رغم كونها حربا واحدة على الإرهاب أعلنتها دول عدة رأت في داعش خطرا زاحفا يكاد يجتاح أراضيها، إلا أن ردود الفعل تباينت فالعمليات الروسية لم تكد تجاوز أسبوعها الأول حتى قوبلت أهدافها بالترهيب والتشكيك في نوايا موسكو وصولا إلى اتهامها بالوقوف وراء تقدم تنظيم داعش الإرهابي، اتهامات لم تساءل نتائج عام من تحكم الولاياتالمتحدة في وتيرة الحرب على داعش وحفاظها في ذلك على إيقاع يصفه المراقبون بالغامض نظرا لعدد الدول المشاركة وحجم أجهزة الاستعلامات وترسانة الأسلحة المرصودة، ليبقى تنظيم داعش بعد عام قادرا على التمدد وتعويض خسائره بآلاف المجندين الجدد. وفي هذا السايق، قال موقع "جلوبال ريسيرش" البحثي إن تدخل روسيا في سوريا كشف أكاذيب المجتمع الدولي بشكل عام، والولاياتالمتحدة وبريطانيا بشكل خاص، حيث في 24 سبتمبر من العام الماضي، أوضح رئيس الوزراء البريطاني "ديفيد كاميرون" أن الطائرات البريطانية يجب أن تستهدف تنظيم داعش الإرهابي في كل من العراقوسوريا. ويضيف الموقع أن "كاميرون" بالطبع كان يخفي الحقيقة، ففي عام 2013، صوت البرلمان البريطاني على عدم التدخل في سوريا، مما جعل "كاميرون" أول رئيس وزراء منذ 200 عاما، يخسر تصويت برلماني على الحرب، ومع ذلك في يونيو من هذا العام، شارك سلاح الجو البريطاني مع التحالف الدولي ضد داعش. ويشير الموقع إلى أنه في 7 سبتمبر الماضي، أعلن "كاميرون" عن هجوم طائرة بريطانية بدون طيار في سوريا، وقتلت مواطنين بريطانيين انضما لداعش، وهو نفس السيناريو الذي تكرر في العراق عام 2005، ويلفت الموقع إلى أن قوات خاصة بريطانية في سوريا يرتدون زي الولاياتالمتحدة العسكري، انضموا إلى القوات الخاصة الأمريكية، مما يوضح أن الحكومة البريطانية تعمل بتحريض من الولاياتالمتحدة، وتهمش البرلمان نفسه. ويوضح الموقع الكندي أنه مع تدخل الروس في سوريا، قاموا باستهداف الإرهابيين على عكس ما تقوم به الولاياتالمتحدة وبريطانيا، وذكر الموقع أن الولاياتالمتحدة وبريطانيا، يدعمان المتمرديين السوريين بشكل غير قانوني، ويهاجمان سوريا، رغم عدم وجود تفويض من قبل الأممالمتحدة أو طلب من الهيئة الحاكمة في البلاد. ويضيف الموقع أن الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين" أكد عزمه على محاربة المنظمات الإرهابية، وربما كان تصريحه هذه إشارة إلى مزاعم الولاياتالمتحدة باستهدافها مواقع تنظيم داعش، ويؤكد الموقع أن التدخل الروسي أحرج كل من فرنسا وتركيا والولاياتالمتحدة وألمانيا وقطر والسعودية وبريطانيا، مما دفع واشنطن لأصدار بيانتها المتتالية، حول استهداف موسكو للمدنيين في سوريا، بالإضافة إلى ما يسمى بالمعارضة المعتدلة، حيث قالت السفيرة الأمريكية لدى الأممالمتحدة، "سامانثا باور" على موقع التواصل الاجتماعي تويتر: "نحن ندعو روسيا إلى الكف فورا عن شن هجمات على المعارضة السورية والمدنيين".