اختتم المهرجان القومي للسينما المصرية، دورته ال19 أمس- الجمعة، بالمسرح الكبير لدار الأوبرا، بحضور وزير الثقافة الكاتب حلمي النمنم، ورئيس المهرجان المخرج سمير سيف. وقد بدأ الحفل بعرض استعراضي قصير بعنوان "إحلم بالجايزة"، تدور أحداثه في متحف شمع لتراث السينما المصرية، تستكشف فيه فتاة صغيرة عالم السينما، مشاهد من أشهر الأفلام الغنائية في السينما المصرية ومنها "صغيرة على الحب" بطولة سعاد حسني وأفلام أنور وجدي والطفلة النجمة فيروز وتغني مع أبطال تلك المشاهد عددًا من أشهر الأغنيات المرحة في تاريخ السينما المصرية، ومنها أغانى "بحلقلى وبصلى" و"معانا ريال" و"يا حلاوة" للنجمة فيروز، وتحلم أن تصبح نجمة مثل نجمات تلك الأفلام وتنال الجوائز. العرض من أشعار مصطفى سليم، مادة فيلمية شادي الحكيم، إضاءة ياسر شعلان، موسيقى وألحان محمد حمدي رءوف، استعراضات ضياء ومحمد، وإخراج شادي سرور. طالب المخرج عمرو سلامه، بإلغاء الرقابة على السينما، أثناء تسلمه جوائز فيلمه "لامؤاخذه"، وقد فاز بست من جوائز المهرجان. وشهد تسليم الجوائز سجالًا بين المخرج عمرو سلامه ورئيس المهرجان المخرج سمير سيف ومخرج فيلم "الدساس"، حيث سرد عمرو سلامه الأزمات التي تعرض لها فيلمه مع الرقابة التي ظلت ترفضه كسيناريو لمدة 4 سنوات، أعاد كتابته خلالها 5 مرات حتى أجازته أخيرًا عندما تولى رئاسة جهاز الرقابة على المصنفات الفنية المخرج أحمد عواض. وقال سلامه إنه ليس سعيدًا رغم الجوائز التي حصدها الفيلم لأنه سيخوض ذات الصراع مجددًا مع الرقابة في فيلمه الجديد الذي يبدأ تصويره خلال أيام، وطلبت الرقابة حذف أهم مشاهده، متمنيًا أن تنتهي الرقابة على الأفلام في مصر. فيما أشار المخرج سمير سيف إلى أن فيلم "لامؤاخذه" ما كان ليخرج للنور لولا دعم الدولة لإنتاجه، فرد "سلامه" بأن من اتخذ قرار دعم الفيلم هو ذاته من أصدر قرارات تعطيله في الرقابة، في إشارة إلى أجهزة وزارة الثقافة. فيما اتهم مخرج فيلم "الدساس" رئيس الرقابة الأسبق أحمد عواض، أحد أعضاء لجنة التحكيم، بمحاباة هذا الفيلم وبأنه أجاز فيلم "لامؤاخذه" في حين رفض فيلم "الدساس" الذي يهاجم الإخوان والذي أجيز بعد رحيله عن الرقابة. يذكر أن عمرو سلامه شارك في المهرجان بفيلمين من إخراجه: لامؤاخذة وصنع في مصر. حاز "لامؤاخذه" بجائزة المركز الأول للإنتاج لأفضل فيلم وقيمتها 300 ألف جنيه لشركتي فيلم كلينك وذابروديوسيرز، وجائزتي أفضل مخرج وأفضل سيناريو لعمرو سلامه، وجوائز أفضل صوت لأحمد جابر، وأفضل موسيقى تصويرية لهاني عادل وأفضل مونتاج لباهر رشيد. وحصد فيلم "الفيل الأزرق" جائزة المركز الثاني لأفضل فيلم، وقيمتها200 ألف جنيه- للثلاثي شركات (الباتروس – لايت هاوس – الشروق )، وجائزتي التمثيل دور أول رجال ونساء للنجمين كريم عبد العزيز ونيللي كريم، وجائزة التصميم الفني لمحمد عطية. ونال فيلم "بتوقيت القاهرة" جائزة المركز الثالث لأفضل فيلم، وقيمتها 150 ألف جنيه- لشركة إيمدج للإنتاج الإعلامي، ونال عنه النجم شريف رمزي جائزة التمثيل رجال دور ثان، وحرص على إهدائها إلى الراحلين والده المنتج محمد حسن رمزي والنجم نور الشريف، الذي تنبأ له بالفوز بالجائزة، وطلب منه أن يتذكره حين يتسلمها ويتصل به، "شريف" قال إنه ماكان ليحصل على هذه الجائزة لولا نور الشريف، الذي كان سببًا في خروج الفيلم بهذا المستوي حتى حصد العديد من الجوائز في مهرجانات عربية. وعن فيلم "الجزيرة 2″ نالت النجمة أروي جودة جائزة التمثيل المركز الثاني نساء، ومنحت لجنة التحكيم جائزة خاصة قيمتها 20 ألف جنيه للفنان طارق مصطفى وفريقه الفني ياسمين مختار، سارة بولس، إسلام عبد الفتاح عن ماكياج فيلم "الحرب العالمية الثالثة". وبعد مضاعفة قيمة الجوائز هذه الدورة بلغت قيمة جوائز المركز الأول للتمثيل والسيناريو والتصوير 30 ألف جنيه، والإخراج 50 ألف جنيه، وبقية العناصر الفنية 20 ألف جنيه لكل منها. رأس لجنة تحكيم مسابقة الأفلام الروائية الطويل،ة الكاتب يوسف القعيد، وضمت الفنانة هالة صدقي، المخرج محمد كامل القليوبي، الموسيقار راجح داوود، الدكتورة غادة جبارة- عميدة المعهد العالي للسينما، مدير التصوير طارق التلمساني، فنان الديكور إبراهيم الفوى، الروائية هناء عطية، والمخرج أحمد عواض. وطالبت تلك اللجنة في توصياتها، بتشكيل لجنة لتطوير المهرجان، وطلب "القعيد" دراسة إمكانية أن يتضمن أفلام عربية ليحقق المعنى الحقيقي لمسمي المهرجان القومي، وهي توصية تتجاهل الدور الذي قام عليه مهرجان القومي للسينما للتخصص في دعم السينما المصرية، كما أشار أيضا إلى أن كل الأفلام سبق وأن عرضت تجاريًا في دور العرض، وهذا سبب غياب الجمهور عن العروض، متجاهلًا أن لائحة المهرجان ومشروعه تشترط العرض خلال العام السابق للمهرجان باعتبار الأفلام تمثل صورة للسينما المصرية خلال عام، فيما طالب رئيس اللجنة باستمرار دعم الدولة لإنتاج الأفلام وإنشاء شركات لدعم الإنتاج السينمائي مع فصل الملكية عن الإدارة.