بمناسبة بلوغ الدكتور حسين نصار، شيخ المحققين التسعين من عمره، احتفلت الهيئة العامة لدار الكتب والوثائق القومية برئاسة الدكتور شريف شاهين، اليوم الثلاثاء، بدار الكتب بكورنيش النيل، بحضور الكاتب حلمى النمنم، وزير الثقافة، والدكتور أيمن فؤاد سيد، والدكتور أشرف دعدور، والدكتور عبدالحكيم راضى، والدكتور فيصل الحفيان، والدكتور عبدالكريم جبل، والدكتور شريف شاهين، رئيس دار الكتب والوثائق القومية، وعدد من المثقفين والنقاد وأساتذة الجامعات وتلاميذ شيخ النقاد حسين نصار. وأهدى وزير الثقافة والدكتور شريف شاهين درع دار الكتب والوثائق القومية وشهادة شكر وتقدير لشيخ المحققين الدكتور حسين نصار، وقال «النمنم» خلال كلمته الافتتاحية إن تكريم «نصار» هو تكريم للثقافة المصرية والمتخصصين في علم تحقيق التراث والمخطوطات، والمهمة مازالت ثقيلة وتقع على عاتق الدكتور نصار وزملائه، متمنيا أن يواصلها ويضع كتابا عن فترة عمله في دار الكتب والوثائق القومية وما تم إنجازه خلال هذه الفترة الثرية. «نصار» هو أديب, ومؤلف, ومحقق ومترجم مصري له دراسات وترجمات كثيرة لعدد من أبرز أعمال المستشرقين تشهد بتمكنه من اللغة الإنجليزية. وانتمى إلى عدد من الهيئات الثقافية والعلمية، منها الجمعية اللغوية المصرية والجمعية الادبية المصرية، وشغل منصب الرئيس في كل منهما، كما انه عضو في الجمعية المصرية لنشر المعرفة والثقافة العلمية، ولجنة الدراسات الادبية واللغوية في المجلس الأعلى للثقافة، ومقرر المجلس القومي والآداب والاعلام واتحاد الكتاب، وله الكثير من المؤلفات منها 9 كتب مترجمة وكتابان حول نشرة الكتابة الفنية في الأدب العربي ومعجم آيات القرآن. ولد «نصار» في 25 أكتوبر عام 1925، وحصل على ليسانس الآداب عام 1947، والماجستير والدكتوراه من كليته نفسها عامي 1949 1953 وتدرج في الوظائف الجامعية حتى أصبح عميد كلية الآداب عام 1979. تتميز أعماله بالتأصيل العلمي والتوثيق المرجعي المحرر لكل ما يكتب فقد كان يبحث بشكل عميق في المصادر الأصلية لموضوع دراسته ، مما يجعله واحدا من كبار المحققين لعيون التراث العربي، وكان اهتمامه بمباحث الاعجاز البياني للقرآن الكريم تعبيرا عن اهتمامه المتواصل بفقه الكلمة العربية وتاريخها ومبانيها اللغوية والتركيبية، ومن مباحثه المتخصصة في الاعجاز كتابة «الفواصل» الذي نشر عام 1999، والذي يعلن فيه انه ليس من علماء الدين أو التاريخ، لكنه يحاول أن يؤرخ للتاريخ الفكري الذي دار حول قضية اعجاز القرآن، من خلال المنهج الذي يسميه «تفكير التاريخ». أنجز حسين نصار الكثير من التحقيقات للكتب والحصول على النسخ المخطوطة واللازمة لعملية التحقيق، ففي مجال النثر حقق عددا من النصوص التاريخية الادبية والرحلات منها «النجوم الزاهرة في حلي حضرة القاهرة» لعلي بن موسي بن سعيد المغربي، وهو الجزء الخاص بالقاهرة من موسوعة ابن سعيد، «المتوفى سنة 685ه» وبه يكتمل القسم الذي افرده المؤلف الأندلسي لمصر. بدأ إهتمامه بالترجمة من نقطة إهتمامه باللغة العربية وآدابها فكل من قام بترجمته يتصل بجانب من اهتماماته وقد انفق من جهده وعلمه ووقته ما يعد اضافة الى الثقافة العربية، وهذا يتجلى واضحا في ترجمته مؤلفات لكبار المستشرقين ليقدمها لقراء في العالم العربي من أجل أن تفتح امامهم آفاقا جديدة للبحث في مواطن الدراسة العربية.