اتهمت الولاياتالمتحدةروسيا ب"سكب البنزين على النار" في الحرب المدنية السورية، حسب صحيفة "الجارديان البريطانية"، رافضة ادعاءات موسكو حول استهداف غاراتها الجوية، التي تعتبر أول إجراء عسكري روسي كبير خارج حدود الاتحاد السوفييتي السابق منذ الحرب الباردة، ضد إرهابيي تنظيم "داعش" في سوريا. وفي تصعيد مأساوي للصراع الروسي، شنت روسيا سلسلة من الغارات الجوية أمس الأربعاء، على مواقع في سوريا، وقالت: إنها "تستهدف داعش، لكنها بدت بشكل أساسي تستهدف الجماعات الأقل تطرفًا في سوريا، تابعة للجيش السوري الحر"، المعارض الأساسي لنظام بشار الأسد. وأشارت "الجارديان" إلى أن المناورة الروسية جاءت بعد يومين من دعوة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إلى تحالف دولي ضد الإرهاب لمحاربة "داعش"، في كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة. وأوضحت أن الغارات جاءت أيضا بعد حصول بوتين على سماح البرلمان الروسي للقوات الروسية بالتصرف في الأراضي الخارجية. ونقلت "الصحيفة" عن وزير الدفاع الأمريكي، آشتون كارتر، قوله: إنه "على حد علمه أن الغارات الروسية تمت في مناطق لا يحتمل وجود قوات داعش فيها"، وأن روسيا تعرب عن نيتها محاربة "داعش" من ناحية، ودعمها نظام الأسد من ناحية أخرى، دون انتقال سياسي، مما يزيد من مخاطر الحرب الأهلية في سوريا". وأضاف "هذا الاتجاه يشبه سكب البنزين على النار"، مشيرًا إلى أن الوقت لم يتأخر بعد على روسيا لتغيير موقفها، موضحة أن هذا التصريح الأمريكي كان الأقرب نحو إعلان شن موسكو هجمات ضد أعداء الأسد لا "داعش". ولفتت "الجارديان" إلى أنه في وقت متأخر من الأربعاء اتفق وزير الخارجية الأمريكي جون كيري ونظيره الروسي سيرجي لافروف على إطلاق مبادرة دبلوماسية جديدة بحثًا عن حل سياسي في سوريا، وربما يتلقيان اليوم الخميس لمناقشة تجنب النزاعات. وأكدت أن هذه الهجمات الروسية تعتبر مؤشرا على أن الحملة الروسية في سوريا ستكون أكثر توسعًا وستستهدف المقاتلين المعارضين للأسد، بدلًا من التركيز على "داعش". ونقلت عن ديفيد كاميرون، رئيس الوزراء البريطاني، المتواجد حاليا في جامايكا، قوله: إن "تقييمه للخطوة الروسية يعتمد على أهدافها"، موضحًا "لديّ وجهة نظر واضحة مفادها أنه إذا كانت الخطوة جزءا من إجراء دولي ضد داعش، فإن هذا أمر جيد"، مستطردًا "لكن، إذا كان هذا الإجراء ضد الجيش السوري الحر دعمًا للأسد الديكتاتور، فستكون هذه خطوة عكسية، لكن دعونا نرى ما حدث بالضبط". من جانبه حذَّر، وزير الخارجية البريطاني، ديفيد هاموند، روسيا، من أن تدخلها العسكري يمكن أن يعني مشاركة موسكو نظام الأسد في المسؤولية الجنائية لاستخدام القنابل البرميلية ضد شعبه. وتابع "أن بريطانيا لا تزال تحاول التأكد من أهداف الغارات الروسية"، مضيفًا "تعتبر هذه الغارات الجوية الروسية الأولى في سوريا، والأهداف لها مغزى، ولن يتم اختيار الأهداف من قبيل الصدفة".