افتتح الكاتب الصحفي حلمي النمنم وزير الثقافة، المؤتمر الدولي الثاني للتواصل الثقافي الروسي العربي تحت عنوان "المستشرقون الروس والثقافة العربية"، صباح اليوم الثلاثاء، بقاعة على مبارك بدار الكتب والوثائق القومية بكورنيش النيل بالقاهرة، و الذي يستمر خلال يومي 29 و 30 سبتمبر الجاري. واحتفى المؤتمر بتكريم ثلاثة من كبار من ارتبطوا بموضوعات الاستشراق والعلاقات العربية الروسية، وهم الدكتورة سمية عفيفي، والدكتور اوغناطيوس كراتشكوفسكي والشيخ محمد عياد الطنطاوي. وقال "النمنم"، إن هذا المؤتمر يتم الإعداد له منذ شهور لكي يخرج معبرا عن أهمية العلاقات المصرية والعربية الروسية، مشيرا إلى أن لفظ الإستشراق ارتبط لدى الكثيرين بالمخططات الإستعمارية، أما المستشرقين الروس فقد لعبوا دورا هاما في التعريف بالثقافتين العربية والروسية. وأوضح أن العلاقات العربية الروسية تشهد تناميا في الفترة الحالية، مؤكدا أن التقارب الروسي المصري كان يأتي دائما في أوقات تاريخية بالغة الأهمية تكشف عمق هذه العلاقات ومنها فترة علي بك الكبير إبان محاولته الاستقلال بمصر عن الحكم العثماني، إذ كانت روسيا داعم له في التسليح ليتمكن من تنفيذ رؤيته الاستقلالية، وهو ما دفع السلطان العثماني إلى استصدار فتوى بتكفير علي بك الكبير للتخلص منه وقتله. وأشار إلى أن فترة حكم الرئيس جمال عبد الناصر من أهم الفترات التاريخية التي شهدت تقاربا مصريا روسيا تمثل في مساندة الاتحاد السوفيتي لمصر في بناء مشروع السد العالي، فضلا عن المساندة القوية لمصر في عدة مجالات. وأكد وزير الثقافة أنه لا يمكن القول بوجود علاقات سياسية واقتصادية بين أي دولتين دون وجود علاقات ثقافية قوية، فالثقافة جسر التواصل بين الشعوب ، وأي مشروع سياسي يتم دون خلفيات ثقافية يكون مصيره الفشل. وتمنى أن يكون هذا المؤتمر بداية لعمل جاد في العلاقات العلمية والثقافية، لدعم التعاون الروسي العربي ، ووجه الشكر لفريق عمل المؤتمر والدكتور حسين الشافعي رئيس المؤتمر. وقال الدكتور حسين الشافعي رئيس المؤتمر إن المؤتمر بدأ دورته الأولى عام 2013 تحت رعاية وزارة الثقافة المصرية، واليوم هي الدورة الثانية التى تنظمها الجمعية المصرية الروسية للثقافة والعلوم ودار الكتب المصرية، والتي تأتي من أهمية أنها جسر للتواصل بين المستشرقين المصريين والروس، مشيرا إلى أن المؤتمر يحظى بمشاركة كبيرة من الباحثين من الجامعات المصرية وجامعات موسكو وسانت بطرسبورج. وقام وزير الثقافة والدكتور حسين الشافعي بإهداء درع المؤتمر لكل من السفارة الروسية بالقاهرة، دار الكتب والوثائق القومية، منظمة الشعوب الأفروأسيوية ، سفارة طاجكستان، المركز القومي للترجمة، المركز الثقافى الروسى، مركز تاريخ مصر المعاصر، الجمعية المصرية الروسية لخريجى الجامعات، جامعة سانت بطرسبرج، جامعة صفاقس التونيسية، المركز العربي الروسي للثقافة، كلية الألسن جامعة عين شمس، كلية الأداب جامعة القاهرة. ينظم المؤتمر المؤسسة المصرية الروسية للثقافة والعلوم و دار نشر "أنباء روسيا" بالتعاون مع دار الكتب والوثائق القومية ومركز تاريخ مصر المعاصر، وتحت رعاية وزير الثقافة المصري وسفير دولة روسيا الاتحادية بالقاهرة. ويشارك فيه 28 باحثاً من روسيا والبلدان العربية، يمثلون مختلف الجامعات ومعاهد الاستشراق الروسية الكبرى ومختلف الجامعات ومراكز الأبحاث المصرية. يتصمن برنامج المؤتمر عدد من المحاور منها دور المستشرقين في دراسة وترجمة التراث العربي، والتأثير العربي على الأدب الروسي، والتراث العربي المخطوط في روسيا، بالإضافة إلى مستقبل التعاون بين المؤسسات العلمية ودور النشر في الجانبين. وتم الإعلان ، على هامش المؤتمر ، عن الموقع الإلكتروني الخاص بالمؤسسة المصرية الروسية للثقافة والعلوم، والذي سوف تتم دعوة الباحثين والأكاديميين وغيرهم من المهتمين في المساهمة بما لديهم لإنشاء مكتبة ضخمة تضُم الأعمال المترجمة من وإلى العربية.