍ فضاء وصورًا لها، موضحًا انه لا يعلم إذا ما كانت تلك الأراضي تابعة للدولة أو أنها مملوكة لأشخاص، وأنه قام بدور ليس مخول له ولكن اختصارًا للوقت، وعلى الدولة أن تقوم بدورها في التأكد من وجود موقع مناسب لإقامة المشروع عليه. وأشار إلى أن من بين المواقع التي رصدتها المجموعة، مبنى مكون من طابقين، كان يضم مرسم وغيره من أنواع الفنون والثقافات في شكل فعاليات كان ينظمها صندوق التنمية الثقافية، ومن المقرر أن يسلم الملف خلال الأسابيع القليلة المقبلة في صورة خطاب مسجل بعلم الوصول. ومن خلال عرض فكرة المشروع على الشباب بحي العجمي، قال المصري ان ردود أفعالهم كانت إيجابية وحماسية، بل أن بعضهم قدم مقترحات تدور حول:" لو المكان فيه قهوة وشاي ومحترم هروح" بينما لم تختلف رؤية الآباء حينما طرحت عليهم الفكرة" تفضلون عندما يكبر أبنائكم يقعدوا على القهوة ولا يلاقوا مكان محترم يعلمهم الرسم والموسيقى" فكانت الموافقة الرد السائد. واقترح بعض القائمين على الفكرة توزيع استطلاع رأي داخل المدارس لجمع أكبر عدد ممكن من التوقيعات، أما فيما يتعلق بالثقة في تنفيذ الحكومة للفكرة، فقال المصري:" طبعًا مفيش ثقة، المنطقة بقى لها 60 سنة محدش بص لها، ولو فيه ثقة كان زمانها اشتغلت على الموضوع من زمان".