أبدى عدد من أبناء مدينة طنطا غضبهم الشديد؛ لفشل رجال الحماية المدنية فى السيطرة على حريق هائل نشب بإحدى العمارات السكنية بشارع المعتصم بعد عجزهم فى تشغيل سلم الإطفاء الإلكترونى، وتسبب الحريق فى ذعر الأهالى وإصابة طفلة وحيدة والديها باختناق حاد، ونقلها لطوارئ مستشفى الجامعة بين الحياة والموت. وحمَّل المحاسب عبد العزيز أبو سليمان مسؤلية الواقعة لرجال المطافئ، وطالب مدير أمن الغربية بالتحقيق فى الواقعة، قائلاً "حصل أمس حريق ليلاً فى عمارة عوارة فى شارع المعتصم مع حسان بن ثابت بمدينة طنطا بجوار شقتى، وكالعادة المطافئ لم تأتِ إلا بعد نصف ساعة من الحريق، ومن أخمد الحريق عمال أحد المطاعم وشباب المنطقة، وهذا هو العادى أن الأهالى هم الذين بطفئون الحرائق فى كل مكان، والمصيبة الكبرى أن سيارة المطافئ التى يوجد بها سلالم متحركة (ماجروس) وفيها تحكم عن طريق شاشة كمبيوتر داخل السيارة لم يستطع رجال المطافئ تحريك وتشغيل السلالم المتحركة لإنقاذ الأهالى من الأدوار العليا بالعمارة، وأهالى المنطقة شاهدوا عامل المطافئ وهو يدوس على الشاشة (تاتش) لتشغيل السلالم، دون أي استجابة، حتى إن الشباب قالوا له: أنت لسه جاى دلوقتى تتدرب عليها؟!". وأضاف "الناس طلعت على سلالم العمارة، وأنقذت الطفلة هدير عوارة رغم كثافة الدخان، وهى الآن فى العناية المركزة بمستشفى طوارئ الجامعة بعد إصابتها باختناق حاد". وتساءل "رجال المطافئ أليس المفترض أنهم مدربون على تشغيل تلك السلالم المتحركة إلكترونيًّا، أم أنها عاطلة ولا تعمل، رغم أن سيارة المطافئ تبدو جديدة و"بشوكها"؟! وإلى متى يظل الإهمال والفساد يضربان فى أركان الدولة؟ وإلى متى تكون حياة الإنسان أرخص شىء فى البلد؟!". مطالبًا بالتحقيق فى تلك الواقعة، مؤكدًا "أعلم أن مدير الأمن اللواء نبيل عبد الفتاح لن يترك الأمر يمر دون تحقيق". وقالت تماضر زغلول أحد شهود عيان الواقعة "شب حريق في العمارة الملاصقة لي في الدور الثالث، عندما اتصلنا بالنجدة والمطافئ لم يردا علينا، ولم تأتِ المطافئ إلا بعد نصف ساعه، والشقة تأكلها النيران، وعمال المطعم المجاور لنا هم وبعض الشباب طلعوا بطفايات الحريق يحاولون إطفاء النار. نزلت وجدت بنتًا في الدور الرابع تصرخ من الشباك: هاموت هاتخنق. أحضرت طفايتين، وطلعت معهم، نحاول أن نخرجها، لكن النار كانت شديدة، والدخان كثيفًا والدنيا مظلمة، ولم نستطع الوصول إلى الدور الثالث، وبعد فترة قصيرة سكت صوت البنت". وتابعت "و صلت سياره المطافئ، وبدأ مسلسل المهزلة. رجل مطافئ فقط معه قناع دخان موصل بأنبوبة أكسجين، وضع القناع على وجهه، وحاول أن يشعل الأكسجين، فلم يعمل. نزلنا إلى تحت؛ لنخبرهم أننا لا نستطيع أن نصل للدور الرابع، ولازم يطلعوا بسلم لينقذوا البنت في الرابع، والأسرة المحبوسة في الخامس، فرد أحد رجال المطافئ قائلاً: السلم ده قصير، والسلم الطويل جاي في السكة!". وواصلت "بعد ساعه وصلت العربة التي بها السلم الكبير.. شيء فخم وحديث، وشكلها "لِسَّه بشوكه". قلنا الحمد لله ده هيلحق البنت، هيا بسرعة ارفع السلم يا عم الحاج. البيه واقف يبص للشاشة التاتش المتطورة ومش عارف يعمل إيه! الناس صرخت فيه: أنت جاي تتدرب عليها هنا؟! البنت بتموت. وبعد فترة وصلت سيارات الإسعاف، وكان الشباب قد وصلوا للبنت، وأنزلوها علي النقالة، وأسرعوا بها إلى الإسعاف، بعد أن ظلت ساعة ونصفًا تتنفس الدخان وهي بين الحياة والموت. وفوجئنا أن عربة الإسعاف مقفولة والمسعفين والسواق ليسوا فيها. فتحنا الشباك الجانبي، ورفعنا شابًّا نحيفًا، ودخل منه، وفتح العربة من الداخل، ووصل ساعتها رجال الإسعاف. كانوا يشربون سيجاره على الناصية، وكانوا غاضبين لأننا فتحنا العربة. المطافئ لم نستفد منها إلا بالخرطوم، والإسعاف لم نستفد منه إلا بالنقالة وتوصيل الطفلة للمستشفى، والنجدة لم نستفد منها بأي شيء".